دوري أبطال أوروبا: اختبار الحقيقة.. صراع العقول الألمانية في النهائي

ملعب "النور" في العاصمة البرتغالية لشبونة يستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا بين بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان (22:00 بتوقيت القدس الشريف)، فلمن ستكون الغلبة؟

  • دوري أبطال أوروبا: اختبار الحقيقة.. صراع العقول الألمانية في النهائي
    دوري أبطال أوروبا: اختبار الحقيقة.. صراع العقول الألمانية في النهائي

كرة القدم هي رياضة تخطت كونها مجرد لعبة يشاهدها الناس للمتعة فقط، ولتضييع بعض من الوقت. تحولت اللعبة الشعبية إلى عالم بحد ذاته، يمكن فيه دراسة النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، وإخراج آلاف الأفلام الوثائقية حول ما تحمله في طياتها.

في آذار/مارس الماضي، عُلقت هذه الرياضة، وكاد المشجعون الذين يعتبرونها حياتهم يفقدون الأمل في عودتها مجدداً، والسبب كان تفشي فيروس كورونا.

لم نكن نتخيل أننا سنرى كرة القدم مجدداً. لم نكن نعرف أنها ستعود، وتمنحنا فرصةً لمتابعة نهائي دوري أبطال أوروبا.

سيلعب اليوم الأحد نهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ، في مباراة سيحاول فيها الباريسيون تحقيق حلم الاستثمار القطري. أما بايرن ميونيخ، فسيكون باحثاً عن ثلاثية تاريخية بعد تلك التي حققها في العام 2013.

فليك وخطر الدفاع المتقدم.. بايرن وحلم الثلاثية! 

  • دوري أبطال أوروبا: اختبار الحقيقة.. صراع العقول الألمانية في النهائي
    ديفيز وهانزي فليك (أرشيف)

يدخل بايرن النهائي في ملعب "النور" في العاصمة البرتغالية لشبونة، وعينه على تحقيق اللقب السادس في البطولة الأوروبية الأعرق، ولا يمكن لاثنين التشكيك في قوة الفريق "البافاري"، الذي قال عنه قائد الفريق مانويل نوير إنه أقوى من الفريق الذي توّج بالثلاثية في العام 2013.

طريق بايرن إلى النهائي لم يكن مرصعاً بالذهب، ولم يكن معبّداً، لكن بايرن هو الذي سهل هذا الطريق بقوته الهجومية الضاربة، وبعقلية الفريق المتماسكة التي اكتسحت برشلونة بثمانية أهداف مقابل اثنين.

الأحاديث وتحليلات حول هجوم بايرن قد تكثر، والخيارات المتاحة لدى المدرب هانزي فليك متعددة، حتى إنه قد لا يضطر إلى التغيير في التشكيلة التي اعتمدها في لشبونة مع عودة منافسات البطولة. وإذا كان لا بد من إجراء بعض التغييرات، فقد يكون كينغسلي كومان بديلاً لإيفان بيريسيتش المتألق مع الفريق. وفي ما يخص الخط الخلفي، فإنه قد يعيد بافارد كظهير أيمن، ويضع جوشوا كيميتش في وسط الملعب.

المشكلة الحقيقة في بايرن، والتي ستواجه مدرب الفريق، تتمثل في الخط الخلفي، لأن الفريق يلعب بدفاع متقدم. لم يفلح برشلونة "الضعيف"في استغلال الأمر، ولا ليون الذي أضاع العديد من الفرص بسبب الدفاع المتقدم لبايرن، لكن باريس سان جيرمان، بوجود نيمار وكيليان مبابي وأنخيل دي ماريا، سيكون قادراً على التحرك براحة في المساحات التي يخلقها بايرن، وخصوصاً في ظهر المدافعين. ولا شك في أن الثلاثية يملك سرعة كبيرة قد يكون ألفونسو ديفيز قادراً على مجاراتها، ولكن ماذا عن جيروم بواتينغ ثقيل البدن والحركة؟ ربما سيلجأ فليك إلى التخفيف من زخمه الهجومي، وإضافة بعض من الثقل في وسط الملعب، الذي لا شك في أنه أفضل من وسط "بي أس جي". 

ولا يمكن إخفاء قوة بايرن الهجومية، فقد نجح بايرن في تسجيل 42 هدفاً في دوري الأبطال في 10 مباريات فقط، علماً أن برشلونة هو حامل الرقم القياسي في التسجيل في موسم واحد بـ45 من 16 مباراة.

سيلعب بايرن النهائي رقم 11 في دوري الأبطال، ليصبح بذلك ثاني أكثر فريق يلعب نهائي البطولة بعد ريال مدريد (16)، وسيكون بايرن أمام فرصة لمعادلة رقم ليفربول بـ6 ألقاب، ولتحقيق ثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مرة أخرى.

باريس سان جيرمان الفريق "الناضج" تعلم من أخطاء الماضي!

  • توخيل ونيمار (أرشيف)
    توخيل ونيمار (أرشيف)

سيلعب باريس سان جيرمان نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، إذ إن أقصى ما حققه هو الوصول إلى نصف نهائي البطولة في العام 1995.

وصول "بي أس جي" إلى النهائي ليس محض صدفة، بل هو مشروع انطلق في العام 2011 بعد استثمار قطري في الفريق. وبعيداً من الاستثمار والأموال التي دفعت، فقد تعلم الفريق من أخطاء الماضي، كما تعلم من المباريات التي شكلت صدمة بالنسبة إليه، من سداسية برشلونة إلى الإقصاء أمام مانشستر يونايتد.

المدرب الألماني توماس توخيل له فضل كبير في ما وصل إليه الفريق العاصمي اليوم، فقد نجح في إخراجه من دوامة الإخفاقات في الماضي، وخلق كتيبة قوية ملتحمة تملك روح المنافسة. وأهم ما فعله هو خلق شخصية للفريق قادرة على التعويض في حال التأخر أو الخسارة ذهاباً، كما حدث في دور الـ16 أمام بوروسيا دورتموند. توخيل، جعل باريس سان جيرمان فريقاً أوروبياً، تخطى ضعف المنافسة في الدوري الفرنسي، والتي أثرت على الفريق أوروبياً. 

مما لا شك فيه أن الأسماء الحاضرة في الفريق ساعدته كثيراً، ولكن توقف المنافسات بسبب فيروس كورونا، وإلغاء الدوري المحلي، لم يكونا في صالح الفريق، إلا أن النادي الباريسي-القطري بقي قوياً ومتماسكاً. مباراة أتالانتا تلخص الكثير، فالفريق الإيطالي يملك واحداً من أقوى خطوط الهجوم في أوروبا. وقد نجح في التقدم عليه، ولكن الشخصية ظهرت في تأهل بطله نيمار في الدقائق الأخيرة، وهو الذي تحمل كامل المسؤولية في ظل غياب دي ماريا ومشاركة مبابي المتأخرة.

ومن هنا، يمكن أن ننطلق للحديث عن قوة باريس سان جيرمان التي يشكلها الخط الأمامي المكون من دي ماريا ومبابي ونيمار، والذي سيكون قادراً على قلب كل الموازين في مباراة بايرن بسرعته والمهارات الفردية والتفاهم الكبير بين الثلاثي.

مشكلة سان جيرمان في خط الوسط ليست في اللاعبين بحد أنفسهم، إنما بقوة هذا الخط عند المنافس، وتفوق المنافس من الناحية البدنية في هذا الخط. ربما دخول فيراتي قد يعيد بعض التوازن إلى الفريق، لكن فيراتي سيلعب بعد غيابه بسبب الإصابة. لذا من المستبعد الزج به مع بداية المباراة، إضافة إلى أن غياب الحارس كيلور نافاس يشكل ضربة قوية للفريق الفرنسي.

لا يمكن التكهن بما قد يحدث في نهائي دوري أبطال أوروبا، ومن الصعب تحديد البطل مسبقاً. البعض قد يرشح بايرن بسبب النتائج الكبيرة التي حققها، ولكن بايرن سيكون في مواجهة أقوى دفاع في البطولة، وسيكون أمام "ثلاثي الرعب".