بايرن ميونيخ حاصد الألقاب.. فليك و"العصا السحرية"
بايرن ميونيخ حقق "ثلاثية" تاريخية كان مهندسها المدرب الذي جاء من منصب المساعد ليصبح البطل. إنه هانزي فليك الذي غيّر وجه الفريق البافاري.
لا يمكن أن يمرّ موسم على بايرن ميونيخ الألماني من دون أن يحرز فيه لقباً أو لقبين، وربما ثلاثة. موسمه هذا لم يكن استثناءً، لكنّه لم يكن عادياً، فبطل ألمانيا لثماني مرات متتالية، كانت بدايته مترنّحة مطلع الموسم، إذ حقّق 5 انتصارات في 10 جولات من الدوري، وخسر بخماسية عجّلت برحيل نيكو كوفاتش.
بدا المشهد ضبابياً في بافاريا، لكنّ الضباب انجلى بقدوم هانزي فليك، مساعد المدرب، الذي فضّلت إدارة كارل هاينز رومنيغه الاستعانة به من داخل البيت، وعدم الذهاب نحو خيارات خارج "القلعة البافارية". بدا فليك وكأنّه "ملكٌ" حصل على "عصا سحرية"، فغيّر وجه الفريق كلياً، وصار يطيح بالخصوم تباعاً، سواء على الصعيد المحلّي أو الأوروبي.
وكان حصاده حافلاً في الدوري الذي توقّف لأشهر بسبب فيروس كورونا، فقد تعثّر 3 مرات فقط؛ مرتين بخسارتين أمام باير ليفركوزين وبوروسيا مونشنغلادباخ، والثالثة بتعادل سلبي مع لايبزيغ. في المقابل، فاز بالمباريات جميعها محلياً، حيث توّج بالدوري، فالكأس. وأوروبياً، لم يستطع أحد أن يفلت من قبضة فليك ولاعبيه، فقد سجّل 11 انتصاراً في المسابقة، محرزاً 43 هدفاً، وتساقط كل خصومه كأوراق الخريف، وبنتائج لا تقبل الجدل.
في طريقه إلى اللقب، فاز بطل ألمانيا بكل مبارياته، مخلّفا أضراراً جمّة، إذ تسبّب بإقالة ماوريسيو بوكيتينو بسباعية في مرمى توتنهام، ودكّ شباك جاره تشيلسي بسباعية في مباراتين، قبل أن يلحق ببرشلونة الهزيمة الأثقل في تاريخه الأوروبي، متسبّباً بزلزال في كاتالونيا بعد 8 أهداف أطاحت بكيكي سيتين والمدير الرياضي إريك أبيدال.
نجح فليك محلياً وقارياً بالاعتماد على توليفة ما بين الخبرة والشباب، بقيادة الهداف روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجّل 34 هدفاً في الدوري الألماني، ليحرز لقب الهدّاف، وأضاف إليها 15 في دوري الأبطال، إلى جانب التألّق اللافت لتوماس مولر في تأدية دور مموّل لـ "ليفا" و سيرج غنابري، وتميّز كل من جوشوا كيميتش وتياغو ألكانتار والواعد ألفونسو ديفيز، وبراعة الحارس مانويل نوير، وطبعاً الإصرار والعزيمة على الفوز، والسرعة في نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم، واللعب حتى صافرة النهاية. كلّها عوامل منحت فليك إنجازات غير متوقعة، وينتظر أن تؤكّد في الموسم الجديد المقبل.
بطل ألمانيا على موعد مع "كأس السوبر الأوروبية" في مواجهة إشبيلية، قبل أن يخوض غمار الدوري وكأس العالم للأندية في قطر نهاية العام، حيث يطمح بطل أوروبا بإضافة لقب إلى خزائنه المليئة بالألقاب.