من شوماخر في حيّنا إلى هاميلتون البطل!

لويس هاميلتون نجح في معادلة رقم "الأسطورة" شوماخر، ووصل إلى 7 ألقاب في بطولة العالم. هذه الألقاب السبعة تدلّ على قيمة وقوة هاميلتون الذي وصل إلى ما فشل غيره في فعله.

  • من شوماخر في حيّنا إلى هاميلتون البطل!
    من شوماخر في حيّنا إلى هاميلتون البطل!

لا شكَّ في أنَّ أحد أصدقائك لُقِّب بـ"شوماخر" لشدّة حبّه للسيارات، أو أن أحد أبناء الحي كان دائماً ما يحب استعراض مهارته في القيادة، فلُقب بـ"شوماخر"، أو أن أمك أو إحدى أمهات أصدقائك كانت تقول لكم: "لا تتحولوا إلى شوماخر، واحذروا!"، وربما لم تكن تعلم كيف يبدو شوماخر، إنما كل ما تعرفه أنه بطل في سباقات السيارات. هذه الأحداث البسيطة خير دلالة على قيمة الألماني مايكل شوماخر، بطل العالم 7 مرات في سباقات "الفورمولا 1"، وهي إشارة إلى تفوقه على أترابه.

اليوم، سنعتذر إلى شوماخر، لأن هناك فتى جاء يسعى من حلبات بريطانيا لـ"الكارتينغ" إلى حلبات "الفورمولا 1". وبعد جدّه وسعيه، أصبح في القمة، وبات بطلاً متفوقاً مثل شوماخر في سباقات السيارات، ونجح في معادلة رقم "الأسطورة" الألمانية بتحقيق لقبه السابع في بطولة العالم لـ"الفورمولا 1". إنه البريطاني لويس هاميلتون، سائق "مرسيدس". وهنا نعتذر إلى مايكل، لأنه ربما بات بإمكاننا اليوم أن نقول لأصدقائنا: "لا تبالغ وتظنّ نفسك هاميلتون"، أو بطريقة ساخرة ومازحة: "ماذا عنك يا هاميلتون! ما هي مغامرتك في القيادة؟".

نجح هاميلتون بعد فوزه الأحد الماضي في سباق جائزة تركيا الكبرى في حسم لقب بطولة العالم للعام 2020 لصالحه قبل 3 جولات من نهاية الموسم. وبعد حصده المركز الأول، لم تكن اللحظة عادية بالنسبة إليه. وأثناء حديثه إلى فريقه بعد الفوز في السباق، كان صاخباً. لم يصدّق أنه نجح في تحقيق هذا الإنجاز الّذي ستذكره الأجيال لسنوات. هاميلتون هو الرجل الذي وصل إلى مستوى شوماخر، لا بل تفوَّق عليه.

خاض هاميلتون في مسيرته حتى الآن 264 سباقاً مقابل 306 لشوماخر. فاز البريطاني في 94 سباقاً (بنسبة 35%)، بينما فاز شوماخر في 91 سباقاً (بنسبة 30%). صعد هاميلتون إلى المنصة 163 مرة كواحد من أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، بينما صعد مايكل 155 مرة. انطلق هاميلتون من المركز الأول 97 مرة، فيما انطلق الألماني 68 مرة.

عندما دخل شوماخر في غيبوبة بعد تعرضه لحادث أثناء التزلج في العام 2013، لم تكن الأرقام على هذا النحو، ولكن إذا استعاد عافيته، سيقرّ بأن هاميلتون (35 عاماً) تفوق عليه، وليس بعيداً أن يكسر الأخير رقم شوماخر في عدد بطولات العالم، ويصل إلى اللقب الثامن، وخصوصاً أن قوانين السباقات والتصنيع لن تتغير في الموسم المقبل، وستبقى السيارات على حالها.

وفي هذا الخصوص، حقَّق فريق هاميلتون "مرسيدس" لقب الصانعين لهذا العام. ومن خلال متابعة السباقات، لا يستطيع أحد منافسته، فهو يملك الشخصية والقدرة على تسيير الأمور كما يشاء. وكي نكون أكثر وضوحاً، فإن سيارة "مرسيدس" هي الأقوى حالياً في "الفورمولا 1"، حتى إن "فيراري" غير قادرة على منافستها على الأقل حتى العام 2022، عندما يتم الدخول بسيارة جديدة.

حقَّق لويس بطولة العالم في "الفورمولا 1" في الأعوام 2008 و2014 و2015 و2017 و2018 و2019، وآخرها 2020. واللافت في هذه السنوات أنَّ هاميلتون لم ينتظر كثيراً ليدخل في قائمة أبطال البطولة، إذ كاد يفوز بالبطولة في العام 2007، وذلك بعد عام واحد فقط من دخوله بطولة العالم لـ"الفورمولا 1"، لكنه عاد في العام 2008، أي بعد عامين من دخول المنافسات، وحقَّق البطولة بفارق نقطة عن البرازيلي فيليبي ماسا. بعدها، تخلى عن المركز الأول. وعندما عاد، سيطر على المنافسات. وفي السنوات الأخيرة، أثبت أنه قادر على خطف الجوائز من عنق الزجاجة.

هاميلتون ليس متسابقاً عادياً، فبعد فوزه في البطولة السّابعة تحوّل إلى بطل، لا بل إلى "أسطورة"، مثله مثل شوماخر. عادله وتفوّق عليه في أكثر من كفة، ولا زال الطريق أمامه مفتوحاً ليتفوَّق عليه. وربما سيحصد اللقب الثامن في بطولة العالم، ويقول وداعاً. وإلى ذلك الحين، ستبقى مشاهدة هاميلتون على الحلبة ممتعة.