ميلان ويوفنتوس.. العودة إلى الماضي الجميل!

في الجولة الـ16 من الدوري الإيطالي، سيلتقي غداً الأربعاء ميلان ويوفنتوس في مباراةٍ قد تحدّد الكثير لما هو قادم في مستقبل "السيري آ".

  • ميلان ويوفنتوس.. العودة إلى الماضي الجميل!
    ميلان ويوفنتوس.. العودة إلى الماضي الجميل!

تسعُ سنواتٍ مضت لم تكن فيها "جنة كرة القدم" على حالها، لأنّ "سيدةً" واحدة كانت على رأس الهرم دائماً، ولم يستطع أحدٌ الاقتراب منها، وعند كلّ محاولةٍ، كانت تنقطع الأنفاس في الأمتار الأخيرة. تسعُ سنواتٍ سيطر فيها يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي، ولكن "دوام الحال من المُحال"، وما يحدث اليوم في "الكالتشيو" يزيد من متعته ويُعيد له ذكريات الزمن الجميل. 

بعد نهاية النصف الأول من الموسم الحالي (2020-2021)، لم يكن المتصدّر يوفنتوس، بل هذه المرة كان فريق ميلان الذي عاد بقوةٍ ومن بعيد، بعد التوقف بسبب فيروس كورونا في الموسم الماضي. خرج ميلان مع ستيفانو بيولي من "سنين القحط" واقترب من العودة إلى "سنين الحصاد". وزادت قوّته مع عودة زلاتان إبراهيموفيتش الذي غيّر عقلية الفريق والمجموعة، ليصبح أكثر تعطّشاً للمنافسة على لقب "الاسكوتيدتو". 

سيلتقي غداً الأربعاء ميلان ويوفنتوس في قمةٍ لن تكون كسابقتها، ميلان يتصدّر بفارق 10 نقاط عن يوفنتوس مع مباراةٍ مؤجلة للأخير. لا يعيش يوفنتوس أفضل حالاته من ناحية الاستقرار الفني، فأندريا بيرلو لا يزال جديداً على عالم التدريب. ومما لا شك فيه أن المباراة ستكون فرصةً لميلان كي يبرهنَ للجميع بأنه جاهزٌ للمنافسة على اللقب وبأنه مرشحٌ قوي، خصوصاً وأنّه يعرف كيف ينتصر، حتى لو لم يكن الأداء مقنعاً، لأن التتويج باللقب يحتاج إلى معرفة الطريق نحو حصد أكبر عدد من النقاط، وهذا ما يفعله "الروسينيري" حيث انتصرعلى بينيفينتو الأحد الماضي (2-0) بعشرة لاعبين.

بدوره، يرفض بيولي مقولة أن هذه المواجهة ستحدد مصير الموسم بالقول: "أعتقد بأنها ستكون مباراةً رائعة بين فريقين في أفضل مستوياتهما. أكرّر بأن يوفنتوس، إنتر ونابولي هي الفرق الأقوى في الدوري الإيطالي، كل ما علينا فعله هو مواصلة السير في طريقنا"، ويضيف: "ما زال الوقت مبكراً. سنرى أين سنكون في الترتيب بحلول نيسان/أبريل المقبل، لنفهم أين يمكن أن نصل". الكلام الذي ينشره بيولي هو بمنزلة وسيلةٍ جيدة لتخفيف الضغط عن فريقه، لكي يلعب بشراسةٍ ويحقق مفاجأةً غير متوقعة، وهي حيلةٌ يستخدمها الكثير من المدربين لتخفيف العبء عن اللاعبين. 

وسيغيب عن صفوف ميلان كل من زلاتان إبراهيموفيتش، إسماعيل بن ناصر، ماتيو غابيا وأليكسيس سايليمايكرز بسبب الإصابة، بالإضافة إلى ساندرو تونالي بسبب الإيقاف.

ما يميّز ميلان أكثر من يوفنتوس هذا الموسم هي جماعية الفريق، إذ وصل إلى الشباك 13 لاعباً مختلفاً، من ضمنهم إبراهيموفيتش، مقابل 8 فقط ليوفنتوس الذي تراجع في زيارته الأخيرة إلى "سان سيرو" بنتيجة 2-4 في تموز/يوليو الماضي.

ولم يخسر ميلان في آخر الـ 12 جولة من الموسم الماضي، وتحديداً منذ السقوط أمام جنوى (1-2) في 8 آذار/مارس الماضي، ولا في جميع المباريات الـ15 هذا الموسم.

يوفنتوس "المتأرجح" لإيقاف سلسلة ميلان

قد تتوقف هذه السلسلة غداً لأن يوفنتوس يبقى بطل إيطاليا، ولكن أداءه مرتبطٌ أكثر بكريستيانو رونالدو لأن حضوره يجعل من يوفنتوس أكثر ثباتاً، وخبرته وقوته في التسجيل مختلفة عن باقي زملائه. رونالدو سجّل 14 هدفاً من أصل 29 لفريق "السيدة العجوز" هذا الموسم، بينها 6 ثنائيات، فيما تناوب 8 لاعبين على التسجيل ليوفنتوس.

وستكون مباراة الأربعاء الزيارة الأولى لبيرلو المدرب في مواجهة فريقه السابق ميلان الذي دافع عن ألوانه من 2001 حتى 2011 وتُوّج معه بالدوري مرتين، كذلك في دوري أبطال أوروبا قبل الانتقال إلى يوفنتوس.

أقرّ بيرلو قبل مباراة القمة أنّ فريقه يعاني من نقصٍ في خط الهجوم، خصوصاً مع غياب ألفارو موراتا المصاب، وغياب أليكس ساندرو بسبب إصابته بفيروس كورونا، كما سيغيب أيضاً خوان كوادرادو لاصابته بـ"كوفيد-19"، فيما بدأ الفريق البحث عن إضافةٍ هجومية. ترشّح الصحافة الإيطالية العديد من الأسماء من بينها غراتسيانو بيليه وأوليفييه جيرو.

مباراة غدٍ الأربعاء ستعيد جماهير كرة القدم بالذاكرة إلى الماضي. الكل سيتمنى أن تكون مباراة ممتعة، ولعل إنتر سيكون أوّل من سيشاهد وينتظر المباراة حيث يبتعد عن جاره ميلان بفارق نقطةٍ فقط.