مورينيو أمام "ساعة الحقيقة"

يتصدر جوزيه مورينيو عناوين الصحف الإنكليزية بعد الأنباء عن قرب إقالته نظراً للموسم الكارثيّ لتشلسي وخسارته المباراة الأخيرة أمام ليستر. مورينيو لا شك في موقف صعب، والوقت وحده كفيل بجلاء حقيقة الأمور.

جوزيه مورينيو

حتى الساعة لم تتم إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو من تدريب تشلسي الإنكليزي. هذه الكلمة (الإقالة) التي لم يكن "السبيشال وان" يتخيّل سماعها في مدينة لندن التي أوصل فريقها إلى المجد وأعاده إلى صفوة الفرق الإنكليزية، بات محتملاً بقوة أن تصبح واقعاً يجد فيه البرتغالي نفسه خارج أسوار ملعب "ستامفورد بريدج" بعد أن كان بطله، وذلك منذ الخسارة أمام ليستر سيتي الإثنين والتي أدخلت الرجل دائرة الخطر لوصول تشلسي إلى المركز الـ 16 بتلقيه خسارته التاسعة هذا الموسم.

مورينيو إذاً هو موضوع الساعة الأكثر سخونة في إنكلترا حالياً لمعرفة مصير مدرب ما انفك يشغل الجميع كيف ما تنقل ليتوقف مصير من برع في حروبه الكلامية على... كلمة. معظم الترجيحات تصب في خانة أن يتم "شكر" مورينيو على ما "قدمه" لتشلسي في هذا الموسم والقول له وداعاً. هذا الأمر لا يتوقف على تحليلات الصحف بل يمكن قراءته من تصاريح البرتغالي الأخيرة، إذ يبدو كمن أنه يطلق "رصاصاته" الأخيرة خبط عشواء وهذا ما يتمثل في هجومه الإعلامي على لاعبيه وتحميلهم مسؤولية ما وصلت إليه الأمور. إذ عقب الخسارة أمام ليستر لم يتوان "السبيشال وان" عن القول بأنه تعرض للخيانة من لاعبيه، أما اليوم فواصل هجومه عليهم ونقلت عنه الصحف الإنكليزية قوله: "بعضٌ منهم يجب عليه إعادة التفكير في الطريقة التي يعيش فيها كرة القدم في تشلسي. تشلسي فريق كبير وكرة القدم أكثر من مهنة إنها شغف"، وأضاف: "لا يجب إهدار أي دقيقة على أرض الملعب بل يجب إعطاء كل شيء. نعم أنا محبط من بعض اللاعبين لكن أعتقد أن آخرين منهم يعطون تماماً ولا يستحقون الخسارة".

كلمات مورينيو تؤكد وجود حالة انقسام في داخل الفريق بين مؤيد للبرتغالي ومعارض له حيث يُحكى في الصحف الإنكليزية عن وجود فريقين إسباني يمثله فرانسيسك فابريغاس ودييغو كوستا وبدرو رودريغيز وبرازيلي يمثله أوسكار وراميريش وويليان قد فقدوا الثقة بمدربهم، في المقابل فإن البرتغالي يستند إلى اللاعبين القدماء في "البلوز" مثل جون تيري وحتى فرانك لامبارد رغم رحيله عن الفريق والذي نقلت عنه محطة "سكاي سبورتس" دفاعه عن مورينيو بقوله أنه لم يفقد تأييد اللاعبين.

على أن ما يزيد الموقف تعقيداً هو دخول الصحف على الخط و"صب الزيت على النار" بحيث أن صحيفة "ذا دايلي ميرور" مثلاً ذكرت أن مورينيو توجه للاعبيه في إحدى المرات بالقول لهم أنه كان يجب على النادي بيع عدد منهم في سوق الإنتقالات الصيفية الماضية.

لكن المشهد العام في تشلسي لا يبدو سوداوياً تماماً بالنسبة لموقف مورينيو، إذ يجدر التذكير أن البرتغالي مدد عقده الصيف الماضي بعد قيادته الفريق للقب الـ "بريميير ليغ" لمدة أربعة أعوام إضافية وبالتالي فإن إقالته توجب على "البلوز" دفع مبلغ 50 مليون يورو ثمناً لفسخ العقد، فضلاً عن أن تشلسي لا يزال متواجداً في دوري أبطال أوروبا وقد تأهل إلى دور الـ 16 لملاقاة باريس سان جيرمان الفرنسي، وفي هذا الإطار فقد رسمت صحيفة "ذا دايلي ستار" مشهداً مغايراً بقولها أن المالك الروسي لتشلسي رومان أبراموفيتش لن يمانع صرف الملايين في الإنتقالات الشتوية، التي أصبحت على الأبواب، لتعزيز فريق مورينيو، وهو ما تناقضها فيه صحيفة "ذا دايلي تيليغراف" بتأكيدها أن الإقالة باتت مسألة وقت وقد استعرضت إدارة الفريق أسماء المرشحين لخلافة البرتغالي.

الوقت إذاً كفيل بجلاء حقيقة الأمور في لندن. "الكلمة السر" طبعاً هي في جيب أبراموفيتش، لكن ما هو مؤكد أن ثمة ضباب كثيف فوق العاصمة الإنكليزية وقد آن الأوان ليتبدد.