حرب أميركية-روسية.. على رقعة الشطرنج

باتت هناك قناعة بأن الغرب والولايات المتحدة يضيقان على روسيا حتى في الرياضة. وفيما لا يزال مونديال ألفين وثمانية عشر لكرة القدم محط أخذ وردّ، تحاول أميركا غزو لعبة الشطرنج بذريعة تجفيف منابع نفط داعش.

إيليومجينوف وبوتين
قبل عام بالتمام والكمال، اكتسح كيرسان إيليومجينوف بطلَ العالم السابق في الشطرنج غاري كاسباروف في معركته على رئاسة الاتحاد الدولي للّعبة.

ايليومجينوف الرئيسُ السابق لجمهورية كالميكيا الروسية، هو نفسُه رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج لسبعة عشر عاماً. ابن الثلاثة وخمسين عاماً، حكم لنحو عقدين، الجمهورية البوذية المعتقد المطلة على بحر قزوين.

أما كاسباروف، فثائر على السياسة الخارجية للكرملين. أحد أساطير الشطرنج، غرّد مؤخراً "إن بوتين يلقي بالجيش الروسي في متاهات الموت في كل من القرم وسوريا وشرق أوكرانيا".

من هنا تأخذ رئاسة الاتحاد الدولي للشطرنج موقعاً أعمق من كونها رأس هرم لعبة عالمية فحسب، بل بؤرة حرب رياضية باردة برسائل سياسية.

ففي خطوة يراد منها كشّ الملك، حرّكت أميركا حجر شطرنج "نفط داعش" بوجه إيليومجينوف.

أدرجت إدارة أوباما اسم رجل الأعمال الروسي، في قائمة ضمّت أيضاً إسمي السوريين جورج حسواني ومدلل خوري، ولم تأتِ على ذكر أي إسمٍ تركي.

الميلياردير وصف الخطوة بالاستفزازية. قال "لا مكان للسياسة في عالم الشطرنج ونحن نروج للعبتنا لدى الجميع من دون استثناء".

وعلى هامش التحضير لبطولة العالم في الشطرنج بأميركا عام 2017، أبدى ايليومجينوف استعداده للرد على أي استفسار من وزارة الخزانة الأميركية خلال زيارته المرتقبة الأسبوع المقبل.

الخارجية الروسية وصفت الخطوة بالمحاولة المتعمدة لتشويه سمعة بلدها. وبالتزامن، تنحى رأس الهرم موقتاً للتفرغ لملف الدفاع عن نفسه، وسلّم مقاليد الحكم لنائبه اليوناني جورجوس ماكروبولوس.