ريال مدريد يُحبط برشلونة بتعادل قاتل

إنتهى "الكلاسيكو" الأول هذا الموسم بين الغريمين برشلونة وريال مدريد في ملعب "كامب نو" بالتعادل 1-1، في المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

صحيح أن النتيجة تشير إلى التعادل لكنه في الحقيقة مكسب لريال مدريد المتصدر وخسارة لبرشلونة ملاحقه الذي يبتعد عنه بفارق 6 نقاط، وهي خسارة مضاعفة إذ إن التعادل جاء في الوقت القاتل.

وكان الشوط الأول تكتيكياً بامتياز حيث غابت الفرصة الحقيقية، واستطاع ريال مدريد تعطيل فاعلية مفاتيح برشلونة من خلال التنظيم الدفاعي المميز والسيطرة على خط الوسط بقيادة النشيط الكرواتي لوكا مودريتش.

كان واضحاً التأثير الكبير الذي خلّفه تواجد "الرسام" أندريس إينييستا على مقعد البدلاء على أداء الكتيبة الكاتالونية مع افتقاد بديله أندريه غوميز للحلول، ما كان يضطر الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى الإرتداد إلى الخلف لبناء الهجمات التي كانت تتكسر عند الإنضباط الدفاعي للملكي إذ أشارت الأرقام في الدقائق الـ 45 الأولى إلى أن "ليو" مرر تمريرة واحدة فقط لكل من البرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز الذي كان غارقاً بين الكماشة الدفاعية البيضاء.

في المقابل، شكّلت الهجمات المرتدة لريال بعض الخطورة وتحديداً عبر فرصتين للبرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقتين 36 و38 عندما انطلق في الأولى من الرواق الأيسر وسدد الكرة لكن الحارس الألماني مارك – أندريه تير شتيغن أبعدها إلى ركنية، والثانية من فاصل مراوغة لدفاع "البلاوغرانا" وتسديدة لكنها جاءت ضعيفة بين يدي تير شتيغن.

أمام هذا التفوّق التكتيكي لريال مدريد بدا واضحاً أن فك طلاسم الدفاع الملكي لن يتحقق إلا عبر ركلة ثابتة وهذا ما حصل مع بداية الشوط الثاني وتحديداً في الدقيقة 53 بعد خطأ على الجانب الأيسر من الفرنسي رافاييل فاران على نيمار لينفّذ البرازيلي الركلة ويتابعها سواريز برأسه في الشباك في ظل تغطية سيئة من فاران نفسه.

وانعكس هذا الهدف إيجابياً على نسق المباراة حيث ازدادت الإثارة، وفي الدقيقة 59 قام لويس إنريكي بإخراج الكرواتي إيفان راكيتيتش غير الفعّال وإشراك إينييستا وسط تحية حارّة من جماهير ملعب "كامب نو".

الهدف ومشاركة إينييستا بدّلا من شكل برشلونة وخطورته، حيث كاد نيمار أن يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 68 بعد أن تلاعب بداني كارفاخال لكنه سدد عالياً بمواجهة المرمى. ثم أتبعه إينييستا بتسديدة قوية في الدقيقة 69 لكن كارفاخال أبعدها في الوقت المناسب.

في المقابل، كانت الخطورة منعدمة من جانب الملكي الذي تأثر بالهدف السريع بعد الإستراحة، وقام الفرنسي زين الدين زيدان في الدقيقة 77 بإخراج مواطنه كريم بنزيما الحاضر-الغائب وإشراك ماركو أسونسيو لتنشيط الهجوم بعد أن كان قد أشرك البرازيلي كاسيميرو بدلاً من إيسكو في الدقيقة 66، ورد عليه إنريكي بإخراج غوميز وإدخال التركي أردا توران لتأمين خط الوسط والحفاظ على النتيجة.

وظهر سحر إينييستا في الدقيقة 81 بتمريرة بينية رائعة ضربت دفاع ريال ووصلت إلى ميسي لكنه سددها بعيدة عن القائم الأيسر.

وبدا أن الفوز سيكون حليفاً لبرشلونة مع توالي الدقائق إلا أن ريال انتظر حتى الدقيقة 90 ليقول كلمته وبطريقة هدف "البرسا" من ركلة ثابتة نفذها مودريتش وارتقى لها سيرجيو راموس برأسه وسط غياب الرقابة وأسكنها في الشباك.

وقبل إطلاق صفارة النهاية لاحت فرصة خطيرة لـ "البرسا" من رأسية لسيرجي روبرتو أبعدها كاسيميرو عن خط المرمى.

هكذا، يمكن القول أن "الكلاسيكو" الأول هذا الموسم لُعب في الشوط الثاني وفي النهاية خرج الريال راضياً بنقطة من معقل غريمه أبقت الفارق مع الأخير 6 نقاط، أما برشلونة فأضاع نقطتين ثمينتين قد يعرف مدى أهميتهما في الأمتار الأخيرة نحو اللقب العتيد.