رياضيون بحرينيون من الملاعب إلى السجون

رياضيون رفعوا اسم البحرين في المحافل الخارجية ولطالما تغنّت بهم المملكة إلا أنهم منذ 14 شباط/ فبراير 2011 تحوّلوا إلى مضطهدين في بلدهم وانتقلوا من الملاعب إلى السجون.

تعرض الكثير من الرياضيين البحرينيين للإعتقال
لا يمكن الحديث عن الحراك الشعبي في البحرين الذي انطلق في 14 شباط/ فبراير 2011 دون التوقف عند القمع والإعتقالات والتعذيب الذي تعرض له عدد كبير من الرياضيين البحرينيين. رياضيون رفعوا اسم البحرين في المحافل الخارجية ولطالما تغنّت بهم المملكة إلا أنهم منذ التاريخ المذكور تحوّلوا إلى مضطهدين في بلدهم وانتقلوا من الملاعب إلى السجون.

بداية موجة الإعتقالات شكّلت صدمة داخلية وخارجية حيث جرى اعتقال نجمي المنتخب الوطني علاء ومحمد حبيل بعد أن قام ناديهما الأهلي بشطبهما من سجلاته وإيقافهما عن مزاولة النشاط الرياضي، وذلك بتهمة مشاركتهما في مسيرة في دوار اللؤلؤة.

ورغم أن فترة اعتقال الشقيقين حبيل فضلاً عن حارس الأهلي علي سعيد ولاعب المالكية حسن عيسى ولاعب منتخب كمال الأجسام طارق الفرساني ومدرب النجمة لكرة الطائرة فؤاد عبد الواحد ولاعب منتخب الطاولة أنور مكي لم تطل بسبب التحرك الذي قام به الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باستفساره عن سبب اعتقال الشقيقين حبيل وتهديده بإيقاف النشاط الكروي في البحرين في حال لم يتم الإفراج عنهما فضلاً عن فتح تحقيق بشأن تدخل الحكومة البحرينية بالرياضة وهو ما يحظره "الفيفا"، فإن السلطات أبقت على اعتقال عشرات الرياضيين ما أدى إلى تظاهرات للإفراج عنهم ونشوء جمعيات للدفاع عنهم مثل "لجنة الدفاع عن الرياضيين المعتقلين" التي ذكرت في أحد تقاريرها بأن عدد الرياضيين الذين ظلوا معتقلين منذ انطلاق الحراك الشعبي بلغ 75 رياضياً بينهم حمد الفهد المحكوم عليه بالمؤبد.

العديد من القصص لرياضيين معتقلين خلف قضبان السجون
هكذا، وخلف قضبان السجون في البحرين ثمة العديد من القصص لرياضيين معتقلين ومن بينها تبرز ثلاث قصص.

- حكيم العريبي (21 عاماً): لاعب كرة قدم سابق في منتخب البحرين للشباب. اعتقل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 ووجهت إليه تهمة حيازة قنابل حارقة "مولوتوف" و المشاركة في تجمع غير قانوني وإضرام النار في مركز للشرطة في المنامة.

وذكر العريبي أثناء التحقيق معه أنه كان يلعب مباراة في وقت وقوع الحادث، ورغم ذلك حبس لمدة 4 أشهر وتعرض للتعذيب وهدد بمنعه من لعب كرة القدم نهائياً، بعدها تم إطلاق سراحه بكفالة مالية لحين موعد المحاكمة.
وفي كانون الثاني/ يناير 2014 وبينما كان العريبي يُمثل بلاده في مباراة في قطر، أصدرت المحكمة الجنائية حكماً بسجنه لمدة 10 سنوات بالاضافة الى 8 آخرين، وعلى الفور توجّه إلى أستراليا طالباً اللجوء السياسي.

- محمد ميرزا (39 عاماً): محترف في اللعبة القتالية "جيو جيتسو" البرازيلية وقد مثّل البحرين في العديد من البطولات العربية والعاليمة، بما في ذلك بطولة آسيا المفتوحة لعام 2008 في تايلاند، حيث حاز على المرتبة الثانية والثالثة في عدة فئات. ألقت الشرطة القبض على ميرزا في 16 آذار/ مارس عام 2011، بعد يوم واحد من إعلان حالة الطوارئ ودخول قوة درع الجزيرة الخليجية إلى البحرين.
اعتقل ميرزا وثمانية آخرين في نقطة تفتيش للإشتباه بهم باختطاف ضابط شرطة، وتم إحالتهم إلى المحكمة العسكرية والتي أمرت بسجن كل منهم 15 سنة، وأمام محكمة الاستئناف تم تبرئة جميع المتهمين بإستثناء ميرزا الذي تم تخفيف عقوبته إلى 10 سنوات.
ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان في البحرين أن الشرطة أجبرت ميرزا على التوقيع على اعترافات بعد تعريضه للتعذيب الجسدي والنفسي أثناء التحقيق معه.

- يونس حسن (22 عاماً): لاعب كرة قدم في نادي الاتفاق ولعب لصالح منتخب البحرين الوطني للشباب. في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2012 اعتقلت قوات الأمن البحرينية حسن من مكتب حكومي في المنامة بينما كان يجري معاملة تجديد جواز سفره. خلال الساعات الأولى لاعتقاله تعرض لتعذيب شديد، ووجهت إليه تهمة التجمهر غير القانوني والشروع في القتل.
ونفى حسن هذه الاتهامات، وقال محاميه أنه كان يتدرب كرة القدم عندما وقعت الجرائم المزعومة، ولكن النيابة العامة احتجزته لمدة 45 يوماً، ونقل في نهاية المطاف إلى سجن الحوض الجاف. ومنذ ذلك الحين تجدد السلطات حبسه مرة تلو الأخرى.
ويعاني حسن من مرض الصرع، وتدهورت صحته بشكل ملحوظ أثناء وجوده في السجن. ويمنع المسؤولون في السجن مراراً وصول الأدوية إليه وقد نقل الى المستشفى عدة مرات نتيجة لتدهور حالته الصحة.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2013 تم تحويل حسن إلى مستشفى السلمانية بسبب الألم المستمر الذي يعاني منه نتيجة الوقوف على قدميه، وتطالب عائلته بشكل مستمر الإفراج عنه بسبب وضعه الصحي، لكن إدارة السجن تستمر في تعنتها وتمنع عنه الدواء. 

هكذا لا يزال رياضيون بحرينيون في السجون بدلاً من أن يكونوا في الملاعب وكل ما يملكونه صرخة يطلقونها لفك أسرهم، وهذا ما فعله المعتقلون منهم في سجن "جو" المركزي في 2016 عندما هنأوا السويسري جياني إنفانتينو بفوزه بانتخابات رئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، ودعوه في رسالتهم إلى "تسليط الضوء بشكل واضح وجليّ على كافة المعتقلين الرياضيين لدى مملكة البحرين القابعين في المعتقلات منذ خمس سنوات لغاية الآن والذين بلغ عددهم 120 رياضياً مسجّلين لدى الإتحادات الرياضية".