منتخب قطر الأولمبي لكرة اليد: أين القطريون؟
بعثة كرة اليد القطرية إلى دورة الألعاب الأولمبية "ريو 2016" تثير التساؤلات حول العدد الكبير للاعبين المجنسين فيها وتعيد إلى الذاكرة الكتيبة القطرية في كأس العالم لكرة اليد 2015، التي لم تضم سوى 4 لاعبين قطريين.
في عام 2015، استضاف الـ "عنابي" كأس العالم لكرة اليد، ووصل النهائي قبل أن يخسره أمام فرنسا. إنجاز عظيم. لكن، مهلاً. لاعبو قطر ليسوا قطريين! من المونتينيغري ماركو زاركوفيتش إلى المصري حسن مبروك إلى البوسني إدار ميميسيفيتش، وغيرهم. التشكيلة يغزوها المجنسين. ليس فيها سوى 4 قطريين. وخلال حملة التجنيس التي أطلقها الاتحاد القطري لكرة اليد، استطاع أن يستغل أمرين. يتمثل الأول بسماح قانون الاتحاد الدولي للعبة اليد للاعبين بتمثيل منتخب يحملون جنسيته، إذا مر عامان دون أن يدافعوا عن ألوان بلدهم الأصلي. أما الثاني فمتعلق باللاعبين الأقوياء الذين لا يجدون أماكن مع منتخبات بلادهم، فيسهل إغراؤهم عبر محفزات عديدة. أما اليوم، فتشارك بعثة قطر إلى ريو دي جانيرو بـ 39 لاعباً يتوزعون على عدة ألعاب. 23 منهم ولدوا خارج قطر، وتتوزع جنسياتهم على 17 دولة على الأقل. مجدداً الكتيبة القطرية لكرة اليد تثير الجدل. أكثر من 10 لاعبين مجنسين من أصل 15. حتى أن صحيفة "التلغراف" البريطانية علقت على الموضوع قائلةً أن قطر "تعلق آمالها على خمسة لاعبين من البلقان، واثنين من سوريا، وواحد من كوبا، وإسباني وفرنسي، للفوز بأول ذهبية لها في الأولمبياد". ولم يقتصر الأمر على قطر، فمصارع الجودو سيرجيو توما الذي جلب البرونزية للإمارات في وزن 81 كلغ، هو من أصول مولدوفية. بل كان قد شارك في أولمبياد لندن 2012 ودافع عن علم بلده الأم مولدوفا. وفضلاً عن ما ذكر، نالت البحرين فضية سباق الماراتون في منافسات ألعاب القوى. أما من جلب لها الميدالية فهي العداءة الكينية الأصل أونيس جبكيروي كيروا. من الراجح منطقياً أن تعتمد دولة على خبرات المجنسين لتطوير أدائها في لعبة ما، ولحصد المجد لاحقاً. أما أن يكون معظم عناصر المنتخب من أصول أجنبية، فهو إن دل على شيء، يدل على سعي سريع إلى حصد بطولة ما وبأي طريقة، وقطع مسافات طويلة بوقت قصير، ما قد يؤدي إلى سقوط سريع في المستقبل، ربما.