حسن بشارة للميادين نت: المشاركة في الأولمبياد مجد لا يوصف
هي عينها تلك القبضة. لم تتغير بعد 36 عاماً. كف المصارع والبطل الأولمبي حسن بشارة خشنة الملمس عند المصافحة تنذر بـ "روح شباب" في جسد كهل، يبث الطموح في نفوس رواد ناديه. نادي بشارة.
هي عينها تلك القبضة. لم تتغير بعد 36 عاماً. كف المصارع خشنة الملمس عند المصافحة تنذر بـ "روح شباب" في جسد كهل، يبث الطموح في نفوس رواد ناديه. نادي بشارة. افتتح بشارة مشاركاته في الألعاب الأولمبية يافعاً لا يتجاوز عمره الـ 25، مثل لبنان في مكسيكو 1968. كان حدثاً مدهشاً له. "هذا مجد لا يتصوره عقل أن تقف بين آلاف من الرياضيين من كافة أقطار العالم. تعتز بأن تحمل علم بلدك هناك". يشير بشارة في مقابلة مع الميادين نت. لكن الأمر لا يخلو من الإحساس بالتوتر "كلما صعدت إلى بساط المصارعة. لأنك تحمل أمانة وطنية"، يتابع بشارة. لم يفلح في تقلد طوق أولمبي. عاد مرة أخرى عام 1972، أصيب بخيبة جديدة. لقد كان قريباً. بكيت؟ "طبعاً بكيت" "الحدث الرياضي بالنسبة لي مقدس، لا يجوز أن يتخلله إشكالات". غيبت الحرب الأهلية "وطن الأرز" عن مونتريال 1976. لكن بشارة الجامح دوماً نحو الفوز، حزم أمره في دورة ألعاب البحر المتوسط المقامة عام 1979 في يوغوسلافيا (تفككت لاحقاً). "حضرت بشكل جيد. فزت بست لقاءات ونلت الميدالية الفضية. منحتني دفعاً"، يقول بشارة. دنا الحلم. يتحدث بشارة عن التحضير للمحفل الرياضي الكبير مشدداً على قسوة التدريب، قائلاً "كان التحضير شاقاً. كنت موظفاً في المطار أتدرب يومياً لأكثر من ساعتين. أركض على الشاطئ. أجري وأنا أحمل أشخاصاً. التجهز كان قاسياً" فوق الوصف. ثمة أمر آخر. أين النادي؟ "هو عبارة عن غرفتين"، يستذكر بشارة. "كنا مجموعة من الأصدقاء تجمعنا الألفة والحرص على بعضنا البعض"، ربما كان هذا ما يساعدهم على تحمل التدريب الجلف. "بكيت كثيراً". يروي الرجل السبعيني. هذه المرة فرحاً. لقد قلد البرونزية التي حركت المشاعر الوطنية في اللبنانيين المنقسمين "إلى غير رجعة وقتذاك"، ودفعتهم حشوداً كبيرةً لاستقبال البطل الأولمبي على المطار والسير به متجاوزين الحدود "المذهبية" وخطوط التماس. "كيفما أسير تفتح الطريق لي"، يوضح بشارة قبل أن يردف "يومها قابلت الرئيس إلياس سركيس (رئيس الجمهورية اللبنانية 1976-1982) ودولة الرئيس الحص (رئيس الحكومة اللبنانية 1979-1980)". عام 1983، اعتزل بشارة نتيجة أزمة صحية مزمنة. بعدها بعامين، افتتح النادي الذي يحمل اسم كنيته. نادي بشارة في محلة برج البراجنة ضمن نطاق العاصمة بيروت. بدأ الرجل بأخذ دور مؤسس لأجيال المستقبل، كما كان مدربه في نادي الفتوة، إبراهيم عواركة. تغرورق عيناه بالدموع مجدداً. يطلب وقف التسجيل. يستذكر ولده الراحل. ويقول "كان لي ولد (طبيب) جراح"، علي. دخل وشقيقه محمد عالم أبيهما دون أن يغرسوا اسميهما في تاريخ اللعبة، علهما اكتفيا بالتركة الرياضية لوالدهما. إلا أن بشارة يرى نفسه في موقع معلم للأجيال الماضية والحالية عبر ناديه الذي أمسى بفرعين. "الآن أربي أجيال. استكمل من خلالهم رسالتي الرياضية"، يلفت بشارة. وعند الكلام عن الرياضيين المتروكين دون دعم ومساندة، يُستفز بشارة ويقول "الخامات موجودة. تحتاج لرعاية"، ويضيف "في الماضي لم يكن هناك إمكانات، أما الآن فأمست الشباب والرياضة وزارة. على الوزير أن يتابع الأمور عن كسب. هذا واجب وطني". يعتبر بشارة أن الرياضة كالعلم، تحتاج لتدريب لأن "ما حدا بيتحضر ما بيوصل"، يقول بشارة بعد أن يضرب مثلاً بالمصري كرم جابر الحائز على الذهبية لوزن 96 كليو في المصارعة اليونانية الرومانية في دورة أثينا 2004. إذن لما ليس هناك تنظيم جيد للأمور؟"الدولة يجب أن تنظم. هناك محسوبيات توزع هنا وهناك علاوة على الفرق الوهمية. الوزير مسؤول أيضاً". هكذا هي قصة حسن بشارة. بطل أولمبي صاحب مسيرة مميزة، في بلد تحيا فيه الرياضة على فوز هنا وإنكسارات هناك، لا لشح في المواهب، بل لنقص في المواكبة والدعم.
-
مع الأسطورة كلاي -
بشارة متغلباً على مصارع مصري في دورة إبراهيم مصطفى في الإسكندرية في عام 1975 -
بشارة خلال التدريب القاسي -
في ممازحة ودية مع أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي -
الخطوات الأولى لبشارة في عالم الملاكمة التي قادته إلى حلبة المصارعة