ترقّب عربي لقرعة كأس العالم

العرب يتمثّلون في قرعة مونديال روسيا 2018 بأربعة منتخبات هي مصر والمغرب وتونس والسعودية وذلك للمرة الأولى في تاريخ البطولة قبل خمسة أعوام على انطلاق النسخة المقبلة، ولأول مرة أيضاً، على أرض عربية في قطر.

4 منتخبات عربية للمرة الأولى في تاريخ المونديال (أ ف ب)

يتمثّل العرب في قرعة مونديال روسيا 2018 بأربعة منتخبات هي مصر والمغرب وتونس والسعودية وذلك للمرة الأولى في تاريخ البطولة قبل خمسة أعوام على انطلاق النسخة المقبلة، ولأول مرة أيضاً، على أرض عربية في قطر.
ويأتي على رأس الأربعة العرب، المنتخب المصري صاحب أكبر عدد من التتويجات بكأس الأمم الأفريقية بواقع 7 مرات، منهم ثلاث متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، إلا أن أرقامه العالمية ليست على نفس المستوى، حيث شارك في ثلاث نسخ فقط لكأس العالم خرج منها جميعاً من الدور الأول، كان آخرها في مونديال إيطاليا 1990.
ونجح "الفراعنة" في التأهل لنسخة روسيا 2018 تحت قيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي اعتمد على النجم المتألق هذا الموسم في ليفربول الإنكليزي، محمد صلاح.
ولازم منتخب مصر لعنة الفشل في الوصول لخوض منافسات المونديال على مدى 27 عاماً تقريباً، رغم السيطرة الكاملة على القارة السمراء مطلع القرن الحالي تحت قيادة المدرب الوطني حسن شحاتة، وفي ظل وجود لاعبين كبار أمثال محمد أبو تريكة، أفضل لاعب في أفريقيا عام 2008، والمهاجم المخضرم حسام حسن، ولاعب أياكس وسيلتا فيجو السابق أحمد حسام، وآخرين وصفوا بأنهم أفضل جيل في الكرة المصرية حينها، وخصوصاً في ظل الأداء الممتع المصحوب بالنتائج المبهرة على المستوى القاري.
وفي كل مرة يخوض فيها المنتخب المصري تصفيات كأس العالم، ينتهي الأمر بالإحباط وتعجب الجماهير من هذا التناقض بين السيطرة الكاملة تقريباً على القارة السمراء الذي يصاحبه في نفس الوقت الفشل في عبور بوابة المونديال.
ولجأ الاتحاد المصري لكرة القدم هذه المرة إلى المدرسة الأرجنتينية، وتعاقد مطلع آذار/ مارس عام 2015 مع هيكتور كوبر الذي يحظى بسجلّ تدريبي طويل قاده لتولي مسئولية الكثير من الأندية في معظم قارات العالم تقريباً.
وقاد كوبر، المرشح لجائزة أفضل مدرب في أفريقيا، الفراعنة في 30 مباراة، انتهت 20 منها بالفوز و4 بالتعادل و6 هزائم، منها نهائي أمم أفريقيا في الغابون 2017 الذي خسره أمام الكاميرون بنتيجة 1-2 ، في حين لم يشهد مشوار تصفيات المونديال إلا خسارة واحدة أمام أوغندا بهدف نظيف.
أما من حيث اللاعبين، فالأبرز هو محمد صلاح، هداف ليفربول والدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم برصيد 12 هدفاً والمرشح بقوة للفوز بلقب أفضل لاعب أفريقي هذا العام. ويعتمد كوبر كذلك على لاعب ارتكاز أرسنال محمد النني ومهارة الجناح الشاب لنادي اتحاد جدة السعودي محمود عبد المنعم "كهربا".
ولجأ كوبر أيضاً للارتكاز على خبرة حارس المرمى المخضرم عصام الحضري (44 عاماً)، والذي أصبح أكبر لاعب يخوض نهائيات الأمم الأفريقية في نسخة الغابون، والذي سيصبح أكبر حارس يشارك في نهائيات كأس العالم حال خوضه لأي مباراة في روسيا 2018 (45 عاماً حينئذ)، محطماً رقم الحارس الكولومبي الأسطوري فريد موندراغون الذي خاض مونديال البرازيل 2014 وهو في الـ41 من العمر.
بالنسبة للمنتخب التونسي يأتي تأهله بعد غياب عن النهائيات العالمية طال لـ12 عاماً، وذلك بعد أن نجح المدرب الوطني، والعربي الوحيد في مونديال روسيا 2018 ، نبيل معلول، في إحياء أمل "نسور قرطاج".
ونجح معلول في قيادة تونس إلى المونديال مع لاعبيه الذين لم يكن يبرز من أسمائهم إلا وهبي الخزري، لاعب وسط رين الفرنسي المعار من سندرلاند الإنكليزي، والذي يثير الجدل في أغلب الأوقات، وقلب الدفاع المخضرم أيمن عبد النور الذي انتقل الصيف الماضي من فالنسيا الإسباني إلى أولمبيك مرسيليا الفرنسي، بالإضافة ليوسف المساكني الذي يلعب في دوري نجوم قطر بقميص نادي الدحيل، والحارس المخضرم وقائد المنتخب وفريق النجم الساحلي المحلي، أيمن المثلوثي (33 عاماً).
أما في المغرب، فنجم المنتخب يجلس على مقاعد الاحتياط، وهو المدرب الفرنسي هيرفي رينار المتخصص في التألق مع المنتخبات الأفريقية وقيادتها للنجاح، والمدير الفني الوحيد الذي توج بكأس الأمم الأفريقية مع منتخبين مختلفين، وهما: زامبيا عام 2012، وساحل عام 2015.
وعلى أرض الملعب، هناك ثلاثة نجوم متألقة في الدوريات الأوروبية، وهم: حكيم زياش، لاعب وسط أياكس الهولندي، ومهدي بنعطية، مدافع يوفنتوس الإيطالي، وسفيان بوفال، لاعب وسط ساوثمبتون الإنكليزي، بالإضافة للظهير الشاب لريال مدريد الإسباني، أشرف حكيمي.
ويكمل رباعي العرب المونديالي المنتخب السعودي الذي اعتاد على الحضور العالمي منذ نسخة 1994 ولكنه غاب مرتين متتاليتين في نسختي 2010 و2014 ، ليصبح مونديال روسيا 2018 هو المشاركة الخامسة في تاريخه، بلاعبين قادمين من الدوري المحلي، باستثناء لاعبين اثنين فقط، وهما: مختار علي، لاعب ارتكاز فيتيسه آرنهم الهولندي، وفارس عابدي، لاعب فريجينيا كافالييرز الأميركي الذي اختاره المدرب الأرجنتيني أنطونيو بيتزي بعد أن لعب لمنتخب الولايات المتحدة تحت 18 عاماً.
يذكر أن التأهل السعودي جاء تحت قيادة المدرب الهولندي فان مارفيك الذي أقيل في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي عقب حجز مقعد الفريق العربي في الحدث العالمي، ليتولى الأرجنتيني إدغاردو باوزا المهمة الفنية لـ"الأخضر" لمدة شهرين فقط أقاله بعدها الاتحاد الوطني للعبة بعد خسارة وديات بلغاريا والبرتغال وغانا، ليأتي الدور على الأرجنتيني الآخر خوان أنطونيو بيتزي الذي سيقود صفوف السعودية في المونديال.
وكانت المشاركة الأولى للمنتخب السعودي في نسخة الولايات المتحدة عام 1994 هي الأفضل في تاريخ "الأخضر" بعد أن حقق فوزين على المغرب 2-1 وبلجيكا 1-0 بعد أن كان خسر أولى لقاءاته من هولندا 2-1، ليحتل وصافة المجموعة السادسة ويتأهل لدور الـ16 الذي خسر فيه من منتخب السويد القوي للغاية حينها بنتيجة 1-3 ، ليصبح الخروج من دور المجموعات هي النتيجة الثابتة للمنتخب العربي الآسيوي في نسخ: فرنسا 1998، وكوريا واليابان 2002 ، وألمانيا 2006 والتي كانت الأخيرة له قبل الوصول إلى روسيا.