من الاتحاد السوفياتي إلى روسيا .. القياصرة الذين لم يبلغوا الذهب

روسيا التي لم تذق يوماً طعم الفوز بالمونديال، لا يبدو منتخبها الحالي على قدر تاريخها الإمبراطوري الحافل.

الحارس التاريخي لمنتخب الاتحاد السوفياتي ليف ياشين

يحل الذهب المونديالي على أرض القياصرة. لأول مرة تستضيف روسيا كأس العالم. صاحبة الأرض التي لم تذق يوماً طعم الفوز بالبطولة الكروية الأكبر، لا يبدو منتخبها الحالي على قدر تاريخها الإمبراطوري الحافل، وهو المعضلة التي لم تشهد تبدلاً مذ انهار الاتحاد السوفياتي عام 1991. وقبل ذلك، كان للبلد الشيوعي منتخب وازن، كالعديد من منتخبات أوروبا الشرقية. ينافس قارياً وعالمياً، حتى أنه توج ببطولة الأمم الأوروبية في 1960، ووصل النهائي في ثلاث مرات أخرى، لم يكن الحظ حليفه فيها.

رغم قوة حضوره، لم يستطيع الاتحاد السوفياتي العبور إلى نهائي كأس العالم يوماً. أقصى ما تمكن من تحقيقه هو خوض المربع الذهبي أمام ألمانيا الغربية في مونديال 1966، على أرض إنكلترا المضيفة والبطلة، ليخسر أمام "المانشافت" ثم يعود ويتبوأ المركز الرابع عقب السقوط أمام البرتغال في صراع المركز الثالث. كان هذا المونديال الأخير لليف ياشين، "العنكبوت الأسود"، الذي اختار "الفيفا" صورته لوضعها على الملصق الخاص بمونديال روسيا، ليمسي أول حارس مرمى يحظى بهذا التكريم.

من 1966 إلى 1990، عندما كانت ملامح السقوط تصبغ وجوه قادة البلاد، شارك الاتحاد السوفياتي في مونديال إيطاليا. وتماشياً مع مؤشراته السياسية الآخذة بالنزول، تذيل المنتخب ذو العلم الأحمر المجموعة الثانية بنقطتين خلف الأرجنتين ورومانيا والكاميرون توالياً.

مونديال 1994 .. مونديال سالينكو

سالينكو مسجلاً في مرمى الكاميرون خلال مونديال 1994 (أ ف ب)

وبعدها بأربع سنوات، خيض أول مونديال تحت اسم روسيا، وللمفارقة أنه كان على أرض الولايات المتحدة، رائدة الحرب الباردة في وجه السوفيات. لم تجتز روسيا - المتخبطة سياسياً بعد سقوط اتحادها العظيم – دور المجموعات. لكن مهاجمها أوليغ سالينكو تفرّد برقم قياسي عندما سجل 5 أهداف في مباراة واحدة أمام الكاميرون في مواجهة تاريخية شهدت رقماً آخراً كان من نصيب "العجوز" روجي ميلا نجم "الأسود" الذي أصبح أكبر لاعب يسجل هدفاً في تاريخ كأس العالم عن 42 عاماً. ولسالينكو هدف آخر في مرمى السويد، وضع في جعبته ستة جعلته يتقاسم لقب هداف النسخة مع البلغاري هريستو ستويشكوف نجم برشلونة.

من 1998 إلى 2014 .. غياب ومشاركات خجولة

آرشافين لم يتمكن في 2010 من قيادة روسيا إلى المونديال الأفريقي

وعلى أبواب أزمة مالية استفحلت في آب/أغسطس 1998، فشلت روسيا في الوصول إلى مونديال فرنسا، المضيفة والبطلة، وذلك عندما أقصتها إيطاليا في الدور الفاصل بنتيجة 2-1 في مجموع لقاءي الذهاب والإياب. إلا أن روسيا المدعمة بفريق يهيمن عليه لاعبين من فرق العاصمة موسكو، نجحت في التأهل مجدداً لتحط طائرتها في كوريا واليابان 2002. هناك، خرجت بعد خسارتين أمام بلجيكا واليابان وفوز يتيم على تونس. ولعل التاريخ أراد أن ينتقم للألمان – الذين توحدوا بفعل سقوط جدار برلين - عبر رسوب يوري سيومن مدرب "الدب الروسي" في امتحان التأهل إلى مونديال 2006 على أرض "المانشافت".

وتحت قيادة غوس هيدينك ونجومية أندري آرشافين، تكسرت طموحات روسيا في خوض مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، عندما حرمتهم سلوفينيا من بطاقة التأهل في الملحق الأوروبي.

ورغم تعيين الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو مديراً فنياً، لم تجتز روسيا دور المجموعات في مونديال البرازيل 2014.

اليوم، يقف اللاعبون الروس، على أرضهم وبين جماهيرهم، ليخوضوا بطولة كثر الحديث عنها، سياسياً أكثر منه رياضياً، يواجهون السعودية أولاً ثم مصر فالأوروغواي، فرق المجموعة الأولى، ولا تبدو كتيبة ستانيسلاف تشيرتشيسوف قادرة على الذهاب بعيداً في البطولة دون تدوين مفاجأة أو معجزة.