منتخب إسبانيا .. "الماتادور" الحليم يعتلي المنصّات بعد طول صيام

إسبانيا توّجت بمونديال 2010 وهي مرشحة للفوز بنسخة 2018. فهل تفعلها؟

من تتويج إسبانيا بمونديال 2010

مع تطبيق "التيكي تاكا" في برشلونة، سطعت شمس إسبانيا عالمياً. لم يكن للـ "لا روخا" مجد كروي عتيق، رغم أن فريقيها ريال مدريد و"البرسا" كانا ولا يزالا، طموح كل من لمست قدماه الكرة. أربعة أعوام كانت كفيلة بمنح إسبانيا ثلاثة ألقاب اثنين منها في كأس أوروبا، وآخر في مونديال جنوب أفريقيا 2010. أربعة أعوام بدا فيها المنتخب الإسباني الملقّب بـ "الماتادور" أو "مصارع الثيران" كمن ذاق نشوة النصر بعد صيام طويل عن البطولات.

بدايات مونديالية متعثّرة

من مباراة لمنتخب إسبانيا في مونديال 1982

لم تخض إسبانيا غمار النسخة الأولى من كأس العالم على أرض الأوروغواي عام 1930، آثرت الغياب مع أغلب المنتخبات الأوروبية بسبب البُعد المكاني وتكاليف السفر. وبعدها بأربعة أعوام، قررت المشاركة في البطولة التي استضافتها إيطاليا، فتمكّنت من عبور الدور الأول على حساب البرازيل، قبل أن تسقط أمام البلد المضيف في ربع النهائي.

وفي 1938، كانت إسبانيا ترزح تحت رحمة الحرب الأهلية بعد انقلاب الجنرال فرانكو على حكومة الجبهة الشعبية، الأمر الذي غيّبها عن مونديال جارتها فرنسا.

من 1938 حتى 1982 - النسخة التي استضافتها إسبانيا - 44 عاماً مرت وحملت تغيّرات عديدة. لم يذهب "لا روخا" بعيداً في المسابقة – التي حسمتها إيطاليا – في ظل قوّة "الآدزوري" الذي فاز لاعبه باولو روسي بجائزة هداف البطولة وأفضل لاعب فيها.

منتخب برشلونة يصنع المجد

إنييستا صاحب هدف الفوز بمونديال 2010

وبعدها بعشرين عاماً، وصلت إسبانيا إلى ربع نهائي مونديال 2002 عندما خرجت على يد كوريا الجنوبية المضيفة برفقة اليابان، كان ذلك عبر ركلات الترجيح حسمت لمصلحة "محاربي التايجوك" بنتيجة 5-3. في تلك النسخة، كان معدل أعمار "الماتادور" مرتفعاً، قبل أن ينخفض في مونديال 2006 على أرض ألمانيا، عندما دخلت التشكيلة عناصر شابة كأندريس إنييستا، سيرجيو راموس وتشابي ألونسو وغيرهم. انخفاض لم يأت أكله فقد خرجت إسبانيا من دور الـ 16، وعلى يد فرنسا الوصيفة هذه المرة.

ومنتشية بفوزها بلقبها الأول في أمم أوروبا 2008، ومع عودة برشلونة إلى التوهّج بأسلوب "التيكي تاكا" على يديّ جوسيب غوارديولا، كانت الترشيحات تصبّ لمصلحة إسبانيا بالفوز بمونديال جنوب أفريقيا. ولم يخيب "مصارعو الثيران" الظنون بهم، رغم بداية مخيّبة بخسارة أمام سويسرا بهدف نظيف. استعاد المنتخب - الذي احتله عناصر برشلونة - بريقه وهزم تشيلي وهندوراس في المجموعة الثامنة، ثم اجتاز البرتغال والباراغواي وألمانيا. وفي النهائي، 116 دقيقة مرت، حتى هزّ هدف إنييستا أركان ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ وأوقف "طواحين" هولندا عن الدوران، معلناً انتقال اللقب العالمي إلى الأندلس.

سقوط بعد صعود

من إعلان لوبيتغوي تشكيلة إسبانيا (أ ف ب)

ولا تسير الرياح دوماً كما تشتهي السفن. فلم يكن أبرز المتشائمين يتصوّر أن تخرج حاملة اللقب من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014، سيما وأنها عادت لتتوّج بلقب أمم أوروبا 2012 للمرة الثانية على التوالي. وشاء القدر أيضاً، أن تنتقم هولندا من إسبانيا لتهزمها بخماسية تضمّنت رأسية طائرة لا تنسى لروبن فان بيرسي.

إلا أن إسبانيا مرشّحة للفوز بمونديال روسيا 2018، وهي التي تأهّلت إليه منفردة من المجموعة السابعة لتصفيات أوروبا من دون إيطاليا التي غابت عن البطولة للمرة الأولى منذ 60 عاماً. وعليه ستكون مهمة المدرب خولين لوبيتغوي كبيرة، سيما أن نجوم 2010 قد تبعثرت خطاهم بين اعتزال من هنا وتراجع أداء من هناك، لكن تشكيلته تبقى مدعمة بعناصر شابة وصاحبة خبرة، كإيسكو وتياغو وكارفاخال وراموس وبيكيه وغيرهم.