من معجزة بيرن إلى لوجنيكي .. الألمان أمام امتحان الاحتفاظ باللقب

ألمانيا بطلة 2014. هل تكرر الإنجاز؟

لوف حصد اللقب الأخير لألمانيا في كأس العالم (أ ف ب)

الألمان، أبطال العالم. يحطون في روسيا، وعينهم على اللقب للظفر به للمرة الثانية توالياً. هذا دأب "الماكينات"، الثبات في الأداء والحضور. فبعد أن خاط نجمة رابعة على قميصه الأبيض في مونديال البرازيل 2014، يطمح المنتخب الألماني إلى الخامسة ليعادل رقم "السامبا"، في ظل جيل مميز من اللاعبين، سبقتهم أجيال في حصد المجد الكروي على مستوى العالم.

من "معجزة بيرن" بدأت القصة، عندما فاجأت ألمانيا الغربية الجميع في مونديال سويسرا 1954 وانتصرت على المجر بوشكاش وكوتشيش في النهائي. بعد ذلك انتظرت "الماكينات" 20 عاماً، للظفر باللقب مرة أخرى. حصل ذلك عام 1974، عندما استضافت البطولة، فتمكن منتخب غيرد مولر وسيب ماير وفرانز بيكنباور من هزيمة هولندا كرويف في النهائي.

وبعدها، 16 عاماً من الصبر كانت كفيلة بعودة ألمانيا إلى منصات التتويج، هذه المرة في إيطاليا 1990، وبضربة جزاء مشكوك بصحتها انبرى لها أندريس بريمه وأسكنها الشباك الأرجنتينية. ورغم كبر سنهم، استطاعت العناصر الألمانية من الوصول إلى نهائي مونديال 2002 عندما أسقطتهم البرازيل بهدفي الظاهرة رونالدو. إلا أن طموح الألمان تجدد عندما استضافوا نسخة 2006، بقيادة المدرب يورغن كلينسمان، لكنهم اصطدموا في نصف النهائي بالعقدة الإيطالية التي أقصتهم بهدفي فابيو غروسو وأليساندرو ديل بييرو.

وكأن أوان الحصاد آن مع تعيين يواكيم لوف مدرباً للـ "مانشافت"، لكنه كان مليئاً بدموع الخيبة. الخيبة التي مني بها الألمان بالوصول إلى نهائي كأس أوروبا 2008، ونصف نهائي مونديال 2010 و"يورو 2012"، دون معانقة الكأس. بردت الحرارة الألمانية من أرض "السليساو"، عندما هز هدف ماريو غوتزه في مرمى الأرجنتين أرجاء ملعب "الماراكانا"، ونسج النجمة الرابعة بعد 24 عاماً من الانتظار. تلك النسخة التي شهدت هزيمة للبرازيليين ستبقى وصمة عار في تاريخهم الكروي. 7-1 ألمانية، نكراء لا تمحى.

استجمع لوف، الناخب الألماني، عناصر فريقه الذين سيخوضون غمار مونديال روسيا. وبعد 4 سنوات على اللقب، فقدت "الماكينات" لاعبي خبرة، فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر، لكن مواهب عديدة ستحل في القائمة كجوشوا كيميتش وجوليان دراكسلر وماركو رويس وآخرين، يعول عليهم في قيادة الدفة بجانب خبراء آخرين كتوماس مولر ومسعود أوزيل وسامي خضيرة، سيما وأن بلادهم المرشح الأول للفوز باللقب. فهل يحققون المعجزة ويحتفظون بالذهب إذا ما وصلوا نهائي مونديال روسيا على ملعب "لوجنيكي"؟