المجموعة المونديالية الثامنة قوية أيضاً

متابعون كثر للمونديال الروسي لا يعطون المجموعة الثامنة أهمية كباقي المجموعات. هي المجموعة التي تبدو كما لو أنها في مكان وبقية المجموعات في مكان آخر. يكفي القول أن لا منتخباً من العيار الثقيل موجود فيها لإدراك سبب قلة جماهيرية هذه المجموعة.

التوقعات بأن تكون المنافسة حامية في المجموعة الثامنة

كثر من متابعي المونديال الروسي لا يعطون المجموعة الثامنة أهمية كباقي المجموعات. هي المجموعة التي تبدو كما لو أنها في مكان وبقية المجموعات في مكان آخر. يكفي القول أن لا منتخباً من العيار الثقيل موجود فيها لإدراك سبب قلة جماهيرية هذه المجموعة.

لكن هذا لا يمنع من أن المجموعة الثامنة الأخيرة جديرة بالمتابعة. هي، أولاً، المجموعة التي تجتمع فيها 4 قارات وهذا ما هو غير موجود في المونديال الروسي سوى في المجموعة الأولى، والحديث هنا عن بولندا من قارة أوروبا وكولومبيا من أميركا الجنوبية والسنغال من أفريقيا واليابان من آسيا.

صحيح أن الترشيحات تصبّ "على الورق" في مصلحة كولومبيا وبولندا للتأهل إلى دور الـ 16 لكن فإن كل شيء يبقى ممكناً في هذه المجموعة تحديداً وبإمكان السنغال واليابان قلب الطاولة إذ إن فارق المستوى ليسى كبيراً بين المنتخبات الأربعة.

كذلك، فإن ما يميز هذه المجموعة أنه يجتمع فيها العديد من النجوم أمثال روبرت ليفاندوفسكي من بولندا وساديو ماني من السنغال وخاميس رودريغيز وراداميل فالكاو وخوان كوادرادو من كولومبيا، والأهم من ذلك هو تواجد 3 من أبرز المهاجمين الهدافين في البطولات الأوروبية أي ليفاندوفسكي وماني وفالكاو الأمر الذي يقود إلى ترجيح أن تكون هذه المجموعة غزيرة بالأهداف.

وبالحديث عن منتخبات المجموعة، فإن الكولومبيين يدخلون المنافسات بتشكيلة مشابهة لتلك التي خاضت مونديال 2014 وقدّمت أداء مميزاً عندما وصل "لوس كافيتيريوس" إلى ربع النهائي وخسر بصعوبة أمام البرازيل المضيفة 1-2 وقد توَّج نجمه خاميس هدافاً للبطولة وكوادرادو أفضل ممرر.

في 2018 تبدو التشكيلة الكولومبية أكثر خبرة وانسجاماً. عموماً فإن الكولومبيين لطالما يقدّمون الاضافة في مشاركاتهم المونديالية إذ فضلاً عن مونديال 2014 فإن فترة التسعينيات شهدت بروز جيل كارلوس فالديراما وفريدي رينكون ورينيه هيغويتا.

المنتخب البولندي من جهته توّاق لفعل شيء في مونديال روسيا. البولنديون يعودون إلى كأس العالم بعد غياب عن نسختي 2010 و2014 وهذه المرة بقيادة واحد من أفضل المهاجمين في العالم حالياً ألا وهو ليفاندوفسكي. بولندا تعوّل كثيراً على مهاجم بايرن ميونيخ. إنها فرصة "ليفا" الآن.

بالنسبة للسنغال، فإنها عادت إلى الأضواء مجدداً وإلى واجهة المونديال لتشارك للمرة الثانية في تاريخها في البطولة بعد الأولى عام 2002. تلك المشاركة التي لن ينساها السنغاليون عندموا حققوا إنجازاً كثاني منتخب أفريقي يصل إلى ربع النهائي بعد الكاميرون عام 1990 وألحقوا الهزيمة بفرنسا حاملة اللقب في الدور الأول وكانوا السبب في خروجها مبكراً. "أسود التيرانغا" قدّموا حينها جيلاً مميزاً ضم الحاجي ضيوف وهنري كامارا وخليلو فاديغا ومامادو نيانغ وسليف دياو وغيرهم.

الآن فإن جيلاً جديداً يزخر بالمواهب تعتمد عليه السنغال للوصول على الأقل إلى دور الـ 16 يتقدّمه ماني بالإضافة إلى كيتا بالدي ومباي نيانغ وشيخ كيواتي.

كذلك فإن المنتخب الياباني يضع التأهل إلى دور الـ 16 على الأقل هدفاً له على غرار ما فعل في 2002 على أرضه وفي 2010. منتخب "الساموراي" يعوّل في هذه البطولة على خبرة نجومه أمثال شينجي كاغاوا وكيسوكي هوندا وشينجي أوكازاكي.

صحيح أن أسماء المنتخبات في المجموعة الثامنة الأخيرة لا تبدو كبيرة، لكن التوقعات بأن تكون المنافسة حامية فيها. لا يجدر التقليل بهذه المجموعة أبداً.