يوم مونديالي عربي بامتياز: مصر × الأوروغواي والمغرب × إيران

منتخب مصر يبدأ مشوار العودة لكأس العالم بمواجهة قوية ضد الأوروغواي، ومباراة لا تقل قوّة لمنتخب المغرب أمام إيران، في اليوم الثاني من مونديال روسيا 2018.

لا تزال مشاركة صلاح أمام الأوروغواي غير مؤكدة (أ ف ب)

سيكون الموعد عربياً بامتياز في اليوم الثاني لمونديال روسيا 2018، إذ بعد الهزيمة الثقيلة للسعودية أمام روسيا 0-5 في المباراة الافتتاحية تتواجه مصر ضد الأوروغواي ضمن المجموعة الأولى أيضاً (الساعة 15,00 بتوقيت القدس الشريف)، فيما يلعب المغرب أمام إيران ضمن المجموعة الثانية (الساعة 18,00).
وتنتظر الجماهير المصرية بشغف متابعة منتخب بلادها وهو يمثلها في المحفل الكروي الكبير، وهو الحدث الذي طالما انتظره المصريون طيلة 28 عاماً، منذ آخر ظهور لجيل التسعينيات في مونديال 1990 بإيطاليا.
إلا أن هذه الفرحة الطاغية برؤية "الفراعنة" وسط أباطرة العالم في عالم الساحرة المستديرة، ستكون ممزوجة أيضاً بالخوف والقلق على منتخبها لاسيما وأن هناك بعض العوامل التي قد تعزز من هذه المشاعر.
ويأتي على رأس هذه الأسباب هو الغياب المحتمل لنجم ولاعب ليفربول الإنكليزي وقائد هذا الجيل، محمد صلاح، عن ضربة البداية وذلك بسبب تعافيه من إصابة الكتف التي تعرض لها خلال نهائي دوري الأبطال نهاية الشهر الماضي أمام ريال مدريد الإسباني، والتي يغيب على إثرها عن الملاعب حتى اللحظة الراهنة.
وفي الوقت الذي خرجت فيه الأنباء خلال الأيام الماضية من داخل معسكر المنتخب المصري بمدينة غروزني لتؤكد تحسن حالة "الملك المصري" إلى حد كبير، إلا أن المنطق يقول إنه من الصعب، حتى وإن تعافى صلاح من الإصابة، أن يبدأ مباراة بهذه الأهمية والقوة وأمام منتخب بحجم "السيليستي"، بسبب غيابه عن الملاعب خلال الفترة الماضية التي تصل لثلاثة أسابيع.
السبب الآخر الذي يبعث على القلق بين الجماهير المصرية هو النتائج السلبية التي حققتها كتيبة الأرجنتيني هيكتور كوبر والتي لم تتذوق خلالها طعم الفوز خلال المباريات الخمس استعداداً للمونديال، فضلاً عن الأداء الهجومي العقيم الذي يتجلّى بوضوح خلال تلك المواجهات التي هزّ خلال لاعبو مصر شباك منافسيهم مرتين فقط مقابل 6 أهداف اهتزت بها شباكهم.
وبدأ مشوار السفر لروسيا منذ آذار/ مارس الماضي بمواجهتي البرتغال واليونان وانتهيتا بخسارتين للمنتخب العربي بنتيجة (2-1) و(1-0) على التوالي.
ثم لعب المنتخب المصري خلال المرحلة الأخيرة من التحضيرات 3 مواجهات، أمام كل من الكويت (1-1)، وكولومبيا (0-0)، وأخيراً أمام بلجيكا وانتهت بخسارة ثقيلة بنتيجة (3-0).
إلا أن الجماهير المصرية لا تزال تولي ثقة كبيرة في المجموعة الحالية، في حالة غياب صلاح عن المباراة الافتتاحية، وعلى رأسها الموهوب محمود حسن "تريزيغيه" الذي قدّم موسماً رائعاً مع ناديه قاسم باشا التركي، وبات هدفاً لكبار الأندية سواء في تركيا أو داخل القارة العجوز.
وهناك أيضاً الموهوب الشاب الآخر رمضان صبحي، على الرغم من المستوى غير الجيد الذي ظهر به في الدقائق التي لعبها سواء أمام كولومبيا أو أمام بلجيكا بسبب ندرة مشاركته مع ناديه ستوك سيتي الذي هبط للدرجة الثانية في إنكلترا، إلا أن انتقاله لنادي هدرسفيلد تاون مساء الثلاثاء قد يجدّد لديه الدوافع ويمنحه جرعة معنوية يظهر بها قدراته التي يعرفها الجميع عنه.
وفي حراسة المرمى، لا خلاف على خبرة عصام الحضري، الذي في حال مشاركته سيحقق رقماً قياسياً لنفسه ولمصر حيث سيصبح أكبر لاعب سناً يشارك في المونديال (45 عاماً)، ليحطم رقم الحارس الكولومبي فريد موندراغون الذي شارك في مونديال البرازيل قبل 4 سنوات وهو في سن الـ41.
أما في خط الدفاع، فهناك ثنائي وست بروميتش الإنكليزي أحمد حجازي وعلي جبر، والتي أثبتت التجربة أنهما صمام أمان لدفاع "الفراعنة" رغم الهفوات التي حدثت في مباراة بلجيكا الأخيرة، ومن أمامهما ثنائي الوسط الدائم محمد النني، لاعب وسط أرسنال الإنكليزي، وطارق حامد.
ومن واقع المواجهات الماضية، من المتوقع أن يبدأ الأرجنتيني كوبر المباراة بالتشكيل التالي: عصام الحضري وأحمد فتحي وأحمد حجازي وعلي جبر ومحمد عبد الشافي وعبد الله السعيد وطارق حامد ومحمد النني و"تريزيغيه" ورمضان صبحي ومروان محسن.
أما على الجانب الآخر، فمنتخب أوروغواي يعد إحدى القوى التي لا يستهان بها، لاسيما وأنه يدخل هذه البطولة متسلحاً بعاملَي الخبرة والشباب، ويقوده فنياً المدرب المخضرم أوسكار واشنطن تاباريز أو كما يلقب بـ"المايسترو".
وعلى الرغم من أنه لم يخض مباريات ودية كثيرة، إلا أن بطل العالم مرتين في (1930 و1950) استعدّ بقوة لمونديال روسيا وفاز في الودية الأخيرة والوحيدة على أوزبكستان بثلاثية نظيفة قبل السفر لروسيا مباشرة.
ويتسلّح "السيليستي" بقوته الهجومية المتمثلة في الثنائي لويس سواريز وإيدينسون كافاني، بالإضافة للاعب الشاب جيورجيان دي أراسكايتا الذي قدم مردوداً طيباً خلال مباراة أوزبكستان وسجل هدف الافتتاح.
كما أن قوة المنتخب اللاتيني تكمن في صلابته الدفاعية المتمثلة في ثنائي أتلتيكو مدريد الإسباني دييجو غودين وخوسيه ماريا خيمينيز، فضلاً عن لعبه ككتلة واحدة وعدم اعترافه بمبدأ "النجم الأوحد".
وبالطبع سيرغب أبناء المخضرم تاباريز في توجيه رسالة قوية لمنافسيه من خلال مصر، وأيضاً ليتجنب سيناريوهات البدايات، التي أحياناً تكون صادمة، التي قد تعقّد المهمة بالنسبة له في مباراتيه المتبقيتين أمام السعودية وروسيا.
ولهذا من المنتظر أن يدخل تاباريز بالقوة الضاربة المتمثلة في: فيرناندو موسليرا وماكسي بيريرا ودييغو غودين وخوسيه ماريا خيمينيز ومارتين كاسيريس وماتياس فيسينو وناهيتان نانديز ورودريغو بينتانكور وجيورجيان دي أراسكايتا ولويس سواريز وإيدينسون كافاني.

 

كيروش ورينار وجهاً لوجه (أ ف ب)

وفي المجموعة الثانية، يستهل منتخبا المغرب وإيران مشوارهما في مونديال روسيا 2018 بمواجهة على ملعب "سان بطرسبرغ أرينا"، سيبحث فيها كل طرف عن انتصار قد يساعده على تأهل مفاجئ لدور الستة عشر بمجموعة ثانية قوية تضم البرتغال وإسبانيا.
ويحتاج كل من الطرفين لحصد النقاط الثلاث قبل أن يصطدما بمنتخبي شبه الجزيرة الأيبيرية ولاستغلال النتيجة التي ستسفر عنها موقعة البرتغال، بطلة أوروبا، ضد إسبانيا، المتوجة بمونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
فالفريق الذي سيفوز بالمواجهة قد يتصدر المجموعة حال تعادل العملاقين الآخرين، وسيسعى بالتأكيد لتفجير مفاجأة ما، حيث سيلعب منتخب المغرب أمام البرتغال في لوجنيكي بموسكو، بينما سيواجه الإيرانيون منتخب إسبانيا في كازان.
ولم يحقق أي من الفريقين الفوز في مستهل مشوارهما بالمونديال من قبل، لذا فسيكون الدافع كبيراً لأبناء المغرب وإيران في مشاركتهم الخامسة بالبطولة.
ويمتلك كلا المنتخبين، اللذين سيتواجهان للمرة الأولى في المونديال، أسلوب لعب مشابه للغاية وكذلك ميزة مشتركة هي أن نجميهما يجلسان على مقاعد البدلاء.
فالبرتغالي كارلوس كيروش، الذي يقود إيران منذ عام 2011 ونجح في التأهل معه لمونديالين متتاليين، ساهم في تحسين مستوى الفريق المعروف أيضاً بـ"تيم ميلي" ليصبح من بين الأقوى في القارة الآسيوية.
أما الفرنسي هيرفي رينار فتولى مسؤولية المغرب في فبراير/شباط 2016 وحصل بعد عام من تعيينه على لقب "أفضل مدرب في أفريقيا"، بعد الفوز مع ساحل العاج بأمم أفريقيا للمرة الثانية له، ليصبح المدرب الوحيد غير الأفريقي الذي يحقق ذلك.
ومنذ ذلك الحين حقق "أسود الأطلسي" سلسلة امتدت لـ18 مباراة متتالية دون هزيمة، ليعودوا إلى العرس العالمي بعد غياب دام عقدين.
ويعتمد كلا الفريقين كذلك على فلسفة لعب تشي بأن المعركة الكبرى ستكون في وسط الملعب، ويعتمدان على الضغط القوي على الكرة كخطوة أولى لشن هجوم شرس ممزوج بتحولات سريعة بين الخطوط بحثاً عن التفوّق على الخصم.
كما اهتزت شباك كلا الفريقين بأهداف ضئيلة سواء في مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال أو في الوديات التي سبقت البطولة العالمية.
وتعكس الإحصائيات تلك الصلابة الدفاعية لكلا الفريقين، فالدفاع المغربي بقيادة مهدي بنعطية، لاعب يوفنتوس الإيطالي، لم يدخل مرماه أي هدف خلال المباريات الحاسمة بالتصفيات الأفريقية.
وكذلك الأمر بالنسبة لحارس المنتخب الإيراني، علي رضا بيرانفاند، الذي يلعب بصفوف بيرسبوليس المحلي، فلم يستقبل أية أهداف في 9 من أصل عشر مباريات بالتصفيات، قبل أن تمنى شباكه بهدفين في المباراة الأخيرة أمام سوريا، عندما كان الفريق قد ضمن بالفعل تذكرة السفر إلى روسيا.
ويضاف إلى الصلابة الدفاعية للمنتخبين قوة في الجانب الهجومي، الحاسم لديهما رغم قلة الأهداف.
فرينار راهن في المباريات الأخيرة على خالد بوطيب (ملطية سبور التركي)، في الوقت الذي سيتولى فيه النجمان نورالدين أمرابط (ليغانيس الإسباني) وكريم زياش (نجم أياكس أمستردام الهولندي) مهمة اللعب على الجناحين.
كما أن المدرب الفرنسي يولي ثقة كبيرة في المخضرم يونس بلهندة لقيادة وسط الملعب، لاسيما وأنه أحد العقول المفكرة في فريق غلطة سراي التركي، هذا بالإضافة لمهارات سفيان بوفال، لاعب ساوثمبتون الإنكليزي والمتوج بجائزة أفضل تمريرة هدف في "البريميير ليغ".
وعلى الجانب الآخر، يجلس المخضرم كيروش على مقعد المدير الفني للمنتخب الآسيوي منذ سبع سنوات خلفاً للإسباني خابيير كليمينتي.
واستطاع المدرب الأسبق لريال مدريد الإسباني أن يخرج أفضل ما في لاعبي المنتخب الإيراني، لاسيما الموهبة الواعدة سعيد عزت اللهي صاحب الـ21 عاماً والذي يلعب صمن صفوف روستوف الروسي، ولكنه سيغيب عن ضربة البداية أمام المنتخب المغربي بسبب حصوله على بطاقة حمراء خلال مباراة كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال.
وإزاء هذا الغياب الهام في صفوف المنتخب الإيراني، ومع الوضع في الاعتبار قوة الهجمات المرتدة للمغاربة، تشير جميع التقارير الصادرة من داخل معسكر إيران، بأن كيروش سيعتمد على نظام أكثر تحفظاً من خلال التمركز الجيد للاعبيه في المناطق الخلفية، مع خط وسط قوي أتعب المنتخب الأرجنتيني في مباراة المنتخبين بدور المجموعات في مونديال البرازيل قبل 4 سنوات.
وعليه، من المنتظر أن يبدأ كيروش مباراة المغرب بالتشكيل التالي: علي رضا بيرانفاند ورامين رضائيان وروزبيه تشيشمي ومرتضى بورعليغنجي وميلاد محمدي ومسعود شجاعي وبيجمان منتظري وإحسان حاج صافي وسيردار أزمون ومهدي طارمي وعليرضا جهانبخش.
أما المنتخب المغربي فمن المنتظر أن يبدأ بـ: منير مهند محمدي ونبيل درار ورومان سايس ومهدي بنعطية وحمزة منديل وسفيان بوفال وكريم الأحمدي ويونس بلهندة ونورالدين أمرابط وحكيم زياش وخالد بوطيب.