تابعت جماهير الأرجنتين بخليط من مشاعر الأمل والطموح والتطلّع والسعادة والشكوك والصدمة والحزن والإحباط، مباراة منتخبها أمام كرواتيا مساء الخميس على ملعب "نيجني نوفغورود" في ثاني جولات المجموعة الرابعة بمونديال روسيا، والتي تجرّع خلالها "ألبيسيليستي" خسارة مذلة بثلاثية نظيفة عقّدت آماله في بلوغ الدور التالي بالبطولة.
وتجمع الآلاف من الأرجنتينيين عند ميدان سان مارتين بالعاصمة بوينوس آيرس لمتابعة منتخب بلادها عبر الشاشات العملاقة التي وضعتها حكومة المدينة.
وعلى الرغم من تزامن موعد اللقاء مع ساعات العمل في البلد اللاتيني، إلا أن الميدان امتلأ بدعوات وآمال الحاضرين قبل دقائق من بداية اللقاء ثقة في لاعبيها.
وبينما كان مجموعة من الشباب المتطوعين يقومون بتلوين الوجوه بألوان علم الأرجنتين، كان البعض الآخر يبيع الأعلام والقبعات والآلات الموسيقية.
وبدأ الحماس يدبّ في نفوس الحاضرين بالمكان لحظة رؤية نجومهم يدخلون أرض الملعب تحت قيادة ليونيل ميسي.
إلا أنه بمرور الوقت ومع التفوّق الواضح للمنتخب الكرواتي داخل الملعب، سرعان ما بدأت الثقة تتحوّل لشك، والطموح يتبدّل بالخوف، حتى جاء الهدف الأول لكرواتيا عبر أنتي ريبيتش إثر خطأ فادح من الحارس المخضرم ويلي كاباييرو، الذي غيّر كل شيء.
ومنذ تلك اللحظة، بدأت علامات القلق تسيطر على الوجوه حتى جاء الهدف الثاني بتسديدة لوكا مودريتش قبل تسع دقائق من النهاية ليقضي تماماً على أي أمل لدى الحاضرين الذي بدأوا في مغادرة المكان والعودة لمنازلهم أو لأعمالهم، وهم مطأطئي الرؤوس.
وتركّزت ردود الأفعال الغاضبة للمشجعين لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي) على اثنين فقط: ليونيل ميسي، قائد المنتخب، وخورخي سامباولي، المدير الفني.
وقال ساوسيدو سينيلو: "حظوظنا في التأهل لا زالت قائمة، ولكن بهذا الأداء، وبما حدث اليوم، لا أحد يتوقّع حدوث ذلك. شعرت وأن اللاعبين كانوا مختفين داخل الملعب، وميسي احتاج لـ21 دقيقة للمس الكرة".
بينما رأى ميغيل أنخيل غوتييريز أن الأمر يتعلّق بـ"إحباط آخر"، وهو الأمر "المعتاد" منذ اعتزال الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا.
وقالت فلورنسيا نييتو إن الأرجنتين "كان بمقدورها تقديم أداء أفضل"، وأكدت أن حظوظ "ألبيسيليستي" في التأهل ثمن النهائي ستكون ضئيلة للغاية إذا ما استمر الأداء بهذا الشكل.