البرازيل وبلجيكا لتفادي مصير المنتخبات الكبرى

البرازيل تواجه المكسيك وبلجيكا تلعب ضد اليابان اليوم في دور الـ 16 لمونديال روسيا 2018.

الأنظار على نيمار مجدداً (أ ف ب)

في مونديال المفاجآت وخروج المنتخبات الكبرى، يدرك المنتخب البرازيلي أن لا مجال للاستهانة بمواجهته ضد المنتخب المكسيكي في دور الـ 16 اليوم معوّلاً على استعادة نجمه نيمار جاهزيته الكاملة، بينما سيكون الجيل الذهبي البلجيكي أمام المنتخب الياباني الذي خالف التوقعات ببلوغه هذه المرحلة.

وتلتقي البرازيل والمكسيك في سامارا (الساعة 17,00 بتوقيت القدس الشريف)، في لقاء تليه مواجهة بين بلجيكا واليابان (21,00) في مدينة روستوف.

وتسعى البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (5)، إلى تفادي مصير ثلاثة أبطال للعالم خرجوا بشكل مبكر من المنافسات، هم ألمانيا البطلة أربع مرات آخرها 2014، والأرجنتين بطلة 1978 و1986، وإسبانيا بطلة 2010 التي كانت آخر الأبطال الخارجين بخسارتهما أمام البلد المضيف الأحد بركلات الترجيح (3-4 بعد التعادل 1-1).

وسيصطدم "السيليساو" في مسعاه للقب، بالمكسيك التي حققت مفاجأة الفوز على ألمانيا 1-0 في الجولة الأولى من المجموعة السادسة. ويعوّل البرازيليون على عودة نجمهم نيمار أغلى لاعب في العالم لكامل جاهزيته.

وتعادل "السيليساو" في الدور الأول مع سويسرا 1-1، وفاز على كوستاريكا بهدفين نظيفين في الوقت بدل الضائع، وعلى صربيا 2-0.

وخاض لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي في مطلع حزيران/يونيو، أول مباراة له منذ تعرضه في أواخر شباط/فبراير، لكسر في مشط القدم تطلب عملية جراحية. وخلال الدور الأول في المونديال، لم يقدّم نيمار أداءه المعهود، اذ بالغ في السقوط خلال الاحتكاكات مع اللاعبين المنافسين، ولم يقدّم لمحاته اللامعة، واكتفى بهدف في ثلاث مباريات.

إلا أن مدربه تيتي الذي حاول مراراً تخفيف الضغط عنه، أكد ان اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً، بدأ باستعادة مستواه بعد رحلة التعافي الطويلة.

وكشف في مؤتمر صحافي عشية المباراة أنه قال لنيمار "لقد لعبت بشكل جيد" ضد صربيا، مضيفاً: "كان رائعاً، ساعد في الدفاع، لعب دوره في التحوّل نحو الهجوم. كان جيداً جداً بالمحاولات الفردية وسدّد كثيراً على المرمى. لقد استعاد أفضل مستوياته، المستوى الذي كان عليه قبل الاصابة، وهذا أمر من الصعب جداً تحقيقه".

وتابع: "مباراة أخرى وسيصبح نيمار (جاهزاً) 100 بالمئة. يدرك التضحية التي قام بها لاستعادة مستواه"، وأنه بحسب تقديرات الجهاز الفني للمنتخب البرازيلي، ما زال تحت معدل سرعته "لكنه قريب جداً" منه.

وحسّنت البرازيل من مستواها تدريجياً في الدور الأول، بدءاً من التعادل المفاجىء أمام سويسرا، وصولاً إلى الفوز المريح على صربيا.

وقال قلب الدفاع تياغو سيلفا: "التقدّم كان واضحاً منذ المباراة الأولى. الكثير من الناس يقولون أن البرازيل لم تلعب بشكل جيد، لكني لا أوافقهم الرأي".

ولم تتمكن المكسيك من بلوغ الدور ربع النهائي منذ العام 1986 على أرضها، علماً أنها سقطت في الدور ثمن النهائي في آخر ست مشاركات توالياً، أي منذ مونديال الولايات المتحدة 1994.

وعلى رغم النحس الذي يلازمها، أصرّ مدربها خوان كارلوس أوسوريو على أن ذلك لا يعني شيئاً في الملعب، وأنه لا يؤمن بالنحس ""بل (...) بالعمل، باللاعبين الجيدين، الاستراتيجية الصحيحة في التحضير لكل مباراة".

وشدّد على أنه يقول للاعبيه "أننا نستحق التواجد هنا والحصول على حق مواجهة أفضل فريق في العالم وجهاً لوجه"، بعدما قدّم المنتخب في الدور الأول عروضاً دفاعية قوية، وقدرة على الانتقال إلى الهجوم بشكل سريع.

وأوضح أوسوريو أنه يعتزم ضد البرازيل التي تعتمد على دفاع صلب وخط وسط موهوب وهجوم محنك "الاستحواذ على الكرة (...) ستكون (مباراة) صعبة، لكننا سنحاول"، متابعاً: "أسلوب لعبنا يرتكز على خلق المشاكل الدفاعية في منطقة الخصم، لن نتخلى عن الهجوم".

 

وفي المباراة الثانية، سيكون الجيل الذهبي لبلجيكا على موعد مع منافس غير متوقّع. فاليابان التي لم يسبق لها بلوغ الدور ربع النهائي، تخوض ثمن النهائي للمرة الثالثة في مشاركاتها الست (في تاريخها وتوالياً)، بعدما حلّت ثانية خلف كولومبيا في المجموعة الثامنة التي ضمّت بولندا والسنغال.

ولم تعبر اليابان سوى بفضل نقاط اللعب النظيف على حساب السنغال.

وتبدو بلجيكا، متصدرة المجموعة الثامنة بالعلامة الكاملة على حساب إنكلترا، من أبرز المرشحين للذهاب بعيداً في المونديال الروسي، إلا أنها تخشى تكرار سيناريو كأس أوروبا 2016، عندما كانت من أبرز المرشحين للقب، إلا أنها خرجت من ربع النهائي على يد ويلز (1-3).

وقال درايس ميرتنز عن تلك المباراة "الجميع أعتقد أننا سنتأهل من دون اي مشكلة. ثم فجأة، نحن خارج البطولة (...) لن نستخفّ باليابان لأنهم فريق قوي. وصولهم إلى حيث هم الآن، يعني أنهم فريق جيد".

ولم يكن موقف القائد إدين هازار مختلفاً، إذ رفض الأحد التطلّع لأبعد من مباراة اليابان والتحدّث عن مواجهة محتملة مع البرازيل في ربع النهائي، لأننا "مركّزون وحسب على هذه المباراة".

وتعوّل بلجيكا على لاعبين موهوبين بينهم هازار وكيفن دي بروين وروميليو لوكاكو الذي سجل أربعة أهداف في مونديال روسيا حتى الآن.

وسيعود المنتخبان بالذاكرة إلى عام 2002 حين تواجها للمرة الأولى والوحيدة في بطولة رسمية، وكانت في الدور الأول لمونديال كوريا الجنوبية واليابان. وانتهت تلك المباراة بتعادلهما 2-2 وتأهلهما معاً إلى ثمن النهائي.