المسائية
نص الحلقة
<p> </p>
<p><strong>العناوين:</strong></p>
<ul>
<li>حرس الثورة يعلن رفض إيران دعوة ترامب للتفاوض، فهل أسقطت طهران لعبة الترهيب والترغيب الأميركية؟</li>
<li>من فنزويلا والدول اللاتينية الرافضة للهيمنة وصولاً الى كوريا وإيران، التدخّل الأميركي لإسقاط الأنظمة استراتيجية للحدّ من تداعيات تراجع القطب الواحد.</li>
<li>التايم الأميركية تكشف أنّ سي أي أيه حذّرت من أصدقاء خاشقجي من تهديداتٍ سعوديةٍ جديدة لتصفية معارضين.</li>
</ul>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>اختارت إيران حرس الثورة الذي صنّفته واشنطن إرهابياً لإعلان رفضها دعوة ترامب للتفاوض على إتّفاقٍ نوويٍ جديد. قالت إيران قبل اتّفاق فيينا وبعده أن لا تفاوضوا تحت الضغط.</p>
<p>هوّلت واشنطن بقوّتها العسكرية في الخليج ودعا ترامب الإيرانيين الى الإتّصال به، لكنّ الرفص الإيراني جاء قاطعاً، لعلّ الضغوط على إيران لإسقاط نظامها وشطب دورها الإقليمي لفرض موازين قوى جديدة، والتدخّل المباشر في فنزويلا والتهديد والوعيد لكوريا الشمالية وكوبا ونيكاراغوا وقبلها الكثير ومنهم سوريا، من أبرز المحطات في إستراتيجية العداء الأميركية لكل مَن يعارضها.</p>
<p>اعتمدت واشنطن في زمن الحرب الباردة الإستراتيجية القائمة على الإنقلابات والحصار الإقتصادي للدول والإغتيالات أحياناً، من إيران مصدّق الى تشيلي الليندي الى أندونيسيا سوكارنو، والحروب المباشرة في أميركا اللاتينية وبعدها ما عُرف بالثورات الملوّنة، العودة مجدداً الى هذه الإستراتيجية هل الهدف منها صياغة موازين إقليمية دولية جديدة للحدّ من تداعيات تراجع هيمنة واشنطن؟ وهل إستهداف إيران لتحييد تأثيرها في المنطقة وسعيها لإسقاط صفقة القرن؟ وفيما الحملة الأميركية تتصاعد ضد إيران تعود الإستخبارات الأميركية الى إستحضار ملفّ الصحفي جمال خاشقجي عبر تحذير أصدقاء له من إنتقام سعودي. لماذا تقصّدت السي أي أيه الكشف عن هذا التحذير؟ فهل من لعبة إبتزاز مادية وسياسية جديدة ضد السعودية؟</p>
<p> </p>
<p>ردّت إيران على لسان حرس الثورة برفض دعوة الرئيس الأميركي للتفاوض على اتّفاقٍ نوويٍ جديد وأكّد مساعد قائد حرس الثورة للشؤون السياسية العميد يد الله جواني أكّد أن التفاوض مع الأميركيين لن يحصل، وقال أن ترامب يعتقد أن إيران ستعاني من فوضى داخلية بعد فرض العقوبات وستخضع للتفاوض، وهذا لن يحصل. العميد جواني أضاف أنّ الأميركيين لن يجرؤوا على القيام بإجراء عسكري وهم يعانون من التخبّط.</p>
<p> </p>
<p>الرئيس ترامب كان قد جدد دعوة إيران للتفاوض وفي تصريح له في البيت الأبيض صالب ترامب الجانب الإيراني بالإتّصال به متّهماً وزير الخارجية الأسبق جون كيري بالوقوف خلف عدم اتّصال الإيرانيين به.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>دونالد ترامب:</strong> الإقتصاد الإيراني متدهور ويعاني من التضخم منذ أن أُلغي الإتّفاق النووي، كما تشهد إيران تظاهراتٍ كلّ أسبوع، ما على الإيرانيين أن يفعلوه هو الإتّصال بي والإجتماع وعقد اتّفاق بيننا، فنحن لا نريد أن يمتلكوا أسلحة نووية وهذا كل ما في الأمر. عندها سنساعدهم في تحسين أوضاعهم لأن أحوالهم في الوقت الراهن سيّئة للغاية، أنتظر اليوم الذي سيأتي ونساعد فيه الإيرانيين، فنحن لا نريد أن نؤذيهم بل أريدهم أن يكونوا أقوياء ولديهم إقتصاد قوي، عليهم الإتّصال بي ونحن منفتحون على أيّ حوار، فهم لديهم قدرات إقتصادية ضخمة ومهمة.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>ردود فعل على وسائل التواصل الإجتماعي على الحشود والتهديدات الأميركية ضد إيران في هاذ التقرير لفاطمة قاسم.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>تقرير فاطمة قاسم</strong></p>
<p><strong> </strong></p>
<p><strong> </strong></p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>لمناقشة هذه العناوين في ملفّ المسائية الليلة معي هنا في الإستديو منسّق شبكة أمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية أستاذ أنيس النقاش، ومن واشنطن محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة واشنطن تايمز السيّد غاي تايلور.</p>
<p>أحييكما ضيفيّ العزيزين، أبدأ معك أستاذ أنيس يبدو أن هناك موقف لافت للإدارة الأمريكية بعد حملة تصعيد كبيرة وتهديد كبيرة وحتى أن كثير من المحللين والمراقبين اعتقدوا أن الحرب باتت مؤكّدة أو شبه مؤكّدة أو على الأبواب، يأتي الموقف الأميركي يبدو معاكساً أو مغايراً لاتّجاهات الإدارة الحالية. هل يمكن أن نعطي تفسير لماذا طلب ترامب من الإيرانيين الإتّصال به؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> تحية لك ولضيفك والمشاهدين، كل عام وأنتم بخير.</p>
<p>لا، حقيقة الأمر هذا أسلوب طبيعي ليس أول مرة من الرئيس ترامب ولا من الرؤساء الأميركان، لأنهم دائماً يستعملون اسلوب التهديد بالعصا وبالحروب ثمّ يطرحون إمكانية التفاوض ضمن إستراتيجية العصا والجزرة، وهم يعتقدون أن هذا سيؤثّر على الداخل الإيراني بحيث أنه قد يأتي البعض ويقول دعونا من مخاطر الحرب هذه طالما أن هذا الرجل الطيّب يقول أنا لا أريد بكم الشر بل أريد أن تأتوا لطاولة المفاوضات وأريد لكم الخير بعد طاولة المفاوضات فأنتم شعب تستحقون أن تعيشوا أفضل مما أنتم عليه، هذا قول ترامب. هذا نوع من إستجلاب الداخل الى مواقف مغايرة، ولكن هذا لن ينجح بأنه لا يوجد ثقة بتاتاً بالإدارة الأميركي، لأنه ما معنى أن نأتي الى مفاوضات طالما الإتّفاقات الأولى لم يلتزموا بها ولم يحترموها. الولايات المتّحدة فقدت مصداقيتها في هذه العملية، وبالتالي من الصعب البحث والحديث عن مسألة مفاوضات.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هل نستطيع أن نقول أستاذ أنيس أن إيران رفضت عرض ترامب بالتواصل للتفاوض؟ يوجد تصريح نقلناه للعميد يد الله جواني نائب قائد حرس الثورة للشؤون السياسية، لكن هل هذا يُعتبَر موقفاً إيرانياً رسمياً يقول لن نتفاوض؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> أنا معلوماتي، من يومين كنت في طهران ومعلوماتي أنه لا يمكن أن يكون هناك مفاوضات إلا إن عادوا للإتّفاق ونفّذوا بنود الإتّفاق كما هي والبحث في أي موضوع آخر قابل بعد ذلك للبحث، ولكن عندما تُعطي الأدلّة الماديّة على أنك أنت لستَ صاحب إتّفاقيات ولا تحترم الإتّفاقيات وهي اتّفاقيات دولية على فكرة، هذا ليس اتّفاق أميركي إيراني بل هو اتّفاق خمسة زائد واحد لمجلس الأمن الذي أيّده، وبالتالي الولايات المتّحدة تخالف قرارات مجلس الأمن، تخرج من معاهدة دولية وتخرج من معاهدة هي وقّعت عليها. الآن، ترامب يريد أن يهاجم كيري ويهاجم أوباما فهذه مسألة داخلية تعني الولايات المتّحدة ولا تعني الشعب الإيراني أو الرأي العام العالمي أنّ من أجل مصالح إنتخابية وخلاف جمهوري ديمقراطي تأتي وتحمّل العالم نظرياتك الخاصة، هذا ليس له أي اعتبار.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هنا سيّد تايلور نفهم الإستراتيجية الأميركية في هذا الصدد، لماذا قال ترامب هذا الكلام في وقت تصعيد مع إيران، وإيران ردّت على لسان الحرس الثوري الذي صنّفه ترامب أو الإدارة الأميركية أنه إرهابياً، وقال لن نتّصل بكم ولن نتفاوض إلا بشروطنا وربّما بعد العودة للإتّفاق كما ذكر ضيفي هنا، بمعنى أنّ الرد على ترامب أننا لن نتّصل، هكذا قال الإيرانيون، كيف يمكن أن نقيّم التصريح والردّ عليه؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> أعتقد أنه ما يجدر بنا فعله أن نوضّح بالقدر المستطاع ماهية الإستراتيجية التي تنتهجها إدارة ترامب وتموضعها الحقيقي، ما أراه هو إستراتيجية من جناحين، جناح أوّل يسعى ترامب من خلاله أن يمدّ اليد وأن يقول للحكومة في طهران إنّ حكومة جديدة قد توصلّت الى السلطة في واشنطن وما نريد أن نفعله هو أن نُعيد صقل إتّفاق العام 2015 في طريقة تكون متوافقة أكثر بكثير مع طبيعة الهيمنة الأميركية على حلبة التفاوض. هذا يبدو التموضع واضح من تصريح ترامب ولذلك ترامب يرغب بميد اليد ويقول اسمعوا أنا جاهز للحديث إليكم وسنفعل ذلك ولكن لن نعمل بموجب النهج المتعدد الأطراف الذي ساد في العام 2015.</p>
<p>أمّا الجناح الثاني لهذه الإستراتيجية فيتعلق باللجوء الى التصعيد العسكري بدعم من بعض الصقور في فريق الأمن القومي لترامب مثل جون بولتن الذي كان من أكبر الدعاة لتغيير النظام في طهران من دون التفاوض، وهذا النهج الثاني يدعو لاستخدام التصعيد العسكري لقلب الطاولة على الجانب الإيراني فذلك يمرّ بممارسة الضغوط وستكون إيران محشورة في الزاوية وستلجأ بالتالي الى البديل وهو تخصيب اليورانيوم. لكن في هذه الإستراتيجية يعتقد ترامب وتعتقد الإدارة الأميركية أنه في حال أعلنت الحكومة في طهران عن المباشرة والعودة الى الأنشطة النووية فإن الأوروبيين الذين وقّعوا على الإتّفاقية عام 2015 سيصطفّون أخيراً في صفّ إدارة ترامب وسيتخلّون عن الإتّفاق مرة نهائية وربّما ينضمون الى موجة جديدة من العقوبات الدولية.</p>
<p>المسألة الأخيرة في هذا السياق هي مساحة النشاط الوسطي التي نشهد لها في واشنطن وهي ربّما تؤدي الى التوفيق بين هذين الجناحين في الإستراتيجية التي تنتهجها الإدارة وهي الفكرة التي تتعلق بتكرار النهج الذي اعتمده الرئيس أوباما بين العام 2012 و2015 في محاولةٍ لتطبيق ربّما حظرٍ عالمي على بيع الصادرات النفطية الإيرانية في الأسواق العالمية..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هل تتوقّع سيّد غاي تايلور أن يبادر ترامب بالإتّصال بإيران إذا كانت إيران تقول نحن لن نبادر؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> أعتقد أننا زمام أدلّة بناءً علي التموضع الذي انتهجه ترامب في ملفّ كوريا الشمالية فهذا ممكن، فلن يأتي ذلك كمفاجأة في حال اعتقد الرئيس ترامب أنه قادر على التفاوض بصورة مباشرة مع الحكومة الإيرانية لن يرغب بأن يمرّ بوزارة الخارجية هنا في واشنطن أو بالحرس الثوري الإيراني، يريد أن يتفاوض مباشرةً إمّا مع روحاني أو مع القائد الأعلى.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هنا أستاذ أنيس النقاش ما قاله ضيفي كأنه يتبع مبدأ العصا والجزرة في التعاطي مع إيران، لكن إيران لا تبدو أنها تطمع بالجزرة أو بالإمتيازات وكذلك لا تبدو أن سياسة العصا تمشي معها، بالتالي إذا لم تحصد إدارة ترامب أي شيء من كل هذا الضغط، من ممارسة أقصى أنواع الضغط البديل ما هو؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> قبل ذلك سأجيب على سؤال هل يتّصل ترامب، أنت تعرف أن هناك تسع محاولات جرت مع الرئيس روحاني عندما كان في الأمم المتّحدة واتّصلوا على هاتفه الشخصي مباشرةً أن الرئيس ترامب يريد التحدث معك ورفض الإيرانيون، إذاً هذا سؤال أُجيب عنه سابقاً وقد يكرره مرة أخرى، ترامب يكتب على تويتر أنا حاضر اتصلوا بي، أنا أتّصل بكم، أي شيء من هذا النوع. قام بذلك مع كوريا بعد أن هددها بإزالتها عن الخارطة.</p>
<p>كل هذه المناورات بعد التجربة الإيرانية الطويلة لم تعد تجدي نفعاً، أنا أريد أن أُضيء على مسألة جداً مهمة في المفاوضات الإيرانية الأميركية لأن البعض يعتقد أنّ الضغوطات على إيران هي التي أتت بها الى طاولة المفاوضات ووصلها الى الاتّفاق الذي تمّ مع الرئيس أوباما، وهذا خطأ تماماً، لأن الذي تراجع وقدّم الضمانة بحقّ إيران بالتخصيب النووي السلمي هو الرئيس أوباما سرّاً عن طريق عمان، سلطان عمان توجّه الى طهران، وهو لا يسافر كثيراً، والتقى بالسيد خامنئي وقال له لديّ ضمانات أن الرئيس أوباما يريد أن يختم هذا الموضوع بإعطاء حقّكم بالتخصيب النووي السلمي، وهذا كان مطلب إيراني، ولذلك يمكن أن نجري المفاوضات والوصول الى كذا. كانت أوروبا في ذلك الحين وعلى رأسها فرنسا هي المتطرّفة، فابيوس كان متطرّف في المؤتمر أكثر من الأمريكان، فجأة وجدوا كيري بالإجتماع سلساً ويريد أن يصل الى نتيجة والإيراني سلس، لأن كان هناك اتّفاق سرّي بأن أميركا خضعت وأعطت إيران التخصيب السلمي. ما الهدف من وراء ذلك؟ كان يعتقد أوباما أنّه لو أعطاهم التخصيب السلمي يمكن أن يحصل مفاوضات جانبية على الصواريخ وعلى دورهم الإقليمي، هذا ما لم يحصل عليه أوباما لأن إيران أصرّت على أن تكون المفاوضات فقط للنووي ولن تفاوض لا على دعم حركات المقاومة ولا على حقّها في مشروعها الصاروخي، لذلك الآن يعودون الى نقطة الصفر. إيران لن تتغيّر عن هذا الموضوع ولا يظنّن أحداً أنها ذهبت ووقّعت الإتّفاق لأنها كانت تحت الضغوطات الإقتصادية السابقة، سبع سنوات وليست سبعة أشهر، هذا حديثاً جاء الى الخدمة، ترامب لم تمرّ على عقوباته سنة، سبع سنوات تحمّلت عقوبات دولية وعندما رضخ أوباما تمّ الإتّفاق.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>قبل أن أنتقل الى ضيفي في واشنطن، حسب التقديرات وخبرتك ومعرفتك أيضاً هل سنتفاجأ بعد أشهر، بعد سنة، بعد أكثر، بوجود مفاوضات سرّية إيرانية أميركة في عاصمة محايدة؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقّاش:</strong> هذا ممكن بشرط أنّ الولايات المتّحدة تتراجع عن مواقفها الحالية بأن تقول الإتّفاق النووي والتخصيب السلمي هو حقّكم، نحن مصرون على البحث عن مواضيع أخرى، هذا بالنظري، بالعملي الأحداث الأخرى، مثلاً مسألة دعم المقاومة وصفقة القرن لا تحمل أشهر وسنوات لأن صفقة القرن الشهر القادم يجب أن تُعلَن وستفشل فور إعلانها وسيكون هناك صدام كبير، وهناك حديث عن إمكانات حرب في الصيف من أجل سحب سلاح المقاومة في غزة وسيكون إشتباك من أجل إسقاط هذه الصفقة وليس فقط بيانات كما يظنّ البعض. لذلك سبق السيف العجلة، ما تحلم به الولايات المتّحدة عن تراجع الدور الإيراني بدعم حركات المقاومة في المنطقة انتهى موضوعه لأن المقاومة..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>أي تريد أن تقول أنه إذا كان هنالك مفاوضات، إذا ما جرت مفاوضات بعيدة عن الإعلام بين إيران والولايات المتّحدة الأميركية فإنها لن تكون على قضايا المنطقة لأن قضايا المنطقة..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> قد تكون على قضايا المنطقة من أجل تحديد وتخفيف من خسائر الولايات المتّحدة في هذه المعركة، لأن الولايات المتّحدة في النهاية تفضّل نصف خسارة عن خسارة كاملة، وبالتأكيد، ليس من الشعارات ولا أي مواقف قائمة على شيء علمي ومعلوماتي، أنّ هذه المعركة هي لصالح حركات المقاومة والسبب أنّ الخطّ البياني بالصراع في المنطقة منذ 1982 حتى اليوم كان فشلاً أميركياً إنتصاراً لمحور المقاومة، ولا أجد اليوم أي شيء مع قوة محور المقاومة أن يُهزَم أمام إسرائيل التي هزمته غزة من أسبوع، أو الذي أصبح في لبنان عشرات المرات أقوى مما كان في 2006، وإيران اليوم التي تحدّت أميركا يجب أن يعودوا الى الأرشيف والكتب التي تحدّثت عن الحروب السرّية التي تمّت أثناء حرب العراق وإيران، أميركا دخلت الحرب ولم تخف إيران بالردّ عليها في ذلك الوقت، كان هنالك إشتباكات مع القوات الأميركية والبحرية في الخليج ولم تتراجع إلا عندما كان هناك قرار بوقف ..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>اسمح لي آخذ رأي ضيفي في هذا الأمر، سيّد غاي تايلور أريد أن أستمع الى رأيك فيما تحدّثنا به مع الأستاذ أنيس النقاش، هنا متعلّقة في إطار المفاوضات أو إذا كانت ثمّة حل أو مخرج يمكن أن تلجأ إليه الإدارة الأميركية أو حتى الأطراف كافّة لفتح قناة حوار بعيداً عن الإعلام.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> بدايةً بالحديث عن البديل المحتمَل عن القنوات الدبلوماسية أو قنوات التفاوض لا بدّ برأيي أن نعود الى تريح بومبيو الذي صدر متأخّر يوم الثلاثاء في واشنطن حيث قال بصريح القول نحن لا نريد حرباً مع إيران، الى جانب بعض التهديدات الأخرى في إطار هذا التصريح، في نهاية المطاف عندما يقول وزير خارجية ذلك من الواضح إذاً أنّ التموضع العام والعلني للإدارة هو تموضعٌ يقضي بتفادي أي صدام.</p>
<p>لكن السؤال حول نطاق المحادثات التي تدور حالياً وحول المفاوضات السرية، في هذا السياق لا بدّ وأن ندلّ على مسألتين هامتين، بدايةً مَن هي الجهات المشاركة في هذه المحادثات الرسمية؟ فخلال عهد إدارة أوباما لثماني سنوات الجانب الإيراني قد شعر براحة كبيرة بعد السنوات الخامسة والسادسة والساعة بالنسبة للطرف الأميركي، وأنه في حال المشاركة في المفاوضات فإن هذه المفاوضات مع الأميركيين ستكون مدعومة على مستوى الهرمية وصولاً الى أوباما. وأعتقد صراحةً أن هكذا محاولات سرية تحصل حالياً لكنّ الإيرانيين الآن مضطرون لأن يتساءلوا مع مَن نتحدّث إن لم نكن نتحدّث مثلاً مع كبار مستشاري ترامب بومبيو وزير الخارجية وبولتن وربّما شخص عيّنه من أطراف الحياة الدبلوماسية والإستخباراتية الأميركية، لا أرى صراحةً أنّ لهذه المفاوضات أي أمل بالنجاح، وهذا يُعود الى فكرة أساسية وهي أنه لا شكّ أن خلف الكواليس كثيرة هي الأحداث التي تدور الى جانب ضلوع بعض الأطراف الإقليمية، تذكّروا قطر التي هي مهبّ الريح، في قلب هذه الأحداث، فهي تستضيف هذه القاعدة الأميركية الضخمة في المنطقة فضلاً عن أنها تشترك الى حدٍّ نسبي حقلاً كبيراً نفطياً وغازياً مع إيران، وبالتالي قطر يمكنها أن تكون الطرف الميسّر لهذه العمليات التفاوضية خلف الكواليس كما كان العمانيون في العام 2014 و2013 وصولاً الى اتّفاق عام 2015. وبالتالي أعتقد أنه لا بدّ وأن ننتقل لكي نرى ما يحدث ونشهد على إعادة تموضع حقيقية وزخم دولي حقيقي هذا الأسبوع بعد أن أعلنت إدارة ترامب بنقل حاملات طائرات..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هنا سيّد تايلور فقط إذا سمحت لي قبل أن أنتقل لعنوان آخر ضمن هذا السياق، سيّد تايلور لماذا رجّحتَ وساطة قطرية بين إيران والولايات المتّحدة وليس عمانية على سبيل المثال كما يحدث دائماً؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> بدايةً لا أقول أننا لا يمكن أن نشهد على أي دورٍ من جانب سلطنة عمان أو ألّا تكون وسيط في هذه المسألة، لكنني أرى دوراً آخر لدولة قطر نظراً للتواجد العسكري الأميركي في قطر وكذلك لدور قطر في مسألة تصدير النفط والغاز الطبيعي وهي مسألة مرتبطة بشكل مباشر مع إيران، وهاتان مسألتان أساسيّتان تتطوّران خلف الكواليس وهما تضعان الدوحة في وضعية فريدة من نوعها، ومن هنا أستند. أعتقد كذلك أنّ المؤسسة الأميركية المحافظة التي تستمدّ الإدارة الأميركية طاقتها منها في واشنطن يبدو أنها تميل أكثر الى دول أخرى وليس الى سلطنة عمان بسبب بعض الإتّهامات التي سيقَت للسلطنة نطراً لدعمها عن تدخل إيران ودعمها الحوثيين في اليمن..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>طبعاً نحن نتحدّث هنا سيّد غاي تايلور عن إحتمالات وتقديرات، هنا ربّما الأستاذ أنيس تعليق سريع منك على ما قاله قبل أن أنتقل الى عنوان آخر.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> ضمن الأجواء الحالية لا أعتقد بوجود أي مفاوضات لا عن طريق وسيط ولا بالطريق المباشر.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>عنوان آخر مشاهدينا في مسائية الليلة وضمن هذا الملفّ حيث نشرت الجامعة الرسمية للقوات الخاصة الأميركية وثيقة مفصّلة بشأن تدخّل البنتاغون في عشرات الدول حول العالم خلال العقود الماضية، وثيقة رصدت تدخل الولايات المتّحدة مباشرةً أو عبر دعم حلفاء محليين لها في العديد من الدول بعضها جرى التدخل فيه أكثر من مرة، هذا تقرير لملاك خالد.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>تقرير ملاك خالد</strong></p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>أستاذ أنيس النقاش بدايةً تعليق على هذه الوثيقة ومسار تدخل الولايات المتّحدة الأميركية في محاولة تغيير الأنظمة ومقارنتها بالواقع الحالي وبالتعامل الحالي سواء كان مع إيران أو مع فنزويلا أو مع كوريا الشمالية.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> أهمية هذه الوثيقة أنها تأتي بشكل رسمي لتثبّت ما كنّا نعرفه جميعاً ونتحدّث عنه كمحليين ولكن البعض لا يراه أنه اعتراف وموثّق، تأتي هذه الوثيقة لتقول بهذه السنة تدخلنا بهذا الشكل ومع أي تنظيم عسكري وسياسي تدخلنا وما هو الأسلوب بالتفصيل، وهو هنا يستفيد مناه لمسألتين أولاً لتدريب الضباط على هذا الأسلوب لأنهم سيستمرون بهذا العمل بالمستقبل، وبالتالي يعطيهم درس في التكتيك التاريخي الذي استُخدم، ثمّ لتقييم هذا الأسلوب لأن هناك مقالات وتقارير أخرى قرأتها أنا في الشهر الماضي كلها تتحدث عن الحروب الأميركية في الخارج وتأتي بنتيجة أنه لم نربح أي حرب بالمعنى الإستراتيجي، حتى حرب البلقان التي قسّمت يوغوسلافيا لم تأتِ بانتصار استراتيجي بحيث أنها تُستكمَل للوصول للحدود الروسية كما كانوا يعتقدون بانهيار الدومينو الروسي، وبالتالي الحروب في أفغانستان، الحروب في العراق كلها كانت وبال، أنفقوا تريليونات الدولارات، وينصحون بالعودة الى مسألة الإعتراف بأنّ القطبيات المتعددة هي النظام الدولي الحاكم اليوم وأنّ الولايات المتّحدة عوض أن تكون شرطي العالم وتحارب من أجل تغيير النظم في العالم يجب أن تُدير الأزمات في العالم بالشراكة مع الدول الكبرى الأخرى مع المحافظة على هيمنتها كدولة عظمى، وبالتالي أهمية هذه الوثيقة أنها تأتي لتعترف رسمياً أين أجرمت الولايات المتّحدة وكيف أجرمت ومتى ومع مَن تعاملت وهذا درس لكل الذي تتحدث عنه، المشهد السياسي في المنطقة أنّ البعض يتحدّث وكأنه ثوري، كأنه يقوم بثورة، كأنه يقوم بربيع عربي وهو نعل في قدم الولايات المتّحدة وأجهزتها الأمنية يعملون ضمن هذه الإستراتيجية، مهما حمل من رايات ومن شعارات لأنهم يعترفون أنهم أدوات كانوا للولايات المتّحدة.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>وهذا تعتبره إمتداد للوثيقة، ما يجري الآن.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> امتداد للوثيقة لأنه لا يقول نريد أن نقطع، نريد أن نستفيد ونكمل هذه التجربة.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>سنتوقف مشاهدينا مع فاصل نكمل بعده مباشرةً مسائية اليوم، ابقوا معنا.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>فاصل</strong></p>
<p><strong> </strong></p>
<p><strong> </strong></p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>تحية من جديد مشاهدينا.</p>
<p>في ما يتعلّق بالتقرير الذي نشرته الجامعة الرسمية للقوات الخاصة الأميركية، الوثيقة التي علّق عليها قبل الفاصل الأستاذ النقاش آخذ رأي الأستاذ غاي تايلور بهذه الوثيقة إن كان طريقة التدخل الأميركي أو استراتيجية التدخلات الأميركية في دول العالم أو في تغيير الأنظمة تغيّرت الآن، هل إدارة ترامب لديها طريقة فريدة عن السابق أم نحن أمام امتداد من غزو أفغانستان أن حتى من محاولة غزو كوبا في 1961 بالإعتماد على قوى محلية، الى الإعماد على قوى محلية كردية الآن في شمال شرق سوريا تعتمد عليها الولايات المتّحدة الأميركية كقوى محلية في بلد مستقلّ. هل إدارة ترامب لديها حالة فريدة في التعامل أو في التدخل يُقال أنها فجّة، أنها خشنة، أنها غير عقلانية، أم أنّ تدخلات الولايات المتّحدة الأميركية وما يفعله ترامب هو ضمن هذا المسار؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> لا أعتقد أن إدارة ترامب بالضرورة تتمتع بأي طريقة عمل مغايرة، لكن ما يهمّ أن نفهمه في هذا السياق هو أنّ ردّة الفعل السياسية المحلية في الولايات المتّحدة الأميركية على احتلالٍ عسكري أميركي لأكثر من عشر سنوات للعراق وفي هذه المنطقة تحديداً المشرق العربي علي حدود إيران كان لهذا التواجد على مرّ عشر سنوات أثر كبير على السياسة الداخلية في الولايات المتّحدة الأميركية. ترامب قد فهم ذلك وربّما انتهج نهجاً أكثر إنسحابياً إن جاز التعبير، وحتى الرئيس أوباما الذي فاز بجائزة نوبيل لم يقتنع بذلك.</p>
<p>أما بالحديث عن تدخلاتٍ إكراهية سريّة، بالطبع هذه مسألة تتخصص بها القوات الخاصة الأميركية ولهذا تُدعى القوات الخاصة، فهي تقوم بالكثير من العمليات التي تسمح بالحفاظ على الهيمنة الأميركية كما يُنظَر إليها في المؤسسات العسكرية والتي تسمح بالحفاظ على المنظومة الأمنية في مكانها في العالم، إن كنّا نحاجج بهذا الشأن طوال الليل. لكن المهم هو أن نفهم الآن ما هو أثر السياسة الداخلية المحلية على توجّه الرئيس، في هذه الحالة توجّه ترامب الى أي حد سيلجأ الى هذه الأدوات؟ أي أداة القوات الخاصة.</p>
<p>وأعتقد أنّه حتى الآن على مستوى المشهدية السياسية الداخلية في الولايات المتّحدة الأميركية ردّة الفعل لا تزال قوية بالنسبة لما وُصف بغرق في الوحل على ضوء الإحتلال للعراق على مرّ عشر سنوات، وترامب لن يبدّل موقفه بشكل مفاجئ ويقول مثلاً سنرسل مئة ألف جندي إضافي الى الشرق الأوسط في وقت قريب بالطبع.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>مشاهدينا لماذا تتعرض سياسة التشدد التي تعتمدها الإدارة الأميركية في سياساتها الخارجية لسيلٍ من الإنتقادات في الداخل قبل الخارج، وأيّ دورٍ تقوم به الدبلوماسية في البيت الأبيض، هذا تقرير لغراسيا بيطار.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>تقرير غراسيا بيطار</strong></p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>أصداء العقوبات والمآلات، اسمح لي أستاذ أنيس النقاش أن أبدأ من عند غاي تايلور، في تقييم هذه التدخلات هل تراها فشلت في فنزويلا، هل نستطيع القول الآن أن محاولات قلب النظام فشلت في سوريا، ربّما أيضاً نقول ذات الشيء بالنسبة لإيران حتى هذه اللحظة، هل نستطيع أن نقول أنّ أميركا أيضاً فشلت في كوريا الشمالية؟ مجمل هذه المناطق هل يمكن القول بأنّ الإستراتيجية الأميركية لم تنجح أو ليس هناك بوادر نجاح؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> أعتقد أنه لو بدأنا بالحديث عن فنزويلا بدايةً أنتم تقدّمون الموضوع وكأن الولايات المتّحدة الأميركية حاولت أن تُدير إنقلاباً بحقّ حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، ولكن لو أبطأنا الأمور ونظرنا عن كثب نرى مجموعة نادرة وقليلة جداً أعرضت النهج الأميركي فقد لقى الدعم من قادة مختلفين في أميركا اللاتينية، البرازيل والأرجنتين وكندا دعموا إذاً هذه الفكرة القضية بدعم شخصيات شابة من المعارضة، هذا الرجل الذي زعم أن رئيس فنزويلا قد انتهك الدستور الفنزويلي. وبالتالي إذا ما نظرنا الى المسألة من هذا المنظور يمكننا أن نحاجج قائلين أن ما فعلته إدارة ترامب هو أنها انتهزت فرصة بحقّ قائد أميركي لاتيني غير شعبي، مادورو، لحشد الدعم الدولي حول هذا النهج الأميركي بالحديث عن هذه الحكومة التي تنتهك دستورها الخاص ولا تسمح بالإنتخابات الديمقراطية لن تتغاضى عنها دول أميركا برمّتها، وإذا ما أردنا أن نقول إن إعلان خوان غوايدو هذا الرئيس المؤقّت كما يُقال والمعترَف به كان يهدف للإطاحة بالرئيس الحالي وقد فشل في ذلك في الأسبوع الماضي، صحيح، لكن لا أرى نتيجة لذلك أي تدخل مباشر للقادة الأميركيين أو أي ضلوع حقيقي. أعتقد أنّ ما نشهده هو تطوّر للحالة الفنزويلية وأميركا قد عبّرت عن موقفها أسوةً بالبلدان الأخرى في المنطقة ولعلّ التدبير الأساسي الذي تحاول الولايات المتّحدة الأميركية أن تدفع به قدماً هو إدخال المساعدات الإنسانية لفنزويلا.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هنا إذا سمحت لي أن أوقفك هنا قليلاً، سيّد تايلور في ما يتعلّق بفنزويلا أنت صوّرت الأمر وكأنّ الولايات المتّحدة دولة مثل أي دولة أخرى تقدّم مساعدات، لديها موقف سياسي، مايك بومبيو قال للرئيس الفنزويلي إمّا أن ترحل أو كل الخيارات على الطاولة..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> بالطبع ليست كأي دولة أخرى لكنها أكبر دولة تشتري النفط الفنزويلي، إذاً هي أ كبر دولة تشتري الموارد النفطية الفنزويلية ولهذا هي تختلف عن الدول الأخرى في القارة الأميركية.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>أستاذ أنيس تعليق.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> هذا هو النموذج الذي كنّا نتحدّث عنه، لمذاا الولايات المتّحدة عندما تريد أن تغيّر نظام تختبئ وراء قوى محلية بحيث عندما تفشل تقول القوى المحلية هي التي تحركت وهي التي فشلت، هذه سياسة قديمة، خليج الخنازير وضعوها في مجموعة عصابات كوبية وكأنّ سي أي أيه لا علاقة لها، وأودت بحياة الرئيس كندي في النتيجة، بالتالي هذا هو الأسلوب إذا فشلت فالفشل عليك وإذا فزت فالفوز لنا. هذا الذي يبرر، هذا غوايدو لم يعرف إشعال إنقلاب ولكن الولايات المتّحدة كانت تدعمه إعلامياً، هذا غير صحيح، السي أي أيه هي التي تذهب بالتهديدات، هي التي تتصل بالضباط، هي التي تموّل كل هذه المشاريع، أصلاً هذا غوايدو تربيتهم أخذوه وربّوه على الثورات الملونة من أجل أن يصل لهذه النتيجة، هذه معركة للولايات المتّحدة بالأساس، والهزيمة اليوم هي هزيمة للولايات المتّحدة وليس لشخص آخر.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>وفي إيران، مؤشرات الفشل..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> في إيران الوضع أخطر من ذلك لأنه لا يوجد إنقسام داخلي أي ربع غوايدو لا يوجد فيها، وبالتالي لا يمكن أن يأملوا، وحتى هذا التقرير الذي يدرّس الضباط يقول في بعض الأماكن احتجنا للتدخل المباشر الأميركي لعدم وجود قوى مسلحة محلية قادرة على قلب الموازين، فعدم وجود قوى محلية في إيران، عدم وجود قوى سياسية في إيران، الجيش والحرس والعالم كله وحدة وطنية متماسكة، هم لا يستطيعون أن يفعلوا شيء مع إيران إلا مجرد.. وأنا مطمئن جداً.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هنا أريد أن أسأل أستاذ أنيس، بديل الفشل الأميركي إذا ما سلّمنا بأنّ أميركا فشلت مع إيران، فشلت أيضاً في فنزويلا، بالنسبة للمنطقة هنا بديل الفشل ما هو؟ بديل الفشل أي الحرب مثلاً أو الإحتكاك العسكري؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> الحروب المباشرة أصبحت وراءنا، وكان قمّتها في العراق، 250 ألف جندي ومعهم 250 ألف مرتزقة ومن قوى أخرى، وفشلت في السيطرة على المنطقة. ذهبوا للأسلوب الآخر، منظّمات والقاعدة وداعش وكذا من أجل تحصيل موازين قوى جديدة، فشلوا في ذلك أيضاً واليوم هم أمام مرحلة، لماذا لا نتصوّر مرحلة إنتصار محور المقاومة؟ هذا في الخط البياني الذي قلت لك عنه من 1982 حتى اليوم لم ندخل معركة مع إستراتيجيات الولايات المتّحدة إلا كان النصر حليفنا، في مراحل قصيرة جداً كان يعتقد أن الولايات المتّحدة احتلت العراق، كثير من اليساريين في المنطقة والقوى الوطنية في المنطقة وزعماء المنطقة سلّموا يومها للولايات المتّحدة، أما محور المقاومة لم يسلّم، تبيّن بعد ذلك أنه انتصر وأنهم يقولون حاربنا 7 تريليون دولار في العراق، واليوم نفوذ إيران وحلفاء إيران هم أقوى في العراق من حلفاء الولايات المتّحدة، والتقارير الأميركية اليوم تتحدث عن مجموعة هذه الحروب التي شنّتها الولايات المتّحدة تحت عنوان تغيير النظم ولعب دور شرطي العالم على أنها كانت فاشلة، هذا ليس كلامي، هذا كلام كل الخبراء.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>هنا في أصداء السياسات الأميركية سيّد تايلور أريد أن أسأل عن حلفاء الولايات المتّحدة في المنطقة، تحديداً في الشرق الأوسط عندما يسمعون ترامب يقول ننتظر أن يتّصل بنا الإيرانيون، لا نريد أن نؤذي إيران، نحن نريد أن نتفاوض، هناك قوى كما تعرف بعض الدول في الخليج وإسرائيل تفرك يدها حماساً وفرحاً باقتراب الصدام الأميركي الإيراني، أي أن هناك قوى في الخليج تقول أريحونا من إيران، عليكم أن تقاتلوا نيابة عن إيران، الى آخره، عندما يستمعون لهذا الكلام من ترامب ألا تحسب الولايات المتّحدة حساب الإحباط أو كيف تقهقرت كل القوى التي كانت مجتمعة لإسقاط النظام في سوريا عندما قالت أميركا نحن لن نتدخل عسكرياً في سوريا، والكل أُصيب بإكتئاب على مدى عام كامل، ألا تحسب أميركا حساب الحلفاء وهي تمدّ يدها لإيران؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> أعتقد أن الإدارك السائد يُفيد أنّ إدارة ترامب حاولت أن توفّق السياسة الخارجية الأميركية مع سياسة الرياض والسعودية والإدارك يُفيد كذلك بأنّ السعودية ترغب بإضعاف إيران نظراً بالندّية بين السنة والشيعة وبين العربي والفارسي، ولكن ما يُثير الإهتمام في الرئيس ترامب بالنسبة لكيفية تعاطيه مع إيران هو أنّه نظراً الى تموضعه الحاد الصارم المتشدد حيال طهران فإنّ الولايات المتّحدة الأميركية قد قدّمت هدية مذهلة للمتجذّرين في موقفهم في إيران والذين كانوا ربّما خائفين من التداعيات والتبعات طويلة الأمد للإتّفاق النووي لعام 2015 أي أتحدّث عن قادة ربّما متطرّفين كانوا خائفين من الإنفتاح الإقتصادي الإيراني بعد العقوبات، من خلال هذا الإتّفاق والذي كان من شأنه أن يُفضي الى تحويل هذا الإقتصاد الإيراني الى اقتصاد أقرب من الشاكلات الغربية، لهذا السبب كانوا يعتمدون نهجاً أحادياً حيال واشنطن وكان يدعو لمواجهة، وترامب من جهته يستوعب هذه المواجهة ولعلّ هذا هو الدليل الأوضح على فشل هذه السياسة وهذا يعود بنا الى السؤال السابق هل فشلت أميركا في إيران أم لا، لا شكّ في أنّ السياسة الحالية تُظهر أنّ التهديد وحده الحاضر ولا وجود للمكافأة، المكافأة الوحيدة هي ربّما مدّ اليد والحديث عن المفاوضات، كل مَن ينظر الى ذلك من المنطقة يعرف أن هذه مفاوضات ستكون مفاوضات تهيمن عليها الولايات المتّحدة الأميركية بشكل كبير ولن تكون مفاوضات متعددة الأطراف. والسؤال الأساسي المطروح على حكومة إيران هو هل أنّ هذا هو نوع المفاوضات التي ترغب بها وتريد أن تنتهز هذه الفرصة، وعلى عكس ما قاله ضيفك الكريم هي مثلاً لا تتمتع بشخصية معارضة أساسية يمكن للأميركيين أن يلتفوا حولها، لديهم حكومة واحدة وهي مصطفّة حول شخصيات واحدة، ولكن هل الحكومة الإيرانية مستعدة أساساً للتفاوض بصورة مباشرة مع هذا القائد الشعبوي والذي يحتل ويُقيم في البيت الأبيض حالياً؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>بدورها مشاهدينا قالت مجلة التايم الأميركية أن السي أي أيه وأجهزة إستخبارات أجنبية حذّرت ثلاثة من أصدقاء وزملاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي من أنهم عرضة للتهديدات السعودية، المجلة نقلت عن مصادر إستخباراتية أنّ البغدادي الذي يعيش في أوسلو، عمر عبدالعزيز الذي يعيش في كندا، وشخص ثالث في الولايات المتّحدة رفض الكشف عن اسمه، تلقّوا في الأسابيع الأخيرة تحذيرات أنّ جهودهم لاستكمال عمل خاشقجي تجعلهم وعائلاتهم أهدافاً لانتقام محتمَل من قبَل السعودية.</p>
<p>مُستغرَب هذا الخبر أستاذ أنيس؟ أن أميركا تحذّر أشخاصاً من السعودية؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>أنيس النقاش:</strong> ليس مُستغرباً، الولايات المتّحدة اليوم بأجهزتها أصبحت تعرف أنّ سياسة السعودية تورّط الولايات المتّحدة في عدة اتّجاهات، وهناك مواقف من شخصيات محترمة ومحللين وخبراء يقولون لم نعد نستطيع أن نماشي سياسة محمد بن سلمان المتهورة التي ستؤدي الى خراب أمن المملكة التي هي حليفتنا وتؤدي الى الإساءة لصورة الولايات المتّحدة، ولذلك كعمل وقائي كي لا يتورّطون بجريمة كالخاشقجي لا يستطيعون الدفاع عنها، أي يمكن أن تمرر لمحمد بن سلمان خاشقجي واحد ولكن لا يمكن تمرير سلسلة، فينبّهونهم أن ينتبهوا كي لا يصبحوا كخاشقجي.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>لكن ألا يُعتبَر هنا سيّد تايلور بنصف دقيقة، ألا يُعتبَر هذا إعترافاً غير مباشر من الإدارة الأميركية أو من السي أي أيه بأنهم يعرفون أن السعودية هي المدانة في عملية قتل خاشقجي عندما تقوم السي أي أيه بتحذير صحفيين من إنتقام السعودية؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>غاي تايلور:</strong> نعم، بالطبع، أنا أنظر للمسألة من هذا المنطلق وأعتقد أنه لو تمعنّا في المسألة نرى أن وكالة الإستخبارات الأميركية قد قدّمت تقارير للمشرعين الأميركيين وللكونغريس أفادت فيها بشكل أساسي أن الأجهزة الإستخباراتية الأميركية قد خلصَت الى أن محمد بن سلمان كان قد تخطّته الأمور نوعاً ما في قضية اغتيال الخاشقجي ولم يجر الإعلان عن هذا الإدّعاء بشكل علني بعد لكنها كلها تقارير يمكننا أن نقرأ عبرها المزيد..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p><strong>كمال خلف: </strong>أشكرك جزيل الشكر أستاذ غاي تايلور محرر الأمن القومي في صحيفة واشنطن تايمز من واشنطن، أستاذ أنيس النقاش منسّق شبكة أمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية أشكر حضورك هنا في الإستديو.</p>
<p>والمسائية انتهت في ختامها تذكير بعناوين ملفّ هذه الليلة:</p>
<p> </p>
<ul>
<li>حرس الثورة يعلن رفض إيران دعوة ترامب للتفاوض، فهل أسقطت طهران لعبة الترهيب والترغيب الأميركية؟</li>
<li>من فنزويلا والدول اللاتينية الرافضة للهيمنة وصولاً الى كوريا وإيران، التدخّل الأميركي لإسقاط الأنظمة استراتيجية للحدّ من تداعيات تراجع القطب الواحد.</li>
<li>التايم الأميركية تكشف أنّ سي أي أيه حذّرت من أصدقاء خاشقجي من تهديداتٍ سعوديةٍ جديدة لتصفية معارضين.</li>
</ul>
<p> </p>