"أكسيوس": البيت الأبيض يخطط للتعجيل في إعادة توطين اللاجئين الأفغان

تقترب الإدارة الأميركية من الموعد النهائي في منتصف شباط / فبراير لنقل آلاف اللاجئين الأفغان من القواعد العسكرية إلى مجتمعاتهم الجديدة داخل البلاد.

  • لاجئون أفغان يسيرون في معسكر السيلية، أحد مراكز الانتظار في قطر.
    لاجئون أفغان يسيرون في معسكر السيلية، أحد مراكز الانتظار في قطر.

كشف موقع "أكسيوس"  الأميركي أن مستشاري الرئيس السوري جو بايدن يعملون على صياغة خطة لتسريع جلب الآلاف من الأفغان إلى الولايات المتحدة من قطر، وذلك نقلاً عن مصدر مطلع على المداولات الداخلية للإدارة الأميركية حول هذا الموضوع.

وبينما يخطط القادة العسكريون الأميركيون للاستجابة لغزو روسي محتمل لأوكرانيا، لا تزال إدارة بايدن تكافح للتعامل مع الآثار المترتبة على انسحابها الفوضوي من أفغانستان. ويتمثل أحد التحديات في كيفية رعاية عشرات الآلاف من الأفغان النازحين، وكثيرون منهم ساعدوا الولايات المتحدة في خوض أطول حرب لها.

ويناقش كبار مسؤولي الأمن القومي والسياسة الخارجية في الإدارة معالجة عاجلة لعمليات اللجوء.

وستقوم السلطات الأميركية بفحص الأفغان والموافقة عليهم كي يحصل الواحد منهم على وضع اللاجئ ووضعهم على متن طائرات إلى الولايات المتحدة في غضون 30 يوماً من وصولهم إلى الموقع العسكري في قطر الذي يتم استخدامه لإيوائهم.

وعادة ما يستغرق الأمر من سنتين إلى خمس سنوات لإعادة توطين طالبي اللجوء في الولايات المتحدة. لكن وزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية والبيت الأبيض يدرسون تنفيذ عملية مبسطة.

وتقترب الإدارة الأميركية من الموعد النهائي في منتصف شباط / فبراير لنقل آلاف اللاجئين الأفغان في الولايات المتحدة من القواعد العسكرية إلى مجتمعاتهم الجديدة. 

وحتى الآن، اعتمدت الإدارة على استخدام الإفراج المشروط لأسباب إنسانية لإعادة توطين عشرات الآلاف من الأفغان بسرعة. لكن هذه الآلية توفر فقط الحماية من الترحيل والقدرة على العمل لمدة عامين. وسيتعين على الأفغان الموجودين في الولايات المتحدة بعد ذلك المرور عبر إجراءات تأشيرة الهجرة الخاصة الطويلة (SIV) أو اللجوء أو البطاقة الخضراء للحصول على وضع قانوني دائم.

وأشار الموقع إلى أن استخدام عملية عاجلة للبرنامج الأميركي لقبول اللاجئين في قطر من شأنه أن يضع الأفغان على الفور في طريقهم للحصول على البطاقات الخضراء.

وقال المسؤولون في إدارة بايدن المشاركون في المناقشات إنهم واثقون من إمكانية إجراء عملية تدقيق كاملة للاجئين في غضون 30 يوماً. وتم بالفعل تعجيل الحالات الفردية بطرق مماثلة.

وبحسب المصدر نفسه، درس فريق بايدن عمليات المسار السريع التي نفذت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما خلال أزمة اللاجئين السوريين عام 2016 كمثال. وخلال تلك الجهود، تمت معالجة طلب 10000 لاجئ في أقل من 12 أسبوعاً.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" إنه بالإضافة إلى العملية التي تستغرق 30 يوماً، فإن الإدارة تبحث كذلك في عمليات مدتها 90 و120 يوماً كطرق لتحديث وابتكار عملية اللجوء في الولايات المتحدة بشكل عام وليس للأفغان فقط.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لموقع أكسيوس إن الإدارة الأميركية تعمل على إعادة بناء برنامج اللاجئين الأميركي. وأضاف: هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، وهذا هو السبب في أننا نستكشف مجموعة متنوعة من الابتكارات لتبسيط عملية إعادة التوطين والقضاء على حالات الحشو، مع الحفاظ على الصحة القوية وعمليات الفحص.

لكن ستظل هناك عقبات كبيرة أمام تسريع العملية، بما في ذلك التهديد المستمر من وباء كوفيد، مما يعقد السفر والمقابلات الشخصية.

وتحاول إدارة بايدن أيضاً حل المشكلات المتعلقة بعملية إعادة توطين اللاجئين التي تلاشت في ظل التباطؤ الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقد أدى نقص المساكن في الولايات المتحدة إلى تقييد توافر منازل جديدة وبأسعار معقولة للعائلات الأفغانية، وهي عقبة رئيسية أمام وكالات اللاجئين.

وقد لا يجتاز بعض الأفغان كذلك عملية الفرز للحصول على وضع اللاجئ، مما قد يضيف المزيد من الوقت.

ويُجبر المسؤولون بعد ذلك على تحديد ما إذا كان طالبو اللجوء الأفغان مؤهلين للقدوم إلى الولايات المتحدة من خلال طرق أخرى أو يجب إرسالهم إلى دولة مختلفة، وفقاً للمصدر.

وتم إحضار أكثر من 76000 أفغاني إلى الولايات المتحدة من خلال عملية الترحيب بالحلفاء، بحسب وزارة الأمن الداخلي. وينتظر 2500 آخرون في مواقع العبور في الخارج.

وهناك نحو عشرة آلاف أفغاني من أولئك الموجودين في الولايات المتحدة ينتظرون في المواقع العسكرية، بينما تمت إعادة توطين البقية في مجتمعاتهم الجديدة.

وتهدف الحكومة الأميركية إلى تكثيف عمليات الإجلاء بمعدل 2000 أفغاني شهرياً.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن نصفهم سيكونون حاملين أو متقدمين للطلبات الشخصية وليسوا لاجئين.

ودعت منظمات اللاجئين الكونغرس لتمرير قانون لتسوية أوضاع اللاجئين الأفغان. وسيوفر القانون مسارات أسرع إلى الوضع الدائم للأفغان الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة. 

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم