"أكسيوس": العالم كلّه سيشعر بتداعيات الحرب في أوكرانيا

• 

قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن حصول حرب في أوكرانيا - حتى لو كانت قصيرة، وحتى مع عدم وجود قوات أميركية على الأرض منخرطة فيها – ستكون لها تداعيات على جميع أنحاء الاقتصاد العالمي وستتحدى النظام الدولي الذي قضت الولايات المتحدة عقوداً في بنائه والدفاع عنه.

وأضاف الموقع أن أهمية ذلك تعود إلى أنه في كل مرة يقدم فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدنى إشارة إلى نواياه تجاه أوكرانيا، تتحرك الأسواق ويتدافع رؤساء الدول، وأنه قد يكون للغزو تداعيات هائلة على الولايات المتحدة.

وقالت روسيا اليوم إنها ستعيد المزيد من القوات والأسلحة إلى القواعد، لكن الولايات المتحدة لم تتحقق بعد من هذه المزاعم.

وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء من أن التهديد لا يزال ملحاً وقال إن "الأمر يتعلق بأكثر من مجرد روسيا وأوكرانيا".

وتضررت الأسواق العالمية من التحذيرات من وقوع حرب، وارتفعت أمس الأسواق بعد أن قال بوتين إنه سيعطي الدبلوماسية فرصة أخرى.

وتعد روسيا مُصدراً رئيسياً للنفط والسلع الأخرى، وحذر بايدن من أن الغزو قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة. 

وكتب ناثان بومي من أكسيوس أن الخوف من الحرب أدى بالفعل إلى دفع متوسط ​​أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى حوالى 4 دولارات للغالون الواحد للمرة الأولى منذ نحو 14 عاماً.

كما أن روسيا هي المصدر الرئيسي للغاز الطبيعي في أوروبا، وتخشى دول مثل ألمانيا ارتفاع أكبر للأسعار المرتفعة أساساً للغاز في حالة وقوع الحرب، ربما كرد انتقامي على العقوبات الغربية.

لقد وعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات "غير مسبوقة" إذا قام بوتين بغزو أوكرانيا. ويمكن أن يقيّد ذلك الوصول الروسي إلى التقنيات الرئيسية ويجعل روسيا أكثر اعتماداً من الناحية الاقتصادية على الصين. 

ورأى "أكسيوس" أن الحكومة الصينية تراقب عن كثب رد فعل الغرب على الوضع في أوكرانيا وآثار ذلك على تهديد الصين بوضع تايوان تحت سيطرتها بالقوة.

وحذر البيت الأبيض من أن غزو أوكرانيا قد يبدأ حتى قبل انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الجارية في بكين، على الرغم من التكهنات بأن بوتين لن يرغب في تعريض علاقته الوثيقة مع الصين للخطر.

واعتبر الموقع أن خطاب بايدن أمس الثلاثاء كان في جزء منه دعوة لحمل السلاح للدفاع عن قواعد النظام الدولي، والتي تم وضعها إلى حد كبير من واشنطن وتتحداها موسكو وبكين بشكل متزايد.

وكانت هذه الأزمة بمثابة استنزاف هائل لاهتمام الإدارة الأميركية التي كانت تنوي التركيز على المنافسة مع الصين، ويمكن القول إنها ثاني أكبر أزمة سياسية خارجية للرئيس بايدن بعد الخروج الفوضوي من أفغانستان.

يقول بوتين إن الروس والأوكران هم "شعب واحد". لقد دافع عن حق روسيا في مجال نفوذها، حيث كانت أوكرانيا - بصلاتها التاريخية والثقافية العميقة مع روسيا - في صميم هذا النفوذ.

ورأى "أكسيوس" أن حرباً واسعة النطاق قد تكون مسعىً محفوفاً بالمخاطر بالنسبة لروسيا، على الرغم من أن قدراتها العسكرية تفوق بكثير قدرات أوكرانيا. كما أن العلاقات الثقافية ستقطع في كلا الاتجاهين، كما يشير ألكسندر باونوف من مركز كارنيجي موسكو. يقول: "لا يمكنك غزو أوكرانيا من دون إيذاء أقارب مواطنيك".

في غضون ذلك، تتعامل الحكومة الأوكرانية مع تهديد الغزو الذي قد يهدد وجود البلد ذاته، بينما تحاول تهدئة الذعر الذي يعيث بالفعل فساداً في الاقتصاد الأوكراني.

وختم الموقع الأميركي أنه يبدو أن بوتين يستمتع بمكانته على رأس جدول أعمال بايدن، ويجد ذلك فرصة لاستعراض مكانة روسيا كقوة عظمى متجددة. وستتردد أصداء تحركاته التالية إلى ما هو أبعد من أوكرانيا. 

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم