"إسرائيل هيوم": حليفتنا الولايات المتحدة أضعف من أي وقتٍ سبق

الصحافي آرييل كاهانا يكتب في صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ "حليفتنا المحبوبة أضعف من أي وقتٍ سبق"، ويشير إلى أنّ الرئيس جو بايدن محاصر، "فالصين من خلفه، وأفغانستان من فوقه، والعراق وسوريا، ولبنان وحماس من تحته".

  • "إسرائيل هيوم": حليفتنا الولايات المتحدة أضعف من أي وقتٍ سبق

كتب الصحافي الإسرائيلي آرييل كاهانا في صحيفة "إسرائيل هيوم" مقالاً يقول فيه إنّ "حليفتنا الولايات المتحدة أضعف من أي وقتٍ سبق، فالرئيس جو بايدن يتوسّل لإيران كي تأتي إلى اتفاقٍ نووي جديد، وحتى السعودية تبتعد عنه، وكذلك الحكومة الإسرائيلية مهتزة وعديمة التجربة"، مشيراً إلى أنّه "أمام كل هذا، يوم الدينونة قد يكون أقرب مما نعتقد". 

وفي ما يلي نص المقال المنقول إلى العربية: 

على حد ما نعلمه الآن، زيارة رئيس الحكومة نفتالي بينيت للبيت الأبيض مرّت على خير ما يرام، مع أخذ الظروف بعين الاعتبار – رئيس حكومة حُصرم (غير ناضج)، من دون أي خلفية دبلوماسية وضعيف سياسياً، في قبال رئيسٍ عجوز، غني التجربة، مُطرقاً برأسه بين يديه وهو يفكر بساحاتٍ أخرى وهو في حضيضٍ فظيع. من الزاوية الإسرائيلية، الاجتماع قد يكون ناجحاً حتى. كل من تهمّه الدولة (إسرائيل) عليه أن يُسر عندما يقول رئيس أميركي لرئيس حكومة إسرائيلي: "اتّصل عندما تكون هناك مشكلة". 

وهكذا، بينيت تجاوز المعمودية بنجاح، لكن عملياً هو وحكومته لا زالا ما قبل الأغرار (المجندون الجدد). التعامل الحقيقي سيأتي بعد إقرار ميزانية الحكومة (في الكنيست). بايدن ووزير خارجيته بلينكن ورئيس حكومة بريطانيا وبقية قادة الغرب يريدون التأكد من ضمان حكومة لابيد – بينيت الغريبة استقرارها السياسي. لذلك، وافق بايدن حالياً على تأجيل معالجة موضوع القنصلية الفلسطينية (الصحيح الأميركية للفلسطينيين) التي وعد بفتحها في القدس. ولذلك، مؤقتاً، يتجاهل البناء في يهودا والسامرة (الضفة) وفي القدس. كل هذه الألغام وغيرها موقوتة للانفجار فقط بعد ضمان وجود الحكومة. 

لكن هناك تحديات لن تنتظر حتى إلى ما بعد الأعياد (اليهودية القادمة – العرائش ويوم الغفران ورأس السنة العبرية). بينيت وفريقه تشبثوا بوعد بايدن أنه "لن يكون لإيران سلاح نووي أبداً". أسفاً إنهم قبضوا هذه الكلمات الجميلة، حتى مع تضمّنها الإضافة: "إذا فشلت الجهود الدبلوماسية سنتوجه إلى آفاقٍ أخرى". 

التاريخ القريب والبعيد يفيد أنّ أميركا ليست كلية القدرة. صديقتنا، قوة عظمى، تلقّت للتو في أفغانستان إذلالاً عالمياً. إنها أميركا نفسها التي تعهدت بمنع سلاحٍ نووي عن باكستان وكوريا الشمالية، لكنها فشلت. العراق أيضاً – كيف نقول هذا بدماثة – ليس قصة نجاح أميركية. إيران هي ربّة البيت في بغداد. ما يؤدّي بنا إلى التهديد الأساسي والمُلح. وفيما يستمتعون عندنا بالقهوة التي قدّمها بايدن لبينيت، أعداءنا لديهم أسبابٌ وجيهة للاعتقاد بأنه بالنسبة لهم إنها لحظة مناسبة. وبحسب وزير الأمن بيني غانتس، إيران على مسافة سبعة أسابيع من حيازة مادة انشطارية لقنبلة (نووية)، فهل أن وضع بايدن الحالي سيوقفها؟ 

حليفتنا المحبوبة – "الشيطان الأكبر" بلسان الإيرانيين – أضعف من أي وقتٍ سبق. إنها تتوسل للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن يأتي إلى اتفاقٍ نووي مستجد لكنه ليس في هذا الاتجاه. بايدن، الصين من خلفه، وأفغانستان من فوقه، والعراق – سوريا، ولبنان وحماس من تحته. حتى السعودية، بغيضة إيران، تبتعد عن الولايات المتحدة، وفي الأسبوع الماضي وقّعت اتفاق تعاونٍ أمني مع روسيا – المعارِضة الرئيسية لأميركا على وجه المعمورة. هذه ليست مؤشرات جيدة. وما يُقلق أكثر هو ان الولايات المتحدة العظمى ليس لديها رد على كل هذه التطورات. 

عندنا توجد حكومة مهتزة وعديمة التجربة، تعتمد على قوى معنية بتفكيكٍ داخلي للمشروع الصهيوني. رأس قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية – الذين ضمنوا لنا منذ مدة قريبة أن حماس مردوعة، مشغول بزيادة المعاشات التقاعدية. سلطات القانون تجلس لامبالية أمام بركانٍ قومجي – جنائي، مسلح بأسلحة نارية، يسيطر من الآن جغرافياً على أغلب مناطق إسرائيل. حماس تطلق صواريخ وبالونات وتسخر من مقولة رئيس الحكومة "حللنا مشكلة البالونات". حزب الله قصف إسرائيل، ومن جانبا لا رد. 

علينا أن نأخذ بالحسبان أن هذا هو التصوّر الواقعي الإيراني. يوم الدينونة قد يكون أقرب مما نعتقد، وليس لأن رأس السنة العبرية سيكون في الأسبوع القادم. هناك الكثير جداً من العوامل التي تتقاطع ويمكن أن تفاجئنا على حين غرة. هذا يجب أن يكون فرضية عمل بينيت. إنه السيناريو المرجعي الذي عليه أخذه بالحسبان، وليس كلاماً رئاسياً، يُنسى فور قوله. 

فبعد كل شيء، من غير الجدير الاعتماد على من لم ينجح في ذكر اسم رئيس الحكومة الإسرائيلي حتى مرة واحدة.