"إسرائيل هيوم": ما الذي يقلق نتنياهو ويجعله مستيقظاً طوال الليل؟

مقال منشور في صحيفة"إسرائيل هيوم" يتحدث عن السبب الحقيقي لقلق رئيس حكومة الاحتلال في ظل الحرب، ويدعو حزب الليكود إلى استبدال نتنياهو، بقيادي يكرس تأملاته الليلية فقط لمصير "إسرائيل" الجماعي.

  • رئيس حكومة الاحتلال (تصميم منشور على getty images)
    رئيس حكومة الاحتلال (تصميم منشور على getty images)

صحيفة "إسرائيل هيوم" تنشر مقالاً للكاتب نداف هاعتسني، يتحدث فيه عن السبب الحقيقي لقلق رئيس حكومة الاحتلال في ظل الحرب الدائرة اليوم على عدة جبهات. ويقول إنّ على حزب الليكود استبدال نتنياهو، لأنه غير مؤهل للقيادة.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

ما يثير القلق هو إدراك أنه من يُفترض به أن يكرّس كل طاقته فقط لإخراجنا من الكارثة، ما زال منهمكاً بصورته وحياته المهنية الشخصية. حان الوقت لكي يستجمعوا في حزب الليكود شجاعتهم لفحص ما إذا كان زعيم حزبهم مؤهلاً للقيادة.

من الطبيعي أن يعاني رئيس وزراء "إسرائيل" من الأرق في هذه الأيام. الوضع على الجبهات، ومصير المخطوفين، والوضع في الجبهة الداخلية – إنها بواعث قلق ثقيلة تقع على عاتقه. ولكن من التغريدة التي نشرها بنيامين نتنياهو في منتصف ليلة الأحد، من الواضح أن أفكاراً أخرى تشغل رأسه. إنه مشغول البال بلجنة التحقيق في اليوم التالي، بمستقبله السياسي، وبمسيرته المهنية الشخصية. لا يمكن لأي اعتذار قسري أن يحجب الصورة المخزية التي تكشفت من أعماق عقله وروحه.

إنّ إلقاء اللوم على رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية، الذين من المفترض الآن أن يقودهم نتنياهو إلى النصر، أمر مدمر. بالمناسبة، قد يكون فيه حقيقة، لكنه غير حكيم أبداً وغير أخلاقي في هذه الأيام، في الوقت الذي يجب أن نتكاتف فيه. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو إدراك أنّ من يُفترض به أن يكرس كل طاقته فقط من أجل إخراجنا من الكارثة، ما زال منشغلاً بصورته وحياته المهنية الشخصية. إنه أمر صادم. ليس عبثاً أن دعائيي "حماس" صنعوا من ذلك مأكولات شهية.

التغريدة الليلية تكمل فقط الصورة الشاملة لسلوك نتنياهو في هذه الحملة المعركة. على سبيل المثال، الإصرار على عدم ذكر ما هو بديهي – أنا مسؤول بشكل عام كرئيس للوزراء وقت الهجوم. إنّ قول هذا لا يعني بالضرورة تحمّل ذنب الخلل الذي أدى إلى الكارثة؛ هذه المسألة ستظل قائمة وستُحسم في لجان التحقيق ومحكمة التاريخ. لكنها ذات أهمية دراماتيكية من حيث قدرة الجمهور على معرفة أنّ لديه قائداً وأباً: من يقع على عاتقه الآن مصيرنا الجماعي يضع الأنا والحسابات الشخصية جانباً، ويكرّس نفسه فقط للجمهور الذي يحتاج إلى قيادته، لكن للأسف الشديد، خطوات نتنياهو تعرض العكس تماماً، مما يضيف سبباً آخر للقلق.

الهلالان اللذان يُفتحان على أفكار رئيس الحكومة يُضاف إليهما أداؤه الضعيف. بعد 20 يوماً في خضم حرب "يوم الغفران"، وعلى الرغم من المفاجأة والإخفاق، وعلى الرغم من حقيقة أن جيشين اقتحما أراضينا، "الجيش" الإسرائيلي تقدّم سريعاً على الجانب الآخر من قناة السويس، على بعد 100 كيلومتر من القاهرة، وعبر الحدود السورية وقصف ضواحي دمشق بالمدفعية. وهنا، بعد ثلاثة أسابيع ونصف من الحرب، تمنع القيادة "الجيش" من القيام بما كان ينبغي القيام به قبل أسبوع أو أكثر - الدخول إلى حسمٍ بري.

هذه المراوحة يقودها رئيس الحكومة، الذي يختبئ وراء كابينت الحرب، ووفقاً لادعاءات وزراء في الكابينت، فإنه يستخف أيضاً بالقرارات الواضحة للكابينت الموسّع. وهكذا، على النقيض من قرار يوم الخميس بتنفيذ الدخول البري الكبير، فإنّ ما تلقيناه حتى الآن هو إشارات لـ "ديكور دخول بري"، وكذلك فتح مكثّف للإمدادات إلى غزة، إذعاناً للضغط الأميركي. كلها خطوات ستجعل من المستحيل تحقيق الأهداف التي قررتها وأعلنتها الحكومة وهي تدمير "حماس".

منذ صباح يوم السبت الأسود، كان من الواضح أن مسيرة الشأن العام لبنيامين نتنياهو قد بلغت نهايتها أيضاً. لكن على الرغم من انتقادي الشديد له، اعتقدت أنه من الصواب السماح له بقيادة النضال الآن، من أجل الوحدة. لهذا السبب أيضاً سُررت بانضمام بيني غانتس وشركائه.

لكن إذا كان رئيس الحكومة يفتقر إلى التصميم والقيادة التي تحتاجها "إسرائيل" اليوم، ومنهمك بالتفكير بمصيره الشخصي وإلقاء اللوم على آخرين، فربما حان الوقت لأن تدرس قيادة "الليكود" اختيار قيادة بديلة من صفوفها. ليس معسكر كابلان، ولا بيني غانتس، بل أعضاء الليكود أنفسهم. لقد حان الوقت لكي يستجمعوا في الليكود شجاعتهم لفحص ما إذا كان رئيس حزبهم مؤهلاً لقيادتنا.

لم تعد هذه لعبة كراسي سياسية، بل قضية وجودية، لأن الأهداف التي وضعتها الحكومة - إسقاط حماس وتحرير المخطوفين - هي إكسير الحياة لـ "إسرائيل" والإسرائيليين. لذلك، يجب أن يقود المعركة من كرّس أيضاً تأملاته الليلية فقط لمصيرنا الجماعي.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.