تقرير: "إسرائيل" لن توقف هجمات مستوطني الضفة على الفلسطينيين رغم قدرتها

الكاتب الإسرائيلي أوري جفعاتي يشير إلى فشل عملية توغّل "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، ويصفها بأنّها أكبر عملية من نوعها في الضفة الغربية منذ عقدين.

  • تقرير: "إسرائيل" لن توقف هجمات مستوطني الضفة على الفلسطينيين رغم قدرتها (أرشيف)

وصف الكاتب الإسرائيلي، أوري جفعاتي، في تقريرٍ له نشره موقع "ذا ديلي بيست" الأميركي، أعمال العنف الأخيرة التي تُمارسها "إسرائيل" ضد الفلسطنيين بـ أنّها " مُدمّرة للغاية"  لدرجة أنّ مسؤولي " الإسرائيلي وصفوها بـ "المذبحة"، ورغم الأوصاف الشنيعة لم تُظهر حكومة نتنياهو أيّ بوادر لإيقاف الموجة الجديدة من الإرهاب المُنظّم الذي يُصيب الفلسطنيين.

وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية 

بدأت الموجة الحالية قبل نحو أسبوعين، عندما أزالت حكومة نتنياهو العديد من العقبات البيروقراطية للتصريح ببناء مستوطنات جديدة، ومنحت معظم سلطة الموافقة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو عنصري معروف وقائد لحركة المستوطنين الإرهابية.

ثمّ شنّ "الجيش" غارةً عسكرية واسعة النطاق على مدينة جنين، حيث واجه مقاومةً مُسلّحة فلسطينية كبيرة وقُتل 6 من الفلسطينيين المدنيين، وأصيب العشرات. واستخدم في الغارة لأوّل مرّة منذ الانتفاضة الثانية، مروحيات قتالية أطلقت وابلاً من المقذوفات على مدينة فلسطينية آمنة.

كردّة فعل على الإرهاب الإسرائيلي المنظم، هاجم فلسطينيان محطّة بنزين ومطعماً للمستوطنين بالقرب من "مستوطنة إيلي"، ما أسفر عن مقتل 4 وإصابة 4 آخرين. في اليوم التالي، داهم مئات من المستوطنين قرىً فلسطينية في شمال الضفة الغربية، وأحرقوا سياراتٍ ومنازل وقتلوا شخصاً واحداً.

واختتم الأسبوع الماضي، المُلطّخ بالدماء بهجومٍ آخر للمستوطنين في قرية أم صفا شمال رام الله، حيث هاجم المستوطنون الناس والممتلكات بعنفٍ مُستعر. وقد أطلق على هذه المداهمات العنيفة من قبل المستوطنين والمسؤوليين على حدٍّ سواء بـ "المذابح".

وأنا أكتب هذه المقالة، يقوم "الجيش" الإسرائيلي الآن في عملية توغّل كبيرة في مدينة جنين، وهي أكبر عملية من نوعها في الضفة الغربية منذ عقدين. يتمّ تهجير الآلاف من الفلسطينيين في مخيم جنين، وفي هذه الأثناء يقوم المستوطنون بالهجوم على قرية برقة الفلسطنية المجاورة لمخيم جنين، مُستغلّين الفوضى طوال الوقت لتعزيز تمددهم في الأراضي الفلسطينية.

لم تكن أيّ من هجمات المستوطنين هذه، حوادثَ معزولة. فهي تحدث في سياق إضفاء الشرعية ودعم العنف المتزايد من قبل الحكومة الإسرائيلية.

مذابح المستوطنين مثل تلك التي رأيناها في الأسابيع الأخيرة، أو في بلدة حوّارة، ليست فقط خطأ الميليشيا الخارجة على القانون. فالمسؤولية تقع على عاتق الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، التي التزمت الصمت منذ عقود حول هذا العنف بطرقٍ مختلفة ولم تفعل شيئاً لوقفه، ودعمت بشكلٍ فعّال استمراره وتصعيده.

عنف المستوطنين لم يبدأ الشهر الماضي، لقد بدأ مع نشأة المشروع الاستيطاني، منذ اللحظة التي شرعت فيها "إسرائيل" ببناء المستوطنات الأولى على الأراضي الفلسطينية. المستوطنة ليست مجرّد قرية أو بلدة يعيش فيها إسرائيليون، إنّه نظام بيئي للعنف. إنّها حصاة ألقيت في بركة ماء، مما أحدث تأثيراً مضاعفاً للعنف على جميع الفلسطينيين في المنطقة.

وكلّ مستوطنة جديدة تعني دخول المستوطنين الأيديولوجيين الذين يُريدون توسيع السيادة الإسرائيلية. يعني إنشاء طرق منفصلة وبنية تحتية أخرى على الأراضي الزراعية الفلسطينية.

وهذا يعني أنّ المزيد من الجنود بأسلحةٍ أكثر يقومون بدورياتٍ في المحيط؛ ويعني أيضاً في كثير من الحالات، الإجراءات العنيفة التي يستخدمها "الجيش" رداً على أيّ مقاومةٍ فلسطينية لسرقة أرضهم. فلقد نشأت مؤسسة المستوطنين من انتهاك القانون، منذ بداية الاحتلال بدعمٍ رسمي من كلّ أجهزة الدولة السياسية والقضائية والمالية. 

حكومة بنيامين نتنياهو اليمنية، وافقت على بناء 7 بؤرٍ استيطانية غير قانونية، كما كل المستوطنات كذلك وتعارض القوانين.

يُسمح للمستوطنين، الذين كانوا يُمارسون بالفعل قدراً كبيراً من العنف والإرهاب، كي يكونوا من صنّاع القرار في الحكومة، ويُسمح لهم بخرقِ القانون والبناء دون قيود. إنّهم يعتقدون أنّهم فوق القانون عندما يتعلق الأمر بالاعتداء والسرقة والحرق العمد.

 سموتريتش، المستوطن العنيف والمتطرّف، يتمتع بسلطةِ الموافقة على بناء مستوطناتٍ جديد التي لا تُغيّر الواقع على الأرض فحسب، بل رُبّما تبعث برسالةٍ إلى المستوطنين: "سنرد على عنفكم من خلال تسهيل توسعكم".

هذه سياسة حكومة "تل أبيب"، وهي تُمارسها بشكلٍ دائم على الفلسطنيين.

الكاتب الإسرائيلي أوري جفعاتي: خدم في سلاح المدرّعات في "الجيش" الإسرائيلي من 2010 إلى 2013 كقائد دبابة، وفي عام 2017، قرر أوري كسر صمته وتقديم شهادة حول تجربته الشخصية كجندي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ثمّ انضم أوري إلى فريق كسر الصمت كباحث، حيث جمع شهادات من أكثر من 100 جندي سابق.

نقله إلى العربية حسين قطايا