"كاونتر بانش": نفاق الولايات المتحدة بشأن فلسطين لا يعرف حدوداً

يحظى الفلسطينيون بتأييد معظم شعوب ودول العالم، الذين يعرفون تماماً النفاق الأميركي المعهود.

  •  يحظى الفلسطينيون بتأييد معظم دول العالم الذين يعرفون النفاق الأميركي (أرشيف).
    يحظى الفلسطينيون بتأييد معظم دول العالم الذين يعرفون النفاق الأميركي (أرشيف).

موقع "كاونتر بانش" يقول إن الولايات المتحدة تستطيع الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينين إن أرادت لكنها لا تريد السلام.

فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:

المتحدثون باسم الولايات المتحدة لا يتوقفون أبدا عن النفاق. ووزير الخارجية أنتوني بلينكن واحد من هؤلاء بلا ريب. وهو يواصل عمله بشكل تقليدي، خاصة بما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وقد قال مؤخراً،إن توسيع المستوطنات الإسرائيلية وعمليات الهدم المستمرة لمنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية، تجعل من السلام مع الفلسطينيين أكثر بعداً. ثم كرر التزام  بلاده الأمني بالكيان الصهيوني العنصري  المحتل.

يطلبون من الضحية الصبر، ويغدقون السلاح  والمال على المجرم. لنفترض أنّ شخصاً ما، لديه العديد من الأصدقاء الذين لديهم ميول إجرامية قوية. وهو يعلم أنهم يحبون البنادق، لذلك غالباً ما يقدّم لهم هدايا من أحدث الأسلحة المتاحة. وهو يعلم أيضاً أنهم يسرقون البنوك، وكثيرا ما يخبرهم أنه لا ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك. في بعض الأحيان  يطلبون أن يقلهم بسيارته الفارهة، حين يسرقون البنوك والبيوت  ويرتكبون الفظائع،  لكنهم أصدقاء حميمون، لدرجة أنه يستثنيهم من السؤال عن صوت الرصاص الذي سمعه ممزوجاً ب أنين الضحايا.

هذا التشبيه ليس غامضاً، ويمكن  أنّ يفهمه بلينكن وغيره  من المسؤوليين الأميركيين، لا أنّ يستمروا بالنفاق وهم يدركون أنّ لا مصلحة للكيان الإسرائيلي بالمصالحة مع الفلسطنيين. وحاله كحال كل أنظمة الإبادة  الجماعية، لا يريدون السلام مع ضحاياهم. وما القول بأن التوسع الاستيطاني يشكّل عائقاً أمام السلام (غير المرغوب فيه أصلاً)، ومن ثم تقوم  بتمويل تلك المستوطنات فهو أعلى درجات فقدان المصداقية في وضح النهار.

تستطيع الولايات المتحدة، إن أرادت حل الصراع الإسرائيلي مع الفلسطنيين، أنّ تفعل ذلك قطع كل التمويل عن الاحتلال، وإنهاء الدعم السياسي و الدبلوماسي لجرائم الحروب الإسرائيلية المديدة. لكن الولايات المتحدة، لا تريد السلام لعموم المنطقة التي تخسر فيها مصداقيتها بضراوة مؤثرة على سمعتها الدولية.  فلا يمكن التبجح بالديمقراطية و"حقوق الإنسان"، في حين يتجاهل المسؤولون الأميركيون على أرض فلسطين، الشرعية الدولية، وحقوق الشعب الفلسطيني، المحروم من أساسيات العيش منذ 8 عقود.

تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي. لكن الرياض، أعربت أكثر من مرة، إن أي تطبيع مع تل أبيب يعتمد على إقامة دولة فلسطينية حرة. وحين أعادت إيران والسعودية العلاقات الدبلوماسية بينهما، شرعت على الفور واشنطن، لتخريب الاتفاق الذي غابت عنه، وتوسطت فيه الصين بشكل أساسي وبدون أي مشاركة من الولايات المتحدة، التي تعودت على تزكية الصراعات في المنطقة، لا اطلاق مبادرات سلمية. 

وتحاول الولايات المتحدة أنّ تلوي ذراع السعودية، كي تتراجع عن التحول بسياستها وكي تقدم على التطبيع مع الاحتلال، لكنها أغلب الظن لن تنجح، بظل القيادة الصارمة في السعودية، والمحاطة بمشاعر الشعب السعودي المتعاطف والمؤيد بقوة للحقوق الفلسطينية المشروعة.

وعلى الرغم من غرق الولايات المتحدة في الديون، فهي مستعدة دائماً لتقديم حوافز مالية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي، دون اكتراث بمواطنيها الذين يعيشون في فقرمعيب على دولة، تزعم أنها الأولى في كل شيء. 

تنشر الولايات المتحدة، نحو 1000 قاعدة عسكرية حول العالم، مهمتها الإطاحة بالحكومات، التي تحاول الخروج من طابور الإذعان لإراداتها. وإن الجنود الأميركيين  بيادق في لعبة الشطرنج التي أنشأتها الولايات المتحدة على مستوى العالم، والأسلحة الوحشية موجودة لإجبار تلك الأمم على الركوع.

ولا يزال الفلسطينيون يعانون، كما عانوا منذ أكثر من 70 عاماً، بسبب العديد من المظالم التي تفرضها الأمم المتحدة، والتي ترتكبها "إسرائيل" وتدعمها الولايات المتحدة بشكل أساسي، ولكن دول أخرى أيضاً. وكلمات بلينكن غير المجدية حول كون المستوطنات حاجزا أمام السلام، لا معنى لها بالنسبة لقادة الفصل العنصري، الصهيوني.

وللأسف، نحن نعيش في عالم تحتل فيه حقوق الإنسان والقانون الدولي المقعد الخلفي لحسابات السلطة والأرباح. هذا ليس جديدا، ولكن اليوم، لا يبدو أن حكومات العالم تحاول إخفاءه.

ومع ذلك، يحظى الفلسطينيون بتأييد معظم شعوب ودول العالم، الذين يعرفون تماماً النفاق الأميركي المعهود.

نقله إلى العربية: حسين قطايا