"معاريف": الإرهاب ينجح في جباية ثمنٍ من "إسرائيل" من دون إطلاق رصاصة واحدة
إعلام إسرائيلي يتحدث عن التوترات التي حدثت بعد اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بسام السعدي. ويعتبر ذلك جائزةً للفلسطينيين، ويؤكد أنّ ما جرى يلحق الضرر بالردع الإسرائيلي.
علّق موقع "معاريف" الإسرائيلي على اعتقال قوات الاحتلال، القيادي في حركة الحهاد الإسىلامي، بسام السعدي، قبل يومين، وما تلاه من توترات، بالقول إنّ هذا الأمر "نجح مرة أخرى في جباية ثمنٍ من إسرائيل، حتى قبل إخراج الهجوم إلى حيز التنفيذ". وذلك في مقال لمراسل ومحلل الشؤون العسكرية للموقع، طال ليف رام، تحت عنوان "تآكل الردع".
وفيما يلي النص منقولاً للعربية:
الاستنفار المرتفع في الجنوب، الذي يشمل اتخاذ إجراءاتٍ احترازية وإغلاق طرقات، يوضح جيداً كم أنّ الهدوء هش في غلاف غزة.
اعتقال بسام السعدي من قبل مستعربي حرس الحدود ودورية الناحال اعتُبر، على الأقل على مستوى تصريحات منظمة الجهاد الإسلامي "الإرهابية" في غزة، بأنّه يبرر عمليات انتقامية ضد "إسرائيل". هذا على الرغم من عدم تصفيته بل الاكتفاء باعتقاله، وعدم إيذائه بشكل كبير، والتحقيق معه لدى الشاباك.
من ناحية الجيش الإسرائيلي، قرار الجهاد الإسلامي في غزة اتّخذ والحديث الآن فقط عن مسألة قدرة وليس عن حافزية وإرادة قائمتين.
من هنا أيضاً تظهر المسلكية العملانية في هذه المرحلة في فرقة غزة، التي تهدف إلى تقليص هوامش الأخطاء قدر الإمكان وعدم توفير أهداف سهلة للطرف الثاني.
ومن المناسب أن يتغلب اعتبارٌ واحدٌ فقط، عند الرغبة في الحفاظ على نسيج الحياة والروتين المدني في غلاف غزة، وهو التهديد المنعكس على أرواح المدنيين والجنود. وهو تهديدٌ يمكن منعه باعتماد إجراءات تُلحق الضرر بالروتين المدني المهم.
إنها منظومة اعتبارات قائمة طوال الوقت في الجنوب وعلى الحدود الشمالية على حدٍ سواء. لكن أيضاً القرارات التكتيكية الصحيحة لها ثمن. نفس حقيقة أن اعتقالاً، سبق أن نُفّذ مثله في الماضي، يؤدي إلى إلحاق ضرر بنسيج الحياة المدنية في الجنوب هو بمثابة نوع من إرهاب، حتى قبل أن تُطلق القذيفة الصاروخية الأولى.
ويُثبت هذا أكثر إغلاق خط القطارات من عسقلان إلى نتيفوت. إذ يجري الحديث عن إغلاق خط قطار مهم في وسط البلاد بسبب تهديدات إرهابية. من هنا أيضاً تجب العودة إلى تناول قصة الغباء في بناء سكة القطار قبل حوالى عقد. وهذا على الرغم من تحليل التهديدات وعمل مشترك مع الجيش. في نهاية المطاف، عدة مقاطع بُنيت وهي مكشوفة لنيرانٍ مباشرة من سلاحٍ ضد الدروع أو قنص من القطاع.
برغم مرور السنين، لم يتم إيجاد حل، ولم تُبنَ مقاطع التفافية، ولم يتقرر من يموّل الحل. في المقابل، كم يكلّف الدولة يوم تعطيل لسكة الحديد، وإلحاق الضرر بروتين حياة سكان الجنوب، والجائزة التي تُمنح في كل مرة لمنظمات الإرهاب، من دون أن تطلق حتى رصاصة واحدة.
يبدو أن أحداً لم يُجرِ هذا الحساب في كل الحكومات الأخيرة. وهكذا، الإرهاب ينجح مرة تلو أخرى في جباية ثمنٍ من إسرائيل، حتى قبل إخراج هجوم إلى حيز التنفيذ، وبذلك يُلحق الضرر بالردع أيضاً.