"نيزافيسيمايا غازيتا": اختبار الأسلحة الجديدة على أرض المعركة
على الرغم من عمل صناعة الدفاع الروسية في ظروف قاسية إلى حد ما، إلا أنها لم توقف مهمة إدخال تقنيات مبتكرة في منتجات صناعة الدفاع المحلية مشركة فيها الصناعيين الروس.
-
"نيزافيسيمايا غازيتا": اختبار الأسلحة الجديدة على أرض المعركة
يكتب فاسيلي إيفانوف، المحقق في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" المسكوفية، عن كيفية تأثير القتال في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة الروسية، حيث تشكل أرض المعركة ميدان الاختبار الأول لمدى فعالية الأسلحة الجديدة.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
كلفت القيادة الروسية المجمع الصناعي العسكري الروسي بزيادة إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية والخاصة في سياق استمرار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وتزامن ظهور عدد غير مسبوق من الأسلحة مع العقوبات الغربية ضد روسيا. وفقًا للخطط، يستمر عمل البحث والتطوير في تحديث المعدات العسكرية القديمة وإنتاج معدات عسكرية جديدة. على الرغم من عمل صناعة الدفاع الروسية في ظروف قاسية إلى حد ما، إلا أنها لم توقف مهمة إدخال تقنيات مبتكرة في منتجات صناعة الدفاع المحلية مشركة فيها الصناعيين الروس. لذلك، فإن شركات صناعة الدفاع الروسية، مع مراعاة الدروس المستفادة من العملية الخاصة، تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير الأسلحة وإنتاج عينات جديدة في مجال التقنيات العسكرية المتخصصة.
الهاون الذكي
في شباط/ فبراير 2023، اختبر الجنود قذائف الهاون (مورتر) المزودة بمناظير آلية ذكية أثناء القتال في منطقة العمليات العسكرية الخاصة. وكان ذلك بعدما، تم اختبار قذائف الهاون الذكية من عيار 120 ملم، في منطقة العمليات القتالية، ثم خضعت للتطوير وإضافة تقنيات دقيقة، فباتت بإمكان منصات مدافع الهاون الأوتوماتيكية الذكية اليوم فتح النار بسرعة على العدو وبشكل آلي. تستخدم قذائف الهاون من عيار 120 ملم على نطاق واسع في الجيش الروسي، فإذا ما ضُمنت هزيمة سريعة للعدو عبر إصابات دقيقة نتيجة للتحديث الأخير، ستعتمد هذه القذائف على نطاق واسع في المستقبل القريب.
رشاش "أك-12" الأوتوماتيكي
بناء على سير المعارك في العملية العسكرية الخاصة، طوّر المجمع الصناعي العسكري البندقية الهجومية "رشاش كلاشينكوف – 12" بشكل كبير، وسيبدأ الإنتاج الضخم لنسخته المحدثة في عام 2023. من المهم أن يعمل ممثلو مجمع الدفاع الروسي بالتعاون مع الجيش، وأن يتبادلوا الملاحظات حول أداء هذا الرشاش، بم يضمن الاستجابة السريعة للاحتياجات المتغيرة، وإجراء تحديثات في التصميم وتحسين المنتج. على سبيل المثال، باتت البندقية الهجومية "أك-12" اليوم، أكثر ملاءمة وراحة نتيجة للتطوير. وستدخل في العام الحالي، النسخة المحدثة من هذا الرشاش ضمن لائحة الأسلحة الميدانية. وقد طوّرت هذه البندقية شركة "كلاشينكوف"، وهي جزء من شركة "روستيخ" الحكومية. وتستخدم النسخة المحدثة من الرشاش طلقات حيث من عيار 5.45 ملم، ما يزيد من ثبات الرشاش أثناء الإطلاق ومستوى الدقة في إصابة الهدف. وهو مزود بأكثر من وحدة سكة تصويب (فوق غطاء علبة المغلاق)، تسمح بتركيب معدات إضافية: منظار، مقبض أمامي، مصباح، محدد أهداف باليزر.
من "إسكندر" إلى بنادق القنص
عند الحديث عن المعدات العسكرية التي تنتجها الشركات التابعة لشركة "روستيخ" الحكومية، نلاحظ زياد في إنتاج دبابات "ت- 90 – بروريف" على سبيل المثال، وأنظمة الصواريخ التكتيكية "إسكندر"، وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، وطائرات الهليكوبتر "كا-52" و"مي -28"، والطائات المقاتلة من نوع "سو-35س" و"سو-57"، والطائرات المسيّرة من نوع "كوب" و"لانتسيت". كما نلاحظ أيضًا زيادة في إنتاج بنادق القنص عالية الدقة. على سبيل المثال، ضاعفت شركة "أسلحة لوبايف" إنتاجها في شباط/ فبراير 2023، واعتبارًا من نيسان/ أبريل سيتضاعف حجم الإنتاج مرة أخرى. حتى الآن، لا توجد معلومات عمّا إذا كان قد تم إجراء تغييرات كبيرة على تصميم المنتجات، ولكن يمكن الاستنتاج مبدئيًا أنها اجتازت الاختبار على أرض المعركة في العملية العسكرية الخاصة.
تطبيقات الروبوت
ضمن العملية العسكرية الروسية الخاصة، سيتم اختبار نوعين من الروبوت المقاتل الواعد "ماركير" المستطلع و"ماركير" المقاتل. الأول عبارة عن آلية استطلاعية تعمل بالتوازي مع مسيّرة ثابتة في الجوّ. أما الثاني فعبارة عن نسخة قتالية من الأولى. يمكن تجهيز "ماركير" المقاتل بأنظمة صواريخ مضادة للدبابات ومدفع رشاش ثقيل وأسلحة أخرى. تزوّد الطائرة المسيّرة الروبوت بالطاقة، ويمكن أن يصل ارتفاعها إلى 150 مترًا، وتوفر رؤية تصل إلى 20 كيلومترا، ويمكنها أن تستخدم أجهزة التصوير الحراري. توصل هذه المسيرة بغرفة العمليات على الأرض بواسطة سلك، وهي ليست بحاجة إلى بطارية، ويصعب التأثير على نظام التحكم الخاص بها عن طريق الحرب الإلكترونية أو اختراق برنامجها. يمكن للمسيّرة أن تعمل وحدها، كاختراق الجبهة والتخفي، وأن تبقى معلقة في الجو لساعات، تمسح المنطقة بهدف الاستطلاع.
يضع التصنيع العسكري الروسي في اعتباره اليوم أن ساحة المعركة تحتاج إلى طائرة مسيّرة معلقة تزوّد "ماركير" المقاتل برؤية تقنية، ولديه القدرة على التنقل بين التضاريس، والانتقال إلى نقطة يشير إليها المشغل ببساطة، فيما يختار الروبوت طريقه بمفرده. ومن المفترض أن العمل جار على تدريب مجموعة من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، سيصبحون مشغلين لنظام "ماركير". وبعد دورة التدريب، ستتجه الروبوتات مباشرة إلى خط الجبهة. من الضروري فهم كيفية عمل "ماركير" وتطوير أدائه، حين يقوم العدو ببث معلومات مضللة عبر أنظمة الحرب الإلكترونية القوية.
في وقت سابق، في قاعدة "فوستوتشني" الفضائية، تم اختبار روبوت "ماركر". ويمكن استخدامه كجزء من وحدات الأمن لضمان سلامة مرافق البنية التحتية الحيوية. يحتوي تطوير هذا النوع من الأسلحة على أكثر المهارات العسكرية تقدمًا في روسيا، مع إمكانية التعرف الذانتية على الأشياء التي تعترض طريقه، استنادًا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
النحلة المسيّرة
طوّر مهندسو مركز زيادة كفاءة المسيّرات في نوفوسيبيرسك الطائرة الصغيرة المسيّرة "شميل" (النحلة الطنانة)، ومن المرجح أن تكون مخصصة لاستخدام وحدات الخدمات الخاصة الروسية ووزارة الدفاع في الاتحاد الروسي. أنشأ المركز هذه المسيرة في العام الحالي بناء على بحوث جامعة نوفوسيبيرسك التقنية الحكومية، وسيشارك في تطوير نماذج محلية جديدة أخرى للمسيرات. في المستقبل، يخطط مهندسو المركز لجعل جميع مكونات تصميم هذه المسيّرة محلية، أي تصنيع هذه المكونات بنسبة مئة في المئة، لكن تعترضهم مشكلة تتمثل في قاعدة العناصر الإلكترونية الدقيقة.
هذه المسيرة اليوم، لا تزال على مستوى النموذج الأولي. وهي طائرة مسيّرة متناهية الصغر، تعتبر تطويرًا لنموذج مسيّرة "بلاك هوك" التي تنتمي إلى نوع الطائرات بدون طيار الصغيرة والمخصصة لقوات العمليات الخاصة. يعمل المطورون الروس حاليًا على في هذا الخصائص والأبعاد التقنية للنحلة الطنانة، ويبلغ وزن هذه المسيّرة 85 غرامًا، وتصل سرعة طيرانها إلى 25 كيلومترا في الساعة، ويمكن التحكم بها على مدى يصل إلى كيلومترين. ضمن هذا النطاق الذي يمكن للمسيرة نقل المعلومات من كاميرا فيديو متصلة بها. وتستمر مدة الرحلة على بطارية واحدة نحو 20 دقيقة.
وتشتمل مجموعة المسيرات الصغيرة على ثلاث بطاريات قابلة للاستبدال وقابلة لإعادة الشحن في الوقت نفسه. وفقًا للخطط، سيبدأ عرض النموذج الأولي في حزيران/ يونيو 2023. وميزة المسيّرة الرئيسة هي أبعادها المصغرة، وكاميرا الفيديو المتصلة بجسمها. والهدف من استخدامها في ساحة المعركة تنفيذ استطلاع حيث يصعب على الجنود فعل ذلك جسديًا. ومن المحتمل أن يكون مجال استخدام هذه المسيرة ضمن الخدمات الخاصة والوحدات الخاصة في أشد الظروف خطورة. قالت نائبة مدير الجامعة لشؤون الابتكار والتطوير مارينا خيرولينا: إن المفاوضات جارية بالفعل مع عدد من الشركاء الذين يبدون اهتمامًا كبيرًا بهذا التطوير. بحلول صيف العام الحالي، يمكن التوصل إلى اتفاقيات محددة.
التمويه والتخفي
في روسيا، يتم إنشاء مجموعة تمويه تجعل المقاتل غير مرئي لأجهزة التصوير الحرارية، قائمة على تقنية تغيّر اللون، ما يسمح له بالاندماج مع التضاريس مثل الحرباء. وتنفذ هذا المشروع المؤسسة المساهمة المحدودة "كاريسا". يضع التصميم نصب عينيه مهمة إخفاء الأفراد العسكريين في نطاقات الطول الموجي المختلفة، بما في ذلك التصوير الحراري، وقد تحقق هذا الهدف بفضل ظهور مواد خاصة جديدة أدخلت في التصميم. نحن لا نتحدث عن التشويش أو مجمعات الحرب الإلكترونية المرتبطة بالجندي، يتحقق التمويه بفضل تصنيع أقمشة خاصة ذات صبغات خاصة. يمكن تقديم هذا التطوير من قبل المؤسسة كجزء من العمل البحثي لتجهيز جندي المستقبل "ليغيونير". والمؤسسة أحد المطورين المحليين الرائدين في مجالالحماية الشخصية، وهي تصنّع الدروع ومعدات القتال الشخصية لصالح وزارة الدفاع ووزارة الأمن الفيدرالي ووكالات إنفاذ القانون الأخرى في روسيا.
ويتضمن المشروع تطوير الخوذ، والنظارات الواقية، والدروع الواقية للبدن، ومجموعات الحماية القتالية، التي شكلت أساس معدات جندي المستقبل "ليغيونير"، بالإضافة إلى مجموعة التمويه الشتوية. قد يظهر نموذج أولي لمعدات جندي المستقبل "ليغيونير" الواعدة، التي ستحل محل مجموعة "راتنيك" الحالية، في عام 2025. وقد تبدأ عمليات التسليم التسلسلي للمعدات إلى القوات المسلحة في عام 2035.
بالنسبة إلى "ليغيونير" يطور متخصصو المؤسسة العناصر نفسها المستخدمة في نظام "راتنيك" الحالي، وهي عبارة عن مجموعة الحماية القتالية، والتمويه الشتوي، والنظارات الواقية. تعمل المؤسسة اليوم بالفعل على تطوير نظام التحكم الحراري بزي الميدان، وتهوئة مساحة الملابس الداخلية، بحيث يكون المقاتل أكثر راحة أثناء القتال. تتمثل الاختلافات الرئيسة بين "ليغيونير" و"راتنيك" في تقليل الوزن وزيادة الخصائص الباليستية للمعدات، فضلاً عن إمكانية تكاملها مع أنظمة القتال المختلفة. في الوقت نفسه، وفي إطار العمل البحثي الميداني، ظهر "نظام الدعم الآلي" الجديد، وهو عبارة عن خوذة مصفحة ومزودة بنظام الواقع المعزز، القادر على تلقي البيانات من الطائرات المسيّرة، إلى جانب أمور أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يدرس المجمع الصناعي العسكري الروسي إمكانية صنع بدلة "الرجل الحديدي" للمقاتلين، وهي مصنّعة من دروع مركّبة يمكنها تغطية جسم المقاتل بالكامل.
الاستنتاجات
وهكذا، في المرحلة الحالية من التطوير، يواصل المجمع الصناعي العسكري الروسي تقديم التطويرات الأكثر تقدمًا لصالح القوات المسلحة الروسية. تتوفر هذه التطويرات من الأسلحة والمعدات في كل منطقة روسية تقريبًا. والكثير منها متفوق بشكل كبير على مستوى الخصائص على ما لدى الأجانب من تطويرات. المهمة الآن هي نشر الإنتاج الضخم للتطويرات. والعمل جار على قدم وساق، وتتزايد وتيرته باستمرار سواء على المستوى العلمي أو الصناعي المحلي، بسبب المشاركة النشطة لشركات التكنولوجيا الصغيرة والمتوسطة، في تنفيذ أوامر الدفاع الوطني.
نقلها إلى العربية: عماد الدين رائف