"هآرتس": مؤتمر وزارة الأمن الصحفي يفتقد للثقة ومثير للشفقة
وسائل إعلام إسرائيلية تعلق على المؤتمر الصحفي الذي عقد في وزارة الأمن الإسرائيلية يوم أمس، والذي ظهر فيه مسؤولون إسرائيلون يرتدون قمصاناً سوداء.
-
نتنياهو وغانتس وغالانت في مؤتمر صحفي عقد يوم أمس في وزارة الأمن الإسرائيلية
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، مقالاً للكاتب آنشيل بفيفير، تحدث فيه عن ظهور مسؤولين إسرائيليين في مؤتمر صحفي في وزارة الأمن الإسرائيلية، وقال إن كان هناك من تشرشل يستطيع إنقاذ "إسرائيل"، فهو لم يظهر، أمس، حيث تبين أن كابينت الحرب المقلص كان ثلاثة رجال متعبين يرتدون قمصاناً سوداء يلقون خطباً جوفاء.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
تبين أن كابينت الحرب المقلص كان ثلاثة رجال متعبين يرتدون قمصاناً سوداء يلقون خطباً جوفاء. أولئك الذين توقعوا تحمّل المسؤولية من رئيس الحكومة لم يحصلوا على مبتغاهم، ولن يحصلوا عليه.
من الصعب التفكير في مشهد يفتقد الثقة بقيادة الحكومة من الاطلالة المثيرة للشفقة لثلاثي قصاصي الأثر الشاحب الذي عرضه أعضاء الكابينت المقلص في ليلة السبت الرابعة من الحرب عديمة الإسم. ثلاثة رجال متعبين يرتدون قمصاناً سوداء، بشعر رمادي ووجوه رمادية متطابقة.
لم يكن هناك كليشيه واحد محطم من كشكول أكاذيب حروب "إسرائيل" فاتهم في مستهل كلماتهم الجوفاء، التي تكرر أصداؤها واحدة تلو الأخرى. حتى أن البنياميين الإثنين (بنيامين نتنياهو وبيني غانتس) نجحا في الاقتباس الدقيق لنفس السطر البالي من خطب ونستون تشرشل. فشل الثلاثة في تجربة الأداء. إن كان هناك تشرشل في "إسرائيل" سيقود الناس من الأعماق إلى القمم المضيئة، فهو لم يظهر على المسرح في وزارة الأمن.
كتّاب خطابات الثلاثة، بتمويل من دافعي الضرائب، أخطأوا في سرقة أدبية صارخة. كان من الممكن استبدالها ببرنامج إنشاء نص مجاني، والذي كان سينتج بلا شك شيئاً أكثر رؤية. لم يكلف نتنياهو نفسه عناء تنقيط الاقتباس للخطيب ضمن الصلاة من أجل سلامة جنود "الجيش" الإسرائيلي، والذي لا يستطيع رئيس حكومة "إسرائيل" نطقه بشكل صحيح حتى عندما يقرأ من الملقّن عن بُعد.
تمكن وزير الأمن يوآف غالانت، الذي كتب على ما يبدو كلمته بنفسه، من استخراج جوهر عبثية الكارثة التي تجري علينا عندما أعلن حرباً "سيتجسد فيها مرة أخرى الأمر - لن يتكرر ذلك أبداً". حتى أكثر سخافة من خزينة نتنياهو، "لن يحدث ذلك مرة أخرى الآن".
لمدة 22 يوماً، انتظر الإسرائيليون أولئك الذين يعرّفون حمايتهم على أنها "مهمة حياتي" للوقوف في وجههم والإجابة على الأسئلة. ومرة أخرى وعد بالإجابة على الأسئلة، حتى الأسئلة الصعبة، ولكن ليس الآن. لقد كسر نتنياهو بالفعل كل مبدأ وضعه لنفسه - وخاصة للآخرين - لكنه لن يعطي أبداً مقطع صوتي "أنا أتحمل مسؤولية الإخفاق". لن يعطيه أبداً. إنه يعلم أنه يمشي على حافة الهاوية، وأن أي اعتراف بالذنب لن يؤدي إلا إلى تقريبه من حافة الهاوية.
وبدلاً من ذلك، كان يتلوى، ويناقض نفسه ("أنا أؤيد خفض إنفاق الوزارات - أنا أؤيد توسيع نفقات الحكومة")؛ خلط بين الدرجات والنسب المئوية، تورط في كذبة عندما قال "نرا هذا الآن في مستوطنات الغلاف، في عمليات إعادة الإعمار التي نقوم بها" - وهي أخبار مفاجئة حقاً للسكان الذين تم إجلاؤهم من الغلاف. وأشاد بالعمل غير الموجود للمدير العام لمكتبه الفاسد والسخيف، يوسي شاليف الفاشل.
سبعة أسئلة سئل نتنياهو، الذي كاد يفقد صبره عندما حاول الصحفيون مراراً وتكراراً الحصول على إجابة واحدة غير مراوغة منه. "أعداؤنا يريدون قتلنا جميعاً"، ارتفع بحدة على سلم الأوكتاف عندما كاد يلهث – ولجأ على الفور كالمعتاد إلى التحريض ضد المدافعين عن الديمقراطية، مكرراً أن "رفض الخدمة ليس خياراً". وعندما رأى أن أسلوب الأسئلة لم يتغير، بحث عبثاً عن بوقٍ واحد ودود، وعندما لم يجد أي شخص يُحسن إليه، قرر النهوض وقطع المؤتمر الصحفي لأننا "بحاجة إلى مواصلة العمل". لكن عندها أراد أحد المراسلين أن يسأل وزير الأمن. عاد نتنياهو وجلس. عندما يتصدر الواجهة أحد شركائه في الكابينت، فجأة يكون لديه الوقت.
غالانت أعرب عن أسفه على الفور عندما سئل عن سبب إعرابه عن ثقته في رئيس الأركان ورئيسي الشاباك والموساد، ولكن ليس رئيس الحكومة. لكن هو أيضاً يعرف كيف يتملص. "لقد تحدثت عما أنا مسؤول عنه، عن المؤسسة الأمنية"، أجاب، واختار مرة أخرى عدم التعبير عن ثقته بنتنياهو المترهل الوجه الذي يجلس بجانبه.
ليس من الواضح بالضبط ما الذي سعى إلى إثباته الرجال الثلاثة الفارغين الذين لا يحاولون إخفاء شكوكهم المتبادلة بكلماتهم الجوفاء. ما هو واضح هو أنهم نجحوا في أن يُظهروا للإسرائيليين الذين شاهدوهم أن الحكومة ليس لها قيادة اليوم، وأن أولئك الذين يدّعون أنهم يقودونهم لا يمكن أن يكونوا أكثر اختلافاً عن المجتمع المصمم والمبدع ومحب الحياة الذي كان يتكشف أمام أعيننا في الأسابيع الأخيرة.