"وول ستريت جورنال": الضربة اليمنية لأبو ظبي بسبب دعمها الهجوم على شبوة

قال المسؤولون الإقليميون المطلعون على التحقيق إنه ليس لديهم سبب للشك في إعلان "أنصار الله" مسؤوليتهم عن الهجمات، لكنهم لا يعرفون بالضبط مصدر الهجوم.

  • منطقة المصفح في أبو ظبي التي استهدفتها الصواريخ والمسيّرات اليمينة.
    منطقة المصفح في أبو ظبي التي استهدفتها الصواريخ والمسيّرات اليمينة.

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها كتبه سون إنجل راسموسن وديون نيسنباوم إن  "أنصار الله" "الحوثيين في اليمن يقفون وراء هجمات جوية في الإمارات العربية المتحدة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص يوم الاثنين، مع تصاعد القتال في الحرب الأهلية المستمرة منذ 7 سنوات".

وأضاف التقرير: "إنهم استهدفوا أبوظبي بصواريخ باليستية وصواريخ كروز وعدد كبير من الطائرات بدون طيار رداً على التصعيد الأخير من قبل الإمارات في اليمن، حيث هزم متشددون مدعومون من الإمارات الأسبوع الماضي الحوثيين هزيمة غير متوقعة في محافظة شبوة الغنية بالنفط. وقد كثف الإماراتيون جهودهم أخيرًا لدعم المسلحين المحليين (اليمنيين) في تحالف تقوده السعودية عانى من الهزائم".

قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة في هجمات أمس الاثنين التي "أظهرت استعداد الحوثيين لضرب قلب بلد يُنظر إليه على أنه المركز الرئيسي للأعمال الدولية في المنطقة. وردًا على ذلك، قالت وسائل إعلام سعودية إن التحالف بقيادة السعودية شن غارات جوية على صنعاء".

وقال مسؤولون في دول الخليج العربية إنهم يحققون في إمكانية استخدام "أنصار الله" كلاً من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز لاستهداف العاصمة الإماراتية. وقال المسؤولون الإقليميون المطلعون على التحقيق إنه ليس لديهم سبب للشك في إعلان "أنصار الله" مسؤوليتهم عن الهجمات، لكنهم لا يعرفون بالضبط مصدر الهجوم.

وتابعت الصحيفة: يبحث المسؤولون الخليجيون أيضًا في الدور الذي قد تكون إيران قد لعبته، إن وجد، سواء في إعطاء أمر الهجوم على أبو ظبي أو دعمه أو تشجيعه.

وقال مسؤول أميركي إن إيران لا يشتبه في تورطها المباشر في هجوم يوم الاثنين. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران لم تعلق على الهجوم بعد.

وزعم المسؤول: "الحوثيون لا يشنون أي هجوم على دول أخرى بطائرات بدون طيار أو صواريخ [باليستية] أو صواريخ كروز من دون إذن من إيران أو تعليمات منها".

وندد جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن بالهجوم على أبو ظبي. وقال: "التزامنا بأمن الإمارات العربية المتحدة لا يتزعزع ونحن نقف إلى جانب شركائنا الإماراتيين ضد كل التهديدات لأراضيهم ".

وقالت الصحيفة الأميركية إن "ضربة يوم الاثنين هي الأحدث في سلسلة من الهجمات التي يقول مسؤولو دفاع أميركيون وأوروبيون وإسرائيليون إنها توضح القدرة المتطورة بسرعة لإيران وحلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط على بناء ونشر طائرات بدون طيار، وهو ما يغيّر المعادلة الأمنية في المنطقة. ففي العام الماضي، طور الحوثيون إصدارات متقدمة من طائراتهم المسيّرة القادرة على توجيه ضربات بعيدة المدى وبدقة محسّنة إلى حد كبير"، وفقًا لمسودة تقرير صادر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة اطلعت عليه "وول ستريت جورنال".

وأضافت الصحيفة أنه "بينما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم، هددت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران الأسبوع الماضي بمهاجمة الإمارات بطائرات بدون طيار وصواريخ بدعوى توحيد السياسيين السنّة ضدهم والتلاعب بالانتخابات العراقية".

وتابعت: تسببت الضربات في انفجار أصاب ثلاث شاحنات وقود في منطقة المصفح الصناعية غربي أبوظبي، ونشوب حريق في موقع بناء في مطار أبوظبي، بحسب وسائل اعلام حكومية إماراتية ذكرت أيضاً أن القتلى هم مواطنان هنديان ومواطن باكستاني.

وقال نصر الدين أمير وكيل وزارة الإعلام اليمنية إنه تم التخطيط لمزيد من الهجمات. وأوضح: "الهدف من هذه العملية هو الرد على تصعيدهم وردعهم، وإذا واصلت الإمارات تصعيدها، فسنواصل الرد بعملياتنا العسكرية ضد الإمارات".

ورأت الصحيفة أن الضربة في أبو ظبي يوم الاثنين هي "أحدث علامة على اشتعال حرب اليمن المستمرة منذ سبع سنوات، حيث تقوم الأطراف المتصارعة بتسريع العمليات العسكرية، مما يهدد بدوامة جديدة وخطيرة من العنف. فقد وقعت الهجمات في يوم اجتمع فيه مسؤولون تنفيذيون في صناعة الطاقة من جميع أنحاء العالم في أبو ظبي لحضور مؤتمر سنوي، وخلال زيارة مقررة إلى الإمارات لرئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن".

وقال التقرير إنه بينما استهدف "أنصار الله" السعودية مرارًا بالصواريخ والطائرات المسيرة، "وادعوا أنهم ضربوا الإمارات في عام 2018، عادة لا تتسبب هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ طويلة المدى التي يشنونها في سقوط قتلى. وعلى الرغم من كونها جزءًا من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، إلا أن الإمارات كان لها لسنوات عديدة دور أقل بروزاً في صراعات المنطقة. فقبل عامين، أعلنت الإمارات انسحابها من حرب اليمن، ولم يتبقَ سوى فرقة صغيرة من قواتها هناك".

ونقلت الصحيفة عن مقاتلين (في ميليشيات يمنية) ومسؤولين أميركيين قولهم إن الإماراتيين عززوا في الأيام الأخيرة دعمهم لميليشيات محلية يمنية. وقال كل من أعضاء الميليشيات المحلية المدعومة من الإمارات و"أنصار الله" إن تحركات الإمارات تشمل غارات جوية ونقلها مقاتلي الميليشيات من الساحل لدعم صفوف قواتهم في شبوة.. وقد ساعدت تلك الجهود الإماراتية الأسبوع الماضي الميليشيات المحلية على إخراج الحوثيين من شبوة، مما تسبب لهم في أكبر خسارة في ساحة المعركة منذ سنوات. ويشكل الاستيلاء على شبوة تحدياً لسعي الحوثيين للسيطرة على مركز النفط في مأرب، آخر مدينة في شمال اليمن لا تزال تحت سيطرة حكومة" الرئيس عبدربه منصور هادي.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي قزله إن الإمارات "عملت مع السعوديين لتوحيد القوات اليمنية (قوات هادي) الممزقة حيث يقومون بهجوم منسق لعكس مكاسب الحوثيين". وقال المسؤول "كانت هناك زيادة في التنسيق والإماراتيون يقدمون المزيد من القوة كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية."

وقدرت الأمم المتحدة في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي أن عدد القتلى في حرب اليمن سيصل إلى 377 ألفًا بحلول نهاية عام 2021، حيث تسببت الحرب في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وقالت الصحيفة إن "الحوثيين (أنصار الله) قد صعدوا من عملياتهم داخل وخارج ساحات القتال اليمنية. واحتجزوا في الأسابيع الأخيرة سفينة ترفع العلم الإماراتي قبالة سواحل اليمن، واحتجزوا عمالاً يمنيين في السفارة الأميركية المغلقة في صنعاء، واعتقلوا اثنين من موظفي الأمم المتحدة". 

وزعمت الصحيفة أن تقريرًا سريًا للأمم المتحدة قال إنه تم ضبط آلاف الأسلحة على طول طرق التهريب من إيران إلى اليمن.

ونفى متحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة مزاعم تهريب الأسلحة، قائلاً: "إيران لم تبِع أو تصدّر أو تنقل أي أسلحة أو ذخيرة أو معدات ذات صلة إلى اليمن بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن".

وقالت الصحيفة إن التحالف الذي تقوده السعودية استأنف أخيرًا عملياته الهجومية ضد القوات اليمنية. ويعتبر الاستيلاء على شبوة، الذي أدى إلى الرد بهجوم الاثنين على أبو ظبي، أمرًا مهمًا من الناحية الاستراتيجية. فمن خلال الاستيلاء على المحافظة، قطعت القوات المدعومة إماراتياً والمعروفة باسم "كتائب العمالقة" خطوط الإمداد عن "الحوثيين" الذين يحاولون السيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط شرق صنعاء. كما أن السيطرة على شبوة تؤمن الوصول إلى خليج عدن ومنشأة الغاز الطبيعي السائل في بلحاف حيث لا تزال تتمركز فرقة صغيرة من الجنود الإماراتيين.

وأضافت: "من أجل الاستيلاء على شبوة، نقل القادة الإماراتيون العشرات من مقاتلي الميليشيات المحلية من الساحل الغربي إلى المحافظة حيث اشتبكوا مع الحوثيين، بما في ذلك في المناطق المأهولة بالسكان، كما قال مقاتل من "كتائب العمالقة".

وختمت "وول ستريت جورنال" بالقول: تمثل إعادة الانخراط الإماراتي تحولًا في ساحة المعركة بعدما سحبت أبوظبي في عام 2019 جميع قواتها تقريبًا من اليمن، متأثرة بالمعارضة المتزايدة بين المشرعين الأميركيين للحرب، وقلقها من أنها قد تصبح هدفًا للانتقام الإيراني".

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت