"كوميرسانت": واشنطن تعارض تقليص الحوار مع روسيا

ترى "كوميرسانت" أن "الاستعراض المتبادل للعضلات ترافق في وقت لاحق مع رغبة كل من الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس جو بايدن في تقليل عواقب تصريحات الأخير في المقابلة سيئة الصيت".

  •  بايدن: واشنطن تعارض تقليص الحوار مع روسيا

ذكرت صحيفة "كوميرسانت" في مقال تقول إن "الإدارة الأميركية تخطو إلى الوراء لتلافي الفضيحة في العلاقات مع موسكو بعد مقابلة الرئيس بايدن مع قناة ABC"، وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:

دعا جو بايدن بنفسه شركاء الاتحاد الأوروبي إلى "التعاطي مع روسيا ووضعها في حساباتهم"، كما دعا فلاديمير بوتين إلى المشاركة في القمة المناخية في نيسان/أبريل المقبل.

بدوره، قال السفير الأميركي في روسيا جون سوليفان إنه لا ينوي مغادرة موسكو. ولم تمر هذه الإشارات من دون أن يلاحظها أحد في روسيا، حيث أعرب السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف عن ارتياحه لأن في الولايات المتحدة هناك "عدول عن نزعة الروسوفوبيا".

وبالتالي، لا تتخلى موسكو وواشنطن عن الحوار حول قضايا معينة، ولا تزال قنواتهما تعمل.

حرب الكلمات بين الولايات المتحدة وروسيا، التي أثارتها مقابلة جو بايدن مع قناة ABC، أفسحت المجال أمام تظاهرات للإمكانات العسكرية أحدهما للآخر بحلول نهاية أذار/مارس. فقد تحدثت قناة CNN عن إعداد القوات المسلحة الأميركية تمرين سري سيبراني، سينفذ هذا الصيف، وسوف يسمح للعمل على اتخاذ "تدابير انتقامية" من "الأعمال العدوانية والخطوات غير المتوقعة" من طرف كل من روسيا والصين. وستشمل سيناريوهاتها رداً على الهجمات السيبرانية و"التفوق الروسي" في منطقة بحر البلطيق، و"عسكرة القطب الشمالي.

فيما الاستعراض المتبادل للعضلات، ترافقه رغبة كلا الطرفين في تقليل عواقب تصريحات جو بايدن في المقابلة سيئة الصيت.

وتبذل محاولات لتجنب المزيد من الانهيار في العلاقات مع روسيا من قبل جو بايدن نفسه. ووفقاً للخدمة الصحفية للبيت الأبيض، فإن خطاب جو بايدين الموجه للمشاركين في قمة الاتحاد الأوروبي، التي عقدت في نهاية الأسبوع الماضي، تضمن دعوة الرئيس الأميركي إلى الشركاء للتعاون مع روسيا والصين.

وفي الوقت نفسه، أبدى تحفظاً من أنه "يجب أن تحدد قواعد اللعبة من قبل الديمقراطيات، وليس أنظمة الاستبداد"، وفق وصف سيد البيت الأبيض للنظامين في روسيا والصين.

التصريحات التصالحية للرئيس بايدن والانخفاض العام في شدة الخطاب المعادي لروسيا في واشنطن لم تمر دون أن يلاحظها أحد في موسكو. ولفت السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف الانتباه إلى حقيقة أنه في المؤتمر الصحفي الأول لجو بايدن كرئيس للولايات المتحدة الذي عقد الأسبوع الماضي، لم يتم طرح حتى سؤال واحد حول روسيا.

ويعتبر بيسكوف هذا التغيير في لهجة وسائل الإعلام الأميركية مظهراً لاتجاه جديد. ويقول إنه "بشكل عام، يمكننا أن نلاحظ بارتياح أن الصحفيين الأميركيين لم يسألوا أي شيء عن روسيا. لذلك، على الأرجح، هناك عدول عن نزعة "الروسوفوبيا" وهذا أمر جيد".

على هذه الخلفية، يواصل الجانب الروسي تشكيل نهج جديد للعلاقات مع الولايات المتحدة، والذي سيتم تطويره بعد مشاورات السفير أنطونوف في موسكو. فقد قال أنطونوف نفسه في مقابلة مع وكالة "أيتار - تاس" الحكومية إن "القوتين العظميين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن، اللذين يتحملان مسؤولية خاصة عن السلام والأمن الدوليين، ليس لديهما وقت للشجار، ونحن بحاجة إلى القيام بأشياء ملموسة، لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة.