زيارة بيلوسي.. نجاح تكتيكي وفشل استراتيجي
أغلبية القراءات، التي تناولت زيارة نانسي بيلوسي لتايوان، عدّتها انتصاراً للولايات المتحدة على الصين، التي حاولت منعها ولم تستطع ذلك. لكن الزيارة كانت رد فعل أميركياً على تنامي قوة الصين ودورها في المسرح الدولي.
-
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي
توتر شديد يشهده العالم أجمع نتيجة للزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، لجزيرة تايوان؛ تلك الزيارة التي راهن كثيرون من العقلاء ربما على عدم حدوثها، منطلقين من مبدأ الربح والخسارة، والسلوك العقلاني المفترض للاعب السياسي، دولة كان أو فرداً. لكنّ قيام تلك الزيارة كرّس مقولة: "علينا ألّا نتوقع أن يكون سلوك اللاعب السياسي سلوكاً عقلانياً بالضرورة"، فكثيراً ما يقوم بسلوك وأعمال تتنافى مع المنطق الذي يفترض أن الهدف من أي تصرف أو سلوك هو خدمة المصلحة الوطنية لمن يقوم به.
لكن، في الوقت ذاته، كثيراً ما كانت هناك دوافع شخصية، ومصالح ذاتية تزداد وتنقص، بحسب طبيعة النظام السياسي للدولة وشكله، لكنها، بكل تأكيد، موجودة بقوة، حتى لدى النُّظُم التي نعتقد أنها نظمٌ ديمقراطية ومؤسساتية.
أمّا بكين فحاولت منع تلك الزيارة، على ما يبدو، عبر استخدام كلّ الوسائل الممكنة، عدا اللجوء إلى استخدام القوة، وهو ما جعل الطائرة تغيّر مسارها المتوقع، وبالتالي مضاعفة المدة الزمنية للرحلة.
خيار القوة، لا تحبذه بكين بصورة عامة، ولا ترغب في أن تضطر إلى اللجوء إليه في هذه الفترة، لأسباب كثيرة، منها:
- الوقت يمضي لمصلحة بكين. وبالتالي، كلما تم تأجيل تلك المعركة قلّت الخسائر المتوقعة، فالوقت مكسب صلب لا تريد بكين فقدانه لتحقيق مكاسب هشة من وجهة نظرها.
- لا تحبّذ بكين استخدام القوة ضد جزء من الأراضي الصينية، يقطنه شعب هو جزء من الأمة الصينية.
- لا تريد الصين التسبّب بأزمة عالمية تجرّ الويلات على جميع دول العالم، التي ما زالت تعيش تداعيات فيروس كورونا وارتدادات الحرب الأوكرانية وانعكاساتها السلبية على الجميع. فالحرب في تايوان، لو وقعت، ستكون حرب أوكرانيا مجرد مزحة مقارنة بها.
- بكين لديها هدف واضح لا تريد لأي سبب عارض أن يحرفها عن تحقيقه، وهو مشروع الحزام والطريق واستكمال نهضتها الاقتصادية، واستكمال بناء جيشها الوطني، وفقاً لما هو مرسوم.
- ما زالت بكين تتابع الدرس الأوكراني بدقة وحذر شديدين، وتسعى لاستثماره إن أمكن، اقتصادياً وسياسياً.
- تدرك بكين حجم التهديدات والاضطرابات التي تحيط بها، فالصين دولة لها حدود مشتركة مع 14 دولة، ويبلغ طول هذه الحدود نحو 30 ألف كم.
- البيئة الإقليمية لبكين بيئة متوترة ومضطربة، من لاوس إلى كمبوديا وتايوان والكوريتين والهند... إلخ. لذا، يجب إدراك حجم تلك المخاطر من جانب صانع القرار الصيني.
- لا قلق على تايوان، فالعالم كله يعترف بسياسة "الصين الواحدة". وبالتالي، لا مجال للحديث عن استقلال تايوان. وكل حديث عن إمكان استقلالها هو نوع من "اللاممكن الدولي".
زيارة نانسي بيلوسي فعل أم رد فعل؟
لعلّ أغلبية القراءات، التي تناولت زيارة نانسي بيلوسي، عدّتها انتصاراً للولايات المتحدة على الصين، التي حاولت منعها ولم تستطع ذلك. لكن، من وجهة نظري، كانت تلك الزيارة ردَّ فعل أميركياً على تنامي قوة الصين ودورها في المسرح الدولي، إلى حدّ أصبح ربما من الخطأ تجاهله أو السكوت عنه، وهو ما كانت أقرّت به الولايات المتحدة، بصورة قوية، خلال ولايتي ترامب الجمهوري وبايدن الديمقراطي، اللذين عدّا أن الصين هي العدو الأول الذي يجب احتواؤه والتعامل معه بقوة وحزم، وهو ما أدركته بكين، فحاولت تلافيه والابتعاد عن أي مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
ولعلها تنفّست الصعداء مع قيام الحرب الأوكرانية، التي جعلت الغرب في مواجهة مباشرة مع روسيا البوتينية، التي استطاعت حتى الآن المضي في تحقيق أهدافها وزعزعة الأمن والاستقرار لدى عدد من الدول الغربية وفي الولايات المتحدة، التي أصبحت تعيش تحت وطأة أكبر تضخم اقتصادي عرفته البلاد منذ 40 عاماً، وتجاوز 8%، وفقاً للتقديرات الأميركية، وهو ما جعلها تفكّر في ضرورة إلغاء الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في عامَي 2018 و2019 على البضائع الصينية في ظل الحرب التجارية التي قامت بين البلدين. وكان من نتيجة ذلك أن استفاد المنتج الأميركي من ارتفاع الرسوم المفروضة على البضائع الصينية، بينما تضرر المستهلك الذي أصبح يعاني كثيراً.
وتشير الدراسات إلى أن تراجع إدارة بايدن عن تلك الإجراءات سيساهم في تخفيض الأسعار بنسبة 1.7%، وبالتالي توفير نحو 797 دولاراً شهرياً لكل أسرة، وهو ما يشير إلى مدى اعتماد الولايات المتحدة على المنتوجات الصينية، وهو ما رحّبت به بكين.
جاءت زيارة بيلوسي ردَّ فعل على نظام عالمي جديد، تعمل بكين على ترسيخه، عبر:
- السعي لتشكيل وحدة عالمية كبرى، يكون للصين فيها مركز الصدارة، وهو ما سيتحقق عبر أضخم مشروع اقتصادي عرفته البشرية، وهو مشروع الحزام والطريق، الذي يضم نحو 150 دولة حتى الآن. وجميعنا يرى كيف انتقلت مركزية العالم اليوم من أميركا إلى آسيا.
- نتج من مبادرة الحزام والطريق تشكيل أكثر من 180 منظمة دولية، أصبح لبكين الصدارة في قيادتها، وهو ما يشكل منافسة لنظام الأمم المتحدة، الذي أوجدته الولايات المتحدة.
- تشكيل بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية، كبديل عن صندوق النقد الدولي الذي يربط قروضه بشروط سياسية. أمّا بنك الاستثمار الآسيوي فلا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول. واليوم، أعلنت بكين أنها ستقرض باكستان وسيريلانكا 26 مليار دولار، في منافسة وتحدٍّ واضحَين لصندوق النقد الدولي، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأميركية.
- سعي بكين، بصمت وهدوء، لتوسيع التعامل باليوان الصيني، كعملة بديلة عن الدولار الأميركي في عدد من التعاملات التجارية، وهو ما تجسَّد في توقيع شراكة استراتيجية مع طهران لمدة 25 عاماً، والتعاون مع موسكو في هذا الإطار، وزيادة عدد ساعات التداول اليومي لليوان.
- إطلاق اليوان الرقمي، وهو مغاير عن سائر العملات الرقمية، بحيث إنه يصدر عن البنك المركزي الصيني، وله تغطية وأمان، وكانت بكين روّجته بصورة كبيرة في دورة الألعاب الشتوية التي أُقيمت في بكين، وحظي بإعجاب الأجانب الذين أقبلوا على تداوله.
- قدمت بكين نفسها نموذجاً ناجحاً يحظى بإعجاب عدد من دول العالم التي تسعى لتحقيق التقدم والتنمية، بالاستفادة من التجربة الصينية، وهذا ما يعزز، بصورة كبيرة، القوة الناعمة لبكين.
- دور الصين في تأسيس منظمة شنغهاي في مواجهة السبع الكبار (G7) الذي تقوده الولايات المتحدة والدول الغربية، أو "الديمقراطيات"، كما يحلو لهم تسمية أنفسهم.
نظام ديمقراطي... أم تفكك وعدم تنسيق؟
بدا، للوهلة الأولى، أن لنانسي بيلوسي الحق في اتخاذ قرار زيارة أي بلد من دون العودة إلى الرئيس أو الإدارة الأميركية، كونها رئيسة للسلطة التشريعية، وهذا صحيح من الناحية الشكلية. لكن هذا يحتاج، من الناحية القانونية، إلى موافقة سلطات ذلك البلد. وبما أن الولايات المتحدة ما زالت تعترف بسياسة "الصين الواحدة"، فمن الواجب على مسؤوليها أخذ موافقة السلطات الصينية على زيارة تايوان، وهو ما لم تفعله بيلوسي، بل إن حكومة تايوان لم تقم بتوجيه أيّ دعوة إلى بيلوسي لزيارتها، وهو ما جعل الرئيس بايدن يؤكد استمرار الاعتراف بسياسة "الصين الواحدة"، ورفضه هو والجيش هذه الزيارة.
وبالتالي، بدا كأن الإدارة الأميركية مفكَّكة، ولا يوجد تنسيق بين مؤسساتها. فهذه الخلافات كان يجب أن تكون في الغرف المغلَقة، ولا تظهر إلى العلن، ويتم الاتفاق على قرار يتحمل الجميع مسؤولية تبعاته، وهو ما لم يحدث. وهذا ما جعل بكين تعتقد أن لا جدوى عن الاستمرار في التواصل وعقد اللقاءات بين مسؤولي البلدين، وسط عدم التزام الجانب الأميركي نتائجَ تلك اللقاءات.
وعندما عقدت بيلوسي مؤتمراً صحافياً قبيل سفرها، لم تذكر اسم تايوان في جولتها، وهو ما عدّه البعض مؤشراً على إلغاء الزيارة ربما، لكنه كان نوعاً مما يسمونه "الغموض الاستراتيجي" الأميركي في التعاطي مع هذه القضية، فهي لا تعترف بتايوان كدولة، وفي الوقت نفسه لا تقبل الاعتراف بسيادة الصين على هذه الجزيرة، التي يراد لها أن تكون ورقة ضغط يمكن استخدامها ضد بكين.
التعاطي الصيني مع الزيارة
أعلنت بكين أن هذه الزيارة تشكل "استفزازاً سياسياً"، وعادة ما يكون التعامل مع الاستفزاز السياسي بطريقة سياسية. لكن بكين ذهبت إلى أبعد من ذلك كثيراً، وتدرّجت ردود أفعالها مستخدمةً كل الوسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية.
على الصعيد العسكري:
- نفّذت بكين مناورات عسكرية هي الأقوى والأخطر في تاريخ المنطقة، وتمّت إحاطة الجزيرة من 6 جهات، وهي الجهات المقابلة للموانئ التجارية التايوانية الثمانية، وهو ما يعني قدرتها على شلّ حركة تلك الموانئ.
- قامت بإطلاق الصواريخ، لأول مرة، من جنوبيّ الجزيرة إلى شماليّها، ومن شرقيّها إلى غربيّها، وكانت هذه الصواريخ تسقط في المنطقة الاقتصادية التابعة لتايوان (حدود سياسية - مياه إقليمية - منطقة اقتصادية). كما قامت بإطلاق 5 صواريخ على المنطقة الاقتصادية اليابانية.
- أعلنت بكين تمديد مناوراتها العسكرية، ويعني ذلك بالتالي مزيداً من الاستنزاف المادي للأسطول العسكري الأميركي، الذي أصبحت نصف قوته القتالية في منطقة مضيق تايوان، استعداداً لأي حرب محتملة مع الصين.
على الصعيد السياسي:
- قامت بكين باستدعاء السفير الأميركي لديها، وإبلاغه احتجاجاً شديد اللهجة، وقام السفير الصيني في واشنطن بتسليم احتجاج رسمي إلى الولايات المتحدة.
- ردت واشنطن باستدعاء السفير الصيني لديها، وإبلاغه رفض الولايات المتحدة "الإجراءات الصينية المبالَغ فيها"، فكان الرد الصيني صاعقاً، بحيث قامت بكين بعدد من الإجراءات، هي:
- إلغاء الاتصال والتنسيق بين قادة المسارح العسكرية الصينية والأميركية. وبالتالي، لم يعد هناك أي قناة للتواصل بين الجيشين في المنطقة، وهو ما يزيد في احتمال حدوث مواجهة أو تصادم، وخصوصاً أن القوات الصينية تجاوزت خط الوسط في المياه الإقليمية في اتجاه تايوان، الأمر الذي اضطر القوات الأميركية إلى الابتعاد، خشية حدوث صدام مباشر، حتى لو كان عن طريق الخطأ.
- إلغاء اجتماع العمل بين وزارتَي الدفاع الصينية والأميركية، وهو ما تسبب بالقلق بالنسبة إلى الجانب الأميركي، وخصوصاً بعد إعلان بكين تمديد مناوراتها العسكرية، التي كان من المقرر أن تنتهي يوم الأحد الماضي، وعدم معرفة نيّات بكين في ظل غياب هذا التواصل.
- إلغاء اجتماع المشاورات الأمنية العسكرية البحرية بين الصين والولايات المتحدة، والذي كان يساهم في مساعدة الولايات المتحدة على تأمين بعض المعلومات.
- تعليق التعاون الصيني الأميركي في إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوطانهم.
- تعليق التعاون في مجال المساعدة القضائية الجنائية بين الصين والولايات المتحدة.
- تعليق التعاون الصيني الأميركي في مكافحة الجرائم العابرة للحدود، ومكافحة المخدِّرات.
- تعليق المحادثات الصينية الأميركية بشأن تغير المناخ، وهو ما كانت واشنطن تنادي به دوماً، معتبرة أن الصين هي الدولة التي تسبّب أكثر الانبعاثات الحرارية في العالم، كونها مصنع العالم.
- ألغت بكين لقاءً كان مقرَّراً بين وزير الخارجية الياباني ونظيره الصيني.
- هذه الإجراءات الصارمة والحاسمة، من جانب بكين، جعلت زيارة بيلوسي لكوريا الجنوبية لا معنى لها، في ظل رفض الرئيس الكوري الجنوبي استقبالها، مفضلاً الذهاب إلى عرض مسرحي، في رسالة واضحة منه مفادها أنه ليس مشغولاً بشيء مهم، لكنه لا يرغب في التصعيد مع كوريا الشمالية، ولا يريد خسارة الصين أيضاً، فحجم التجارة بين كوريا الجنوبية والصين كبير جداً، كما أن كوريا الجنوبية تريد من الصين أداء دور الوساطة من أجل حل الخلاف بين الكوريتين.
زيارة بيلوسي... مهرب خارجي وإدارة للأزمة
ما لا شك فيه أن نانسي بيلوسي حققت مكاسب حزبية وانتخابية. ومن أهم هذه المكاسب:
- برزت بيلوسي كشخصية قوية وقادرة على تحدي الصين، فحصلت على دعم الجمهوريين والديمقراطيين، كما استطاعت تشتيت الانتباه عن قضايا الفساد والدهس، التي طالت زوجها، وكانت حديث الصحافة في الفترة الماضية.
- تشتيت الأنظار عن سوء إدارة الحرب في أوكرانيا، وفشل سياسة العقوبات المفروضة على موسكو، وبالتالي، العمل على إنقاذ سياسة بايدن المهترئة.
- توجيه رسالة إلى حلفاء الولايات المتحدة، مفادها أن أميركا ما زالت موجودة وقادرة وفاعلة، وأن الجيش الأميركي لا يزال القوة الضاربة الأولى في العالم.
أمّا الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، فهو حديث كثيراً ما تشدَّقت الإدارات الأميركية، والديمقراطية منها على وجه الخصوص، بفكرة دعم الديمقراطية كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وهو ما تحدثت عنه بيلوسي عند زيارتها تايوان.
وهنا، يكفي أن نشير إلى أنه، وفقاً للمراجع الأميركية، فإن هناك 49 دولة ديكتاتورية من وجهة نظر الحكومة الأميركية، لكنها، في الوقت نفسه، تتعاون وتتعامل مع 36 دولة من هذه الدول، وهو ما يكشف زيف تلك الادعاءات وبطلانها. فالذريعة الأخلاقية لم تعد مقنعة لأحد، وما تقوم به الإدارة ليس سوى نمط من أنماط التحايل البراغماتي، وهو ما تجسَّد خلال زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية، بعد أن كان وعد مراراً وتكراراً بمحاسبة ولي العهد السعودي بسبب ضلوعه في مقتل الصحافي جمال خاشقجي، على حدّ زعمه.
ختاماً:
لم تكن زيارة نانسي بيلوسي سوى محاولة لإرسال رسالة إلى العالم، علها تستعيد جزءاً من الهيبة الأميركية المكسورة. فأميركا اليوم ليست أميركا في عام 1991، والصين اليوم ليست الصين في ذلك الوقت، فموازين القوى تغيرت، وبكين استوعبت الدرس السوفياتي جيداً، وأهمية امتلاك القوة الاقتصادية. فالاتحاد السوفياتي انهار على الرغم من امتلاكه قوة عسكرية جبارة؛ انهار لأسباب اقتصادية ترى بكين أنها ستكون السبب في انهيار أوروبا، الذي بدأ مع الحرب الأوكرانية، وهو ما أكده توني بلير بقوله: "لقد انتهت الهيمنة الغربية".
كما تعي بكين أن كلّ الحروب، التي خاضتها الولايات المتحدة، لم تحقق أهدافها، باستثناء حرب الكويت، ربما. لذا، علينا أن ننتظر نتائج تلك الزيارة وارتداداتها، فلربما ستكون بداية النهاية بشأن عودة تايوان إلى البر الصيني الموحَّد، لكن ذلك سيكون بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، الذي سيكرس الرئيس شي جين بينغ إمبراطوراً وزعيماً للصين، بسبب قناعة الصينيين بأن بلدهم لا يمكن أن يصبح إمبراطورية إلّا إذا كان هناك إمبراطور. ولعل الرئيس شي هو الشخص القادر على التوفيق بين التاريخين الإمبراطوري والشيوعي، وستكون استعادة تايوان قراراً وطنياً، على المؤتمر وضع الخطة والبرنامج الزمني لتنفيذه.