"ناسا" تنقل الصاروخ الفضائي الأقوى في العالم إلى منصة الإطلاق
وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بدأت بنقل أقوى صاروخ في العالم "أس أل أس" باتجاه منصة الإطلاق، حيث من المقرر أن تتم تجربته الشهر المقبل، لينطلق في شهر أيار/مايو المقبل إلى القمر كما هو مقرر.
-
سيكلف إطلاق العمليات الـ4 الأولى ضمن برنامج "ارتيميس" للعودة إلى القمر 4,1 مليارات دولار
بدأ الصاروخ الجديد "أس أل أس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، أمس الخميس، أول انتقال له باتجاه منصة الإطلاق، حيث سيخضع لجملة اختبارات قبل إرساله، في حال نجاحها، إلى القمر خلال الصيف المقبل.
ونقل الصاروخ من مبنى التجميع في مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية، قرابة الساعة 17:47 أمس الخميس، في رحلة مدتها 11 ساعة للانضمام إلى منصة الانطلاق "39بي" الواقعة على بعد ستة كيلومترات ونيّف من المركز.
.@NASA_SLS and @NASA_Orion are on the way to Pad 39B! Check out photos as they were rolled out atop the mobile launcher! 📷https://t.co/RgnwqO63ib pic.twitter.com/flKzQ9PHnJ
— NASA HQ PHOTO (@nasahqphoto) March 18, 2022
ويبلغ طول صاروخ "أس أل أس" مع الكبسولة الفضائية أوريون المعلقة على رأسه 98 متراً، لكنه أقل ارتفاعاً بقليل من صاروخ "ساتورن 5" الذي استُخدم في إرسال البشر إلى القمر خلال مهمات "أبولو" والذي بلغ طوله 110 أمتار.
وفور بلوغ الصاروخ منطقة الانطلاق، أمام المهندسين ما يقرب من أسبوعين لإجراء جملة اختبارات قبل القيام بتجربة عامة قبل الإطلاق.
UPDATE: We are eagerly awaiting first motion of the rocket to begin our livestream. Please stand by and thank you for your patience! https://t.co/vnqSatWH3Q
— NASA (@NASA) March 17, 2022
وفي الثالث من نيسان/أبريل المقبل، سيملأ الفريق أكثر من ثلاثة ملايين لتر من الوقود المبرّد في الصاروخ، وسيجري عداً عكسياً تجريبياً لكل مرحلة حتى اللحظات العشر الأخيرة، من دون تشغيل المحركات. بعدها سيُسحب الوقود من الصاروخ لإجراء تجربة على عملية إطلاق غير مكتملة بطريقة آمنة.
وبحسب "ناسا"، فإنّ تكلفة الصاروخ باهظة، إذ سيكلف إطلاق العمليات الأربع الأولى ضمن برنامج "ارتيميس" للعودة إلى القمر 4,1 مليارات دولار، وفق ما كشف المفتش العام في وكالة الفضاء الأميركية بول مارتن، أمام الكونغرس خلال الشهر الجاري.
وحددت "ناسا" شهر أيار/مايو المقبل موعداً تقريبياً أول لإطلاق مهمة "أرتيميس 1" القمرية غير المأهولة التي يجتمع فيها لأول مرة صاروخ "أس أل أس" وكبسولة "أوريون"، حيث سيضع "أس أل أس" في بادئ الأمر "أوريون" في المدار الأرضي المنخفض، قبل إجراء عملية "دخول في مدار انتقالي قمري" بفضل طبقته العليا.
وهذه العملية ضرورية لإرسال "أوريون" على بعد أكثر من 450 ألف كيلومتر من الأرض، وما يقرب من 64 ألف كيلومتر ما بعد القمر، أي إلى ما هو أبعد من أي مسافة تصلها أي مركبة فضائية مأهولة أخرى.
وخلال مهمتها الممتدة على ثلاثة أسابيع، ستنشر "أوريون" عشرة أقمار اصطناعية مسماة "كيوب ساتس" لا يتعدى حجمها علبة أحذية، ستجمع معلومات عن الفضاء السحيق.
وستتنقل الكبسولة نحو الجزء المظلم من القمر بفضل أجهزة دفع مقدمة من وكالة الفضاء الأوروبية قبل أن تعود إلى الأرض. وستهبط على المياه في المحيط الهادئ قبالة سواحل ولاية كاليفورنيا.
كما سيتعين الانتظار حتى تسيير مهمة "أرتيميس 2" المرتقبة في 2024 لتسجيل أول رحلة تجريبية مأهولة.
وستدور الكبسولة عندها حول القمر من دون الهبوط على سطحه، فيما ستحمل مهمة "أرتيميس 3" المرتقبة في 2025 على أقرب تقدير، أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة ستطأ أقدامهما القمر في القطب الجنوبي لهذا الجسم الفضائي.
وتسعى "ناسا" لأن تختبر على القمر بعض التقنيات التي تنوي استخدامها خلال مهماتها الفضائية المستقبلية نحو المريخ في ثلاثينات القرن الحالي.
"أس أل أس" مقابل "ستارشيب"
وضع "أس أل أس" في المدار من شأنه السماح له بالانضمام إلى فئة الصواريخ من الوزن "الثقيل جداً"، والتي تضم حتى الساعة "فالكون هافي" من "سبايس آكس"، وهو صاروخ أصغر من "أس أل أس".
وتطور الشركة المملوكة من آيلون ماسك صاروخاً آخر لاستكشاف أعماق الفضاء هو "ستارشيب" القابل لإعادة الاستخدام بالكامل، والذي قال الملياردير إنّه سيكون جاهزاً لاستعماله في تجربة مدارية هذا العام.
وسيكون "ستارشيب" أكبر وأقوى من "أس أل أس"، إذ سيتمكن الصاروخ البالغ طوله 120 متراً، من إصدار أكثر من 75 "ميغا نيوتن" من الضغط. كما أنّ تكلفته ستكون أدنى من "أس أل أس".
كما وقّعت "ناسا" عقداً مع "سبايس آكس" لصنع نسخة من "ستارشيب" يمكن استخدامها كمركبة هبوط على القمر في مهمات "أرتيميس".