من حلب إلى هامبورغ

وضع الجيش السوري وحلفاؤه حلب على طريق خاتمة الآلام، ولم يتبق أمام المجموعات المسلحة المفككة غير الاستسلام بأكثر من وسيلة.

وضع الجيش السوري وحلفاؤه حلب على طريق خاتمة الآلام
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ذهبت إلى تبنّي عنوان يقول إن الحرب الأهلية في سوريا قد انتهت، وأنّه حان الوقت لوقف القتال، وهي بذلك تعكس أجواء اعتراف واشنطن والغرب عموماً بالتحوّل الاستراتيجي في حلب، وضرورة التعاون الوثيق مع روسيا، بحسب الصحيفة.

وفي هامبورغ بألمانيا، فرضت المعادلات الميدانية الجديدة مقاربة مختلفة للنقاش بين روسيا والولايات المتحدة، وبالتالي فإن البحث عن مشاريع حلّ لا بد أن يأخذ المعطيات الحلبية بعين الاعتبار. 

الاجتماعات بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والأميركي جون كيري ونظراء لهم من أوروبا فشلت في تحقيق ما توّخاه الطرف الغربي من انتزاع آلية هدنة ومستلزمات توصف بالإنسانية بينما تلتقط المجموعات المسلحة أنفاسها.


لسان حال كيري يشدد على الأمل بتحقيق توافق مع لافروف ينجز له ما عجز عن تحقيقه طوال اللقاءات السابقة. 


لافروف الذي يحمل رأس المسلحين بيديه كان قد استبق الأمل الأميركي بالجزم إما بخروجهم من شرق حلب أو مواجهة الموت.


الأوروبيون، وكما يقول سياسي فرنسي معارض لهولاند، هم ضيوف هامشيون على اجتماعات هامبورغ، بعدما تساقطت اقتراحاتهم الإنسانية المفخخة برغبات لوقف هزائم المسلحين في حلب بالتزامن مع فشل العديد من قادتهم، الذين أرادوا إسقاط الدولة السورية، في الاحتفاظ بمناصبهم.

مجمل هذه الأجواء ربما تجمّد العملية السياسية بخصوص سوريا برمّتها، ما يفتح الاحتمالات على آفاق متوترة جداً. 


القصف الإسرائيلي لمواقع في المزة السورية مؤشر مقلق جدياً في هذا السياق. تل أبيب التي تراقب عن كثب تهاوي من راهنت على قدرتهم لتحطيم سوريا ومعها وهزيمة إيران وحزب الله، سيسعدها أن تلجأ واشنطن إليها كعامل توازن في مواجهة الإنجازات الروسية - الإيرانية.