تقييم آداء الأونروا في ظلّ الأزمة السورية 2018 عقبات ... وآمال
يبقي الأمل في مَدَدٍ مالي للأونروا في التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالمُخصّصات المالية، ومع بداية عام2019 عندما يعمّ السلام في سوريا بعد الانسحاب الأميركي منها وإجراء انتخابات وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يخفّف حجم الضغوط على المؤسّسة في الغذاء والسكن والتعليم والصحة.
صدر تقرير تقييم عمل الأونروا عن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في هذا الشهر ختام عام 2018 ، وأوضح التقرير ( الذي كُتِب في72 صفحة ) عن جهود الأونروا في الإغاثة والتعليم والصحة والسكن والاحتياجات الفعلية وحجم العجز في ميزانيتها ، وشمل أيضاً استطلاع رأي الجمهور في الخدمات التي تقدّمها الأونروا في فلسطين( قطاع غزّة – الضفة الغربية ) وسوريا والأردن ولبنان بعد الأزمة السورية .
وأوضح التقرير قصّة تاريخ ( اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ) منذ نكبة فلسطين 1984 باعتبارها ملجأ قريباً ليحلّوا ضيوفاً على السوريين ، وتمّت معاملتهم كالسوريين وفق قانون 260 لعام 1956م .
وأوضح التقرير أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يتعرّضون للقتل والإصابة والتشرّد أكثر من قبل منذ عام 2013م ، وأوضح أن عدد المخيّمات الخاصة بالفلسطينيين في سوريا عشرة مخيّمات .
وأكّد التقرير على التمويل والعجز المالي حيث أوضح أن التمويل للأونروا يعتمد على التبرّعات التطوّعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة 94% تبرّعات و 4% من الميزانية العامة للأمم المتحدة . وأبرز التقرير أن العجز في ميزانيّتها عام 2017 كان حوالى 446 مليون دولار ثم تقلّص إلى 256 مليون دولار ما يُهدّد استمرار عملياتها في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزّة ، وعملية انتظام دفع الرواتب للموظّفين المُقدَّرة بنحو 30 ألف دولار في مناطق عمليات الوكالة في ظلّ شحّ مواد ميزانيّتها وعدم التزام المانحين التزاماتهم المالية .
وأوضح التقرير أن ميزانية الأونروا لا تسمح بدعم جميع اللاجئين بمعونات غذائية ونقدية. وأظهر أن 56600 من اللاجئين محاصرون وعالقون في مواقع يصعب الوصول إليها . وأوضح أن الأونروا تدعم التعليم فقط الإبتدائي والإعدادي في نظام الفترتين ولا تدعم التعليم الثانوي والجامعي .
وأوضح التقرير استجابة الأونروا اللازمة تجاه رعاية اللاجئين الفلسطينيين في خارج سوريا نتيجة الأزمة السورية. فأظهر نزوح 120 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا وصل منهم 32500 إلى لبنان ووصل 17000 إلى الأردن ، وأكّد التقرير شدّة مُعاناتهم من البؤس والتهميش وحياة محفوفة بالمخاطر بسبب عدم رضوخ مكانتهم القانونية ومحدودية آليات الحماية الاجتماعية التي افتقرت إلى الحماية الجسدية والقانونية للاجئين في مناطق عملها .
واختُتم التقرير بنتائج الاستطلاع الإلكتروني الذي قامت به مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا الذي أبرز أن 61.4% من اللاجئين الفلسطينيين السوريين في الأردن يرون أن المساعدات الإغاثية والنقدية المُقدَّمة لهم قليلة جداً، في حين أن 24.3 % قالوا إنها غير كافية، فيما صنّف المساعدات 10% بالقليلة، بينما رأى 4.3% أنها كافية. بالمقابل رأى 64.3 % أن المساعدات العينية قليلة جداً، وقال 15.7% إنها غير كافية، بينما وصف 14.3 % بأنها قليلة، فيما وجد 5.7 % فقط بالمساعدات العينية أنها كافية. وحول شروط الحصول على المساعدات وجد 12.9 % أنها شروط عادية، فيما رأى 25.7% أنها مُشدّدة، بينما قال 61.4% إنها كانت مُشدّدة جداً. وحول شروط استلام المساعدات وصف 15.7 % بأنهم وجدوا صعوبة وخطورة في الوصول لاستلامها، بينما وصفها 34.3 % بأنها صعبة بعض الشيء، بينما وجد 50% بأنها سهلة وآمِنة. يُذكر أن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا قامت بإجراء استطلاع إلكتروني للرأي حول الخدمات المُقدَّمة من قِبَل الأونروا للاجئين الفلسطينيين من سوريا في ثلاث مناطق رئيسة (سوريا – لبنان – الأردن )، حيث تم صوغ مجموعة من الأسئلة ووضعت على صفحة مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا لخمسة أيام فسجّل وصولاً حقيقياً لـ14025 و 554 تفاعلاً وقام بملء الاستطلاع 360 لاجئاً فلسطينياً بمعدّل 119 لاجئاً في سوريا و171 لاجئاً فلسطينياً من سوريا إلى لبنان و70 لاجئاً فلسطينياً من سوريا إلى الأردن .
ما جعل الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية تناشدان العالم لجمع 350 مليون دولار، لتوفير إمدادات الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين العام المقبل، 2019 وأضافتا إنهما بحاجة لمزيدٍ من الأموال، خاصة وأنهما واجهتا تمويلاً "منخفضاً على نحو قياسي".
وحدّدت الأمم المتحدة "خطّة الاستجابة الإنسانية لعام 2019"، حوالى 203 مشاريع ستنفّذها 88 جهة مختلفة منها وكالات الأمم المتحدة والمنظّمات غير الحكومية.
وأوضح منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس الشرقية، جيمي مكجولدريك، أن الخطة تعطي أولوية لما يصل إلى 1.4 مليون فلسطيني، معظمهم في حاجة إلى الطعام والرعاية الصحية والمياه ووسائل الصحة العامة. وقال جيمي مكجولدريك في بيان مشترك قبيل إطلاق المناشدة في رام الله في الضفة الغربية المحتلة: (الأطراف الإنسانية تواجه تحدّيات لم يسبقها مثيل، بما في ذلك تمويل منخفض قياسي وزيادة في الهجمات لنزع الشرعية عن العمل الإنساني).
وكانت الأمم المتحدة قد قلّصت على مدار العام الماضي تمويلها للفلسطينيين، بما في ذلك لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تقدّم الخدمات لخمسة ملايين لاجئ.
يبقي الأمل في مَدَدٍ مالي للأونروا في التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالمُخصّصات المالية ، ومع بداية عام2019 عندما يعمّ السلام في سوريا بعد الانسحاب الأميركي منها وإجراء انتخابات وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يخفّف حجم الضغوط على المؤسّسة في الغذاء والسكن والتعليم والصحة .