تحرير الرمادي.. سحر اللمسة الأميركية
أريد للوصفة الأميركية أن تكون فعّالة وساحرة في الأنبار، لهدفين، قريب عنوانه التجربة الأميركية الجديدة، وبعيد لما يراد له أن يتكرر في نينوى، وعند ذلك إن نجح المشروع الاميركي، ستكون الأمور وصلت لمنحدرات صعبة، لا تملك معها بغداد أن تتحكم باوراقها على أرضها وحدود العراق الواحد، ما لم تسارع لاستعمال ورقة عراقية خالصة تطرحها بقوة وبإصرار.
تحركت الطائرات الأميركية وقصفت سريعاً أهدافاً لداعش في
الرمادي مركز الأنبار، وتحركت معها القوات البرية العراقية بصنوفها من الدفاع والداخلية، هذا غرب العراق، أما في شماله، فلم تكن العين العراقية على بعشيقة التي لم تغادرها القوات التركية،
نـثرت الأوراق الاميركية، فالتقط من أراد أن يلتقط من العراقيين ورقة الرمادي، وضاع الوجود الأميركي البري على الأرض العراقية،
والتحرك التركي، وقصف الجيش العراقي من طائرات التحالف عن طريق الخطأ!، كل ذلك تحت
الطاولة.
أربع فرق عسكرية أو ما يعادلـها، عديد من تـدرّب الولايات
المتحدة الأميركية في قواعد عين الأسد والحبانية في محافظة الأنبار، تسليح هؤلاء؟ تسليح أميركي، ورواتبـهم عراقية، ومهمتـهم قتال داعش كتنظيم دولي، والأكيد أنهم لن يكونوا
متقاعدين بعد انتهاء المهمة، إنه جيش الاقليم المطلوب، هكذا يرى حتى أرفع المفاوضين الأمنيين العراقيين
مع الجانب الأميركي.
لم تكن المهمة الأميركية وخطواتـها الأولى في الاستعداد لطرح أفكار إنشاء الأقاليم، أو إيجاد إدارات محلية تحت عنوان الأمر الواقع، إلا بعد صدمة كبيرة
تـحدث جلبة، ليمرّر عندها أي حل، وتـطرح معها أي فكرة، وأذهب بعيداً بالخيال دونما
حساب، أو تخوف من التأريخ.
كيف فات بغداد أن تـبلغ الأميركيين بوضوح، أنّ دورهم
في الحرب على داعش، ميداني فقط لاعتبارات عراقية، دون شروط أو تشاور أميركي مع اطراف محلية عراقية؟، وكيف تركت مفاتيح
التواصل مع حكومتي نينوى والانبار وغيرهما مفتوحة؟ وكيف يمكن للولايات المتحدة الأميركية
أن تدعم وحدة العراق وارضه وتمازج أطيافه؟ وخطوطـها على مشاركة الحشد الشعبي وفصائله في معارك عراقية لتحرير أرض عراقية، حمراء
وموجودة.
يقول قائل، ثمة ما هو مشترك بين الحشد وفصائله وبين الاميركيين،
اساس ذلك ثقة مفقودة، ومشاريع لا تلتقي، وتأريخ
حافل بالبارود والدم، لكن يبقى الثابت في كل المعادلة، الاميركيون ليسوا اهل الارض،
والعراقيون ذهبوا بعيدا في الاعتماد على دور واشنطن ميدانياً، وكأنّ الملف عراقي خالص
لا يتصل بالاقليم سياسياً ولا بمعادلة الاوزان بين المحاور، ولا جغرافياً بسوريا، انتشر
الجنود الاميركيون بين العراق وسوريا، والبداية من منفذ اليعربية عند اطراف نينوى،
ومعهم نظراؤهم في قاعدة بلد العسكرية وفي عين الاسد والحبانية، مشرفون ومدربون، لم
تتأكد بغداد بعد، ان السي آي أي ليست بينهم.
اعتبرت أطراف تنفيذية عراقية ولو بصوت خفيض، أنّ الوجود الأميركي يمهد
لوجود اكبر، ولسيناريوهات اوسع، لتتراكم المعلومات في أنّ بغداد طلبت هي بنفسها، او
أريد لها أن تطلـب مئة جندي لمهمات امنية خاصة
وتحت الظلال وفي الارض العراقية لاهداف لا يعلمها احد، سوى أنّ المهام ستكون مع بغداد،
بالتنسيق، وما أوسعه من مصطلح.
بين هذا وذاك، تطرق بغداد لتسمع ضجيجا من اقرب حلفاء الائتلاف الحاكم، ضجيج يدفع باتجاه رفض الوجود البري الاميركي وبقية دول التحالف الذي تقوده واشنطن، فابرز القوى المؤلـّفة للتحالف الوطني، او من هي خارجه وقريبة من خطه، وجدت في ذلك احتلالا جديدا، ومأساة ً تنبئ عن ضعف عراقي، وتسليماً لامر وكأنه واقع، وبينما تستمع بغداد لهذا النقد على التطور النافر، يسافر رئيس حكومتها الى اقصى الشرق في الصين، لتبدأ مع زيارته ساعة الصفر لعمليات تحرير الرمادي، يرافقه وزير الدفاع.
تقدمت القوات العراقية سريعا في الرمادي، ولا بأس لاعتبارات أنها ارض عراقية، اهلـها عراقيون حكمهم داعش ويا ويل من يحكمه، حرّرت احياء الضباط والمخابرات والبو ذياب وغيرها، وعبرت القوات ضفاف الفرات صوب مركز المدينة، ودفعت بخطوط الصد ولم يبق سوى ثلاثمئة مسلح من داعش داخل الرمادي، لكنّ التقدم كان سريعا، ولم تندفع الطائرات الاميركية للحسم سابقاً، كما الوضع في الانبار، ولم تكرر بغداد او تعلم الجانب الاميركي بوضوح أنّ دوره الاسناد فقط، وأنّه لا يمكن تمرير اي هوامش وعلى رأس ذلك الهوامش السياسية، ففاتها كثير، وعليها أن تتدارك الموقف، للتاريخ، وللحفاظ على الجغرافيا.
ساعات من الزمن، تتسابق فيها القوات التي دخلت لتحرير الرمادي لإعلان انتهاء المهمّة، وطائرة رئيس الوزراء المقبلة من مسافة تزيد على ستة الاف كيلومتر، وقبل ذلك أو يزامنه أسندت مهمّة إمساك الأرض في مركز الأنبار لأبناء العشائر فيها، وفق خطط المدربين الاميركيين، وحرّرت المنطقة كما أراد الاميركيون بالدرجة الأولى، وهكذا أريد للوصفة الاميركية أن تكون فعّالة وساحرة في الانبار، لهدفين، قريب عنوانـه التجربة الأميركية الجديدة، وبعيد لما يراد له أن يتكرر في نينوى، وعند ذلك إن نجح المشروع الاميركي، ستكون الأمور وصلت لمنحدرات صعبة، لا تملك معها بغداد أن تتحكم باوراقها على أرضها وحدود العراق الواحد، ما لم تسارع لاستعمال ورقة عراقية خالصة تطرحها بقوة وبإصرار، قد تكون نتائجـها، ألماً في المواجهة، ومرارة في قرار يحفظ العراق موحداً، لأنها معركة سياسية كبيرة، مفادها، الخسارة لمن تلين قبضتـه اولاً.
بين هذا وذاك، تطرق بغداد لتسمع ضجيجا من اقرب حلفاء الائتلاف الحاكم، ضجيج يدفع باتجاه رفض الوجود البري الاميركي وبقية دول التحالف الذي تقوده واشنطن، فابرز القوى المؤلـّفة للتحالف الوطني، او من هي خارجه وقريبة من خطه، وجدت في ذلك احتلالا جديدا، ومأساة ً تنبئ عن ضعف عراقي، وتسليماً لامر وكأنه واقع، وبينما تستمع بغداد لهذا النقد على التطور النافر، يسافر رئيس حكومتها الى اقصى الشرق في الصين، لتبدأ مع زيارته ساعة الصفر لعمليات تحرير الرمادي، يرافقه وزير الدفاع.
تقدمت القوات العراقية سريعا في الرمادي، ولا بأس لاعتبارات أنها ارض عراقية، اهلـها عراقيون حكمهم داعش ويا ويل من يحكمه، حرّرت احياء الضباط والمخابرات والبو ذياب وغيرها، وعبرت القوات ضفاف الفرات صوب مركز المدينة، ودفعت بخطوط الصد ولم يبق سوى ثلاثمئة مسلح من داعش داخل الرمادي، لكنّ التقدم كان سريعا، ولم تندفع الطائرات الاميركية للحسم سابقاً، كما الوضع في الانبار، ولم تكرر بغداد او تعلم الجانب الاميركي بوضوح أنّ دوره الاسناد فقط، وأنّه لا يمكن تمرير اي هوامش وعلى رأس ذلك الهوامش السياسية، ففاتها كثير، وعليها أن تتدارك الموقف، للتاريخ، وللحفاظ على الجغرافيا.
ساعات من الزمن، تتسابق فيها القوات التي دخلت لتحرير الرمادي لإعلان انتهاء المهمّة، وطائرة رئيس الوزراء المقبلة من مسافة تزيد على ستة الاف كيلومتر، وقبل ذلك أو يزامنه أسندت مهمّة إمساك الأرض في مركز الأنبار لأبناء العشائر فيها، وفق خطط المدربين الاميركيين، وحرّرت المنطقة كما أراد الاميركيون بالدرجة الأولى، وهكذا أريد للوصفة الاميركية أن تكون فعّالة وساحرة في الانبار، لهدفين، قريب عنوانـه التجربة الأميركية الجديدة، وبعيد لما يراد له أن يتكرر في نينوى، وعند ذلك إن نجح المشروع الاميركي، ستكون الأمور وصلت لمنحدرات صعبة، لا تملك معها بغداد أن تتحكم باوراقها على أرضها وحدود العراق الواحد، ما لم تسارع لاستعمال ورقة عراقية خالصة تطرحها بقوة وبإصرار، قد تكون نتائجـها، ألماً في المواجهة، ومرارة في قرار يحفظ العراق موحداً، لأنها معركة سياسية كبيرة، مفادها، الخسارة لمن تلين قبضتـه اولاً.