حرب الصين القادمة مع آسيا

يتوقع مؤلف كتاب "حرب الصين المقبلة مع آسيا" أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين لن يتراجع عن مواصلة الطموح إلى توسيع نفوذ الصين وسطوتها ودورها الإقليمي، فذلك يهدد باندلاع شرارات الصراع الإقليمي في جنوبي القارة الآسيوية

كتاب "حرب الصين المقبلة مع آسيا"

 

 

China’s Coming War with Asia

 

"حرب الصين المقبلة مع آسيا"

 

تأليف:  جوناثان هولسلاغ

 

الناشر: مؤسسة بوليتي، نيويورك، 2016

 

 

صدر كتاب "حرب الصين المقبلة مع آسيا" لمؤلفه جوناثان هولسلاغ حيث يرى المؤلف أن صراعات جنوب الشرق الآسيوي جديرة بأن تصل إلى شفا الحتمية في حالة أن تبادر أطراف جيران المنطقة إلى لم شملها أو توحيد طاقاتها لمجابهة المارد أو التنّين الصيني الأصفر، ويتوقع أن الحزب الشيوعي الحاكم حالياً في الصين لن يتراجع عن مسيرته في تصعيد الإنتاج والتقدم الصناعي في الداخل ولا عن مواصلة الطموح إلى توسيع نفوذ الصين وسطوتها ودورها الإقليمي، فذلك يهدد باندلاع شرارات الصراع الإقليمي في هذا الركن المشحون بالتوترات في جنوبي القارة الآسيوية.

 

مؤلف الكتاب هو الباحث البلجيكي البروفيسور جوناثان هولسلاغ، الذي اختار أن يبلور رؤيته لأحوال ومستقبل منطقة الشرق الآسيوي، وخاصة ما يتعلق بجمهورية الصين الشعبية حاضراً أو مستقبلاً عبر الفصول التسعة التي تؤلف متن هذا الكتاب.

 

يرى المؤلف هولسلاغ أن إنجازات الصين لها جانبها المقابل الذي يتصوره متمثلاً في أنها تترجم نفسها في توسع وامتداد النفوذ الصيني فيما يتجاوز حدودها، وهو ما يدفع مسؤوليها إلى توخي طموحات أوسع نطاقاً، مما يخلق بالتالي حالات وأوضاعاً من التوتر بين الصين وجاراتها سواء إلى غربها كوريا الجنوبية- فيتنام أو الفلبين، وبالذات إلى شمالها حيث الغريم الياباني، بطبيعة الحال.

 

يحذر الكاتب من الوصول إلى ما يصفه بأنه النقطة الحرجة، حيث تشتد طموحات الصين إلى مزيد من تحقيق الازدهار وإلى تعظيم أوضاع الأمن القومي وهو ما يوصل إلى حالة من اختلال هائل في توازن القوى على المستوى الجهوي في جنوب شرقي آسيا.

 

ويوضح أن الصين تحرز تفوقاً مشهوداً، ومستفزاً أيضاً على جاراتها ضمن الأقليم نفسه، وربما تحاول أن تفرض عليها حالة من الشراكة غير المتكافئة مما يرادف شعور هؤلاء الشركاء بحالة من الاستضعاف أو استنفار المجابهة أو التحدي على نحو ما هو حاصل حالياً.

 

يحرص الكتاب على التنبيه إلى مختلف الأدوار التي يمكن أن تقوم بها أميركا، بحيث يمكن أن يؤدي أحد تلك الأدوار إلى دفع الصين للإقدام على سلوك عنيف قد يفضي إلى إشعال لظى الصراع، مشيراً إلى زيادة اهتمام واشنطن وتكثيف تعاملها مع الشأن الآسيوي، على نحو ما ظلت تجهر به إدارة أوباما في المراحل الأخيرة من ولايته الثانية.

 

 

 

المؤلف

 

البروفيسور جوناثان هولسلاغ هو باحث ومفكر بلجيكي شاب. له كتب عدة منها كتابه "الصين والهند.. آفاق السلام"، وكتابه بعنوان "العملاق السجين.. الصعود العسكري المضطرب للصين".