المسيحية في شبه جزيرة العرب

من هم نصارى قريش وما هو موقعهم؟ أين ذهب مسيحيو مكة والمدينة ونجران وشبه الجزيرة العربية، وما هو موقع الحنفيين من المسلمين والمسيحيين؟ المسيحية في الجزيرة العربية بعد مجيء الإسلام.

نص الحلقة

<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> مساء الخير.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">أن تكون في تونس وتسعى إلى حوار عن المسيحية العربية، المسيحية في شبه جزيرة العرب، لا بدّ من أن تقصد الدكتورة سلوى&nbsp;بن&nbsp;حاج&nbsp;صالح، ليس انطلاقاً من كتابها القيّم عن المسيحية العربية وتطوّراتها، بل أيضاً من خلال متابعتها هذا الملف وجديده طيلة عقدين من السيّدة خديجة إلى تغلب ثم قريش. نحن في هذا الحوار على هامش حضورنا إلى تونس لمتابعة ندوة عن إصلاح المجال الديني أقامها مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الإسكندرية، سنحاور الدكتورة بن حاج صالح في المسيحية على مساحة شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وخلال حياة نبيّه الكريم وفي نصارى قريش.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">دكتورة بن حاج صالح، أهلاً بك في "الميادين" في "أجراس المشرق".<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: أهلاً وسهلاً.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> إذا رحّبت بنا في تونس، فنحن نرحّب بك أيضاً.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">هل نرسم معاً خارطة مبدئية للحضور المسيحي على رقعة شبه جزيرة العرب؟ أين تموضع المسيحيون؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: عندما نقول الحضور المسيحي في شبه جزيرة العرب، لا بدّ من أن نبدأ من اليمن لأنها أول منطقة شهدت دخول المسيحية العربية، ونقول القرن الرابع الميلادي. وهذا كانت له علاقة باهتمام البيزنطيين بالجزيرة العربية وباليمن وخصوصاً بسواحل اليمن الغربية والجنوبية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> جرّاء اهتمامهم بالتجارة مثلاً؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: سياسياً ودينياً واقتصادياً. وفعلاً، حضور المسيحية بشكلها الأريوسي لأن هذا الحضور كان من خلال المذهب الأريوسي، ظهرت المسيحية وشُيّدت كنائس. من أقدم الكنائس الموجودة في اليمن هي ثلاث كنائس. ثم مع القرن الخامس الميلادي مع انشقاق المسيحيين وظهور مذاهب أخرى مثل النسطورية والمونوفيزية انتشرت المسيحية في مختلف بقاع الجزيرة العربية. مثلاً النسطورية سيطرت على كامل الشريط الساحلي الشرقي.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> على الخليج.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: على الخليج الفارسي من البحرين، كامل البحرين بالمفهوم القديم وعُمان.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> الخليج العربي نحن نقول.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: في ذلك الوقت الخليج الفارسي. قبل سيطرة العرب على المنطقة، كان يدعى الخليج الفارسي. <br> هذه المنطقة كلها تحكمها وتسيطر عليها الكنيسة النسطورية الموجودة في العراق، أيضاً في إطار تحكّم الإمبراطورية الفارسية بمناطق الجزيرة العربية على المستوى الديني والاقتصادي وحتى السياسي. في البقاع الأخرى، نجد، ظهرت المسيحية مع ملوك كندة. وحتى في الحجاز يحقّ لنا القول إن المسيحية لها حضور هام في مختلف المراكز التجارية وحتى المراكز الزراعية من أقصى الشمال إلى حدود نجران.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> الفِرَق المسيحية، ذكرتِ النساطرة والأريوسية. المسيحية بعد القرن الرابع بدأت هذه الفرق تظهر بشكل حقيقي، تحديداً التباينات بعد مجمع خلقيدونيا عام 451. ما الفرق المسيحية في شبه جزيرة العرب؟ وهل كان هناك تنافر بينها أو تصادم؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: أبدأ بالسؤال الأخير: لم نعثر على معطيات تشير إلى أنه كان هناك في جزيرة العرب تصادم بين الفرق المسيحية المختلفة. ليست هناك حرب. كان الحضور المسيحي سلمياً. ومن حيث المعتقد، الأريوسية معروفة بأنها تقول... <br> أبرز شيء هو أن الاختلاف بين الفرق المسيحية كان يتعلق بعقيدة التجسّد وليس بعقيدة التثليث. عقيدة التثليث اتّفق عليها كل المسيحيين. بينما عقيدة التجسّد وطبيعة المسيح هل هي طبيعة إلهية أو طبيعة بشرية أو الاثنتان معا، وكيف توجد الطبيعة البشرية إلى جانب... هذه كلها عقائد اختلف بشأنها العلماء المسيحيون من كهنة ومن أساقفة. فالأريوسية التي هي أقدم مذهب ظهر في اليمن تقول إن الإله واحد وهو غير مولود وجوهره وذاته ينفرد بها. ليس هناك أي كائن آخر يشاركه في جوهره وفي ذاته. وحتى الكلمة، فهو مخلوق ومصنوع ولا يشارك الإله في ذاته وجوهره. وبهذا الشكل تكون العقيدة الأريوسية أقرب من العقائد الأخرى إلى الإسلام.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> سآتي إلى الأريوسية. ولكن النساطرة هم على كتف الخليج. المونوفيزيون أين؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: بالنسبة للجزيرة العربية، المونوفيزيون في نجران. أساساً، أهم مركز نفوذي هو في نجران.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> وفي تبوك في الشمال مثلاً؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: في تبوك في الشمال يمكن القول إنها مونوفيزية لأن المونوفيزية انتشرت أساساً في الشام، في أطراف الشام، والنسطورية انتشرت في الشرق أي في الجزيرة العراقية وسيطرت على المناطق الشرقية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> قلت عن الأريوسية إنها التي تقترب من الديانة المحمّدية؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: نعم، لأنها تؤكّد تميّز الذات الإلهية بجوهر وبخصائص محددة، ولا يشاركه بها أحد.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> برأيك، هل تدلّ على ذلك الرسالة التي بعثها نبي الإسلام إلى عظيم الروم يقول له: من محمّد بن عبد الله إلى عظيم الروم، أسلِم تسلم وإلّا حلّت عليك لعنة الأريسيين؟ بمعنى أنه كان يدافع عن الأريوسية بهذه الصورة؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: بالتأكيد كان له علم بهذه العقيدة، وكان على علم بالعقائد الأخرى. وهذا معطى هام جداً يبيّن أن العقيدة الإسلامية لم تتأسّس من فراغ، بل تأثّرت بمذاهب موجودة في الجزيرة العربية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> إذا ذهبنا إلى نجران، كيف يمكن أن توصّفي الحضور المسيحي فيها؟ ما هي إشكاليات علاقاتهم باليهود في تلك المنطقة من شبه الجزيرة العربية؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: معلوم ويتّفق عليه كل المؤرخين من عرب ومستشرقين وتؤكّده المصادر العربية والمصادر السريانية والقرآن ذاته ذكرهم. وهذا يدلّ على أهمية هذه المجموعة أن نجران كانت مركزاً مسيحياَ هامّاً جداً، ليس على المستوى الديني فقط وإنما على المستوى الاقتصادي. وكانوا يشكّلون قوّة اقتصادية وقوّة دينية. وكانت أبرز مجموعة في هذه المدينة هي بنو الحارث بن كعب. وأهم حدث عاشته هذه المجموعة التي هي مونوفيزية أي اعتنقت المذهب المونوفيزي الذي يقول...<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> المؤمنون بالطبيعة الواحدة للسيّد المسيح.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: الذين يؤمنون بالطبيعة الواحدة للمسيح وهي الطبيعة الإلهية، ويتشدّدون في أن الطبيعة البشرية ذابت في الطبيعة الإلهية. هذه العقيدة جاءتهم من الشام. وكانت مسيحيتهم منظّمة، وأساقفة، والوفد الذي قدم إلى النبي محمّد في سنة الوفود كان فيه أساقفة من بني الحارث بن كعب، وتجادلوا في شأن عقيدتهم.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> الحارث بن كعب هو قدّيس في المسيحية، قدّيس من نجران.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: علاقتهم باليهود هي علاقة عدائية من قبل لأن اليمن شهد الحضور اليهودي والحضور المسيحي في الوقت نفسه، وكان الصراع بينهم مرتبطاً بالصراع السياسي أيضاً ما بين القوى التي كانت تحيط بالجزيرة العربية. أكبر حدث أضرّ إلى حدّ ما بالحضور المسيحي في نجران هو محرقة المسيحيين.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> الشهداء ...<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: ما تسمّيهم المصادر السريانية شهداء نجران، وفي القرآن أصحاب الأخدود.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> في القرآن الكريم، أصحاب الأخدود هم شهداء نجران.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: هم شهداء نجران. مذبحة تمّت، لكن هذه المذبحة لم تكن سبباً في نهاية الحضور المسيحي في نجران، بل استمر إلى عهد عمر بن الخطاب.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> إذا عدنا معا إلى مكة المكرمة، ما هو الوجود المسيحي أو النصراني فيها؟ لأننا نعلم أنها كانت محجّاً لكل القاطنين في شبه جزيرة العرب.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: بعد 20 سنة من انتهاء كتابي <u>المسيحية العربية</u> الذي أنهيته عام 1996، وبيّنت فيه على حدّ علمي في ذلك الوقت أن الحضور المسيحي في مكة وفي الحجاز عموماً كان ضعيفاً، استناداً إلى المعطيات المتوفرة وإلى نتائج الباحثين الجدّيّين الذين أيضاً قالوا إن الحضور المسيحي كان ضعيفاً ومحدوداً ويقتصر على بعض الشخصيات. في هذه المناسبة أتجاوز نفسي وأغيّر رأيي.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> هذا من طبيعة الباحثين الرصينين أن يعترفوا بأن مصادرهم السابقة لم تكن كافية وأنهم تجاوزوا أنفسهم. شكراً، تفضّلي.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: أقول إن الحضور المسيحي في مكة هامّ من حيث العدد ومن حيث التنظيم. وبالتأكيد، ذلك مرتبط بمؤشّرات وقرائن جديدة هي كانت موجودة، لكنني لم أنتبه إليها. تبيّن هذه القرائن وجود... المرويات العربية الإسلامية تذكر ذلك وعلى رأسها سيرة ابن إسحاق الذي نعتبره مصدراً هامّاً جداً.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> لماذا تقفين مع ابن إسحاق كمصدر؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: لأنه قديم، من أقدم المصادر، أي القرن الثاني الهجري، ولأن السيرة بحدّ ذاتها لم يلمسها تغيير. <br> بينما سيرة ابن هشام هي عبارة عن نسخة من سيرة ابن ... منقّحة.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> بالعودة، في سيرة ابن هشام، إذا عدنا إلى مكة، يروي ابن هشام عن اجتماع لقريش قرب الطائف بمناسبة عيد العزّى. هاجم فيه أربعة رجال من قريش هذا العيد، هم: ورقة بن نوفل وعبد الله بن جحش وزيد بن عمرو وعثمان بن الحويرث. لنبدأ بورقة بن نوفل الذي سُمّي القس ورقة وبقي في مكة. ويؤكّد الكثيرون أنه دخل في النصرانية. أنت ماذا تقولين؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: هذه الجماعة من المجموعة التي تقول المصادر إنهم كانوا ندماء أي أصدقاء أي صداقتهم متينة: ورقة&nbsp;بن&nbsp;نوفل وعثمان بن الحويرث وعبيد الله بن جحش وزيد بن عمرو. امتازوا في المرويات الإسلامية بأنهم تركوا عبادة الأوثان وخرجوا بحثاً عن دين. الإشكال هنا أن المرويات العربية الإسلامية، ومنها رواية ابن حبيب في <u>المنمّق</u> تقول: خرجوا بحثاً عن الحنيفية دين إبراهيم. ثم الرواية نفسها، ومباشرةً بعد هذه الجملة تقول: فأمّا ورقة بن نوفل فتنصّر واستحكم في النصرانية وتعلّم الكتب. ويضيف <u>صحيح البخاري</u> في مناسبتين أن ورقة بن نوفل كان يقرأ الإنجيل ويكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب. وفي موقع آخر من <u>صحيح البخاري</u> نفسه يقول: وأمّا ورقة فتنصّر، وكان يكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب. أي كل المعطيات تفيد أن ورقة بن نوفل تنصّر. لكن ما هي طبيعة نصرانيته، متى تنصّر، وما هي تأثيراته، فهذا ليس لدينا عليه...<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> حتى علاقة القربى بعد زواج السيّدة خديجة بسيّدنا محمّد.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: ليست لدينا معلومات تفيد أنه كان له تأثير على مستوى النصرانية على محمّد، بينما اعترف بنبوأته وحضر لحظة المبعث لكنه بقي على نصرانيته. لكن أخت ورقة كانت تقرأ الكتب مثل أخيها. هناك نقطة مهمة جداً: الدراسات الجدّيّة والمواقف الجدّيّة تقول: الروايات في <u>صحيح البخاري</u> تقول إنه كان يقرأ من الإنجيل بالعبرانية أو بالعربية. باستثناء هذه المرويات، ليس لدينا ما يؤكّد وجود هذا الإنجيل. لكن ما يهمّنا فعلاً هو أن ورقة بن نوفل كان يقرأ ويكتب العربية. وهنا الإضافة لأن العربية قبل هذا الزمن لم تكن لغة مكتوبة، بل كانت لغة شفوية. ويهمّنا جداً أن نعرف أنه مع ورقة بن نوفل بدأت تتحوّل اللغة العربية من لغة شفوية إلى لغة مكتوبة عربية. ومن المهم أيضاً أن نعرف أنه تعلّمها ليس في الحجاز أو مكة وإنما تعلّمها خلال رحلته في سوريا. وبالتالي، يصحّ القول، وهو افتراض لكن أميل إلى تأكيده، أنه تعلّم العربية في إطار تعلّمه النصرانية. وبالتالي، العربية قد تكون وُلدت من رحم السريانية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> وعبد الله بن جحش، ما موقفه؟ إلى أين وصل؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: الروايات لم تؤكد كثيراً عن عبيد الله وإنما تابعت أخبار ورقة وعثمان. بالنسبة لعبيد الله بن جحش تكتفي الروايات بالقول إنه أسلم. ولمّا هاجر إلى الحبشة مع المسلمين الأوائل أُعجب بالنصرانية فتنصّر ومات عليها، فقط.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> وزيد بن عمرو؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: زيد بن عمرو لم يتنصّر ولم يتهوّد، وتاه في البلاد يبحث عن الدين الحق.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> ضاع في الصحراء؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: في سوريا. ذهب إلى سوريا ليبحث، وتقول الروايات إنه هناك التقى راهباً فقال له: تبحث عن دين سيظهر في مكة. فعاد إلى مكة. لكن ما يميّز زيداً بن عمرو أنه إلى جانب تركه عبادة الأصنام رفض أكل الميتة ورفض أكل ذبائح الأصنام، وبدأت معه تظهر طقوس جديدة.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> أنتقل إلى عثمان بن الحويرث.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: عثمان بن الحويرث حسب رأيي هو أهم شخصية في هذه المجموعة التي أعتبرها نخبة متميزة قُبيل البعث. عثمان بن الحويرث لم يكن شخصية عادية. إلى جانب تنصّره، كان له مشروع سياسي وديني في مكة لأن الأخبار، وهنا تتواتر الأخبار في مصنّفات عديدة تقول إنه ذهب إلى قيصر، الإمبراطور البيزنطي، وطلب إليه أن يكتب له كتاباً يملّكه على مكة. وبالمقابل، قال له عثمان إنه سينشر دينه، أي النصرانية، في مكة وسيفرض ضريبة على القريشيين يدفعونها للقيصر. فكتب له قيصر كتاباً وختمه بالذهب. وعاد عثمان بن الحويرث إلى مكة ملكاً. في البداية رحّبت قريش بخضوعها لقيصر وتبعيتها لقيصر. لكن برز شخص هو أبو زُمعة، شخصية قرشية، ورفض أن تخضع قريش لقيصر، وقال: قريش لا تملك ولا تُملَك. وطردوا عثمان بن الحويرث من مكة فلجأ إلى ابن جفنة، وهناك مات.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> لجأ إلى الغساسنة.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: إلى الغساسنة.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> أي لجأ إلى منطقة حوران في الشام.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: في الشام. وتقول المرويات، ابن حبيب في <u>المنمّق</u> يقول إن ابن جفنة هو الذي قتله، وفي المصعب الزبيري في نسب قريش تقول إن بني أسد لأنه من بني أسد اتّهموا ابن جفنة ملك الغساسنة بقتله. وهنا نتوقف قليلاً: مسألة قتل شخصية، قتل عثمان، هذا يدلّ على أنه لم يكن شخصية عادية، أولاً على المستوى السياسي. ثانياً، كيف نفهم اتصال عثمان&nbsp;بن&nbsp;الحويرث بقيصر لكي يملّكه على ... هذا له معنى واحد هو أن الحجاز بما فيها مكة يمكن أنها كانت مقاطعة تابعة الإمبراطورية البيزنطية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> أن يذهب عثمان بن الحويرث إلى قيصر، معنى هذا أنه كانت هناك علاقات بين شبه الجزيرة العربية والإمبراطورية البيزنطية. طبعاً نحن لدينا مقاربة ثانية حول هذا الموضوع هي امرؤ القيس، وكندة قبيلة مسيحية. حاول استعادة الملك بالذهاب إلى قيصر. هل لدينا معطيات صلبة عن علاقة بيزنطة بشبه جزيرة العرب في تلك الفترة؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: يمكن القول، نعم. لأنه أخيراً هناك مكتشفات حديثة أثرية تقوم على اكتشاف نقائش بالأسماء والتواريخ، وصدرت هذه النتائج في كتاب لعالم الآثار الإيطالي بيتشيريلو، أكّد فيها أنه حسب النقائش الموجودة على اللوحات الفسيفسائية في الكنائس تبيّن وجود جنود من الفيلق الثالث ليس للجيش البيزنطي فحسب بل للجيش الروماني، أي من قبل. هذا الفيلق كان موجوداً في مدائن صالح. ونعرف أن مدائن صالح توجد 75 كيلومتراً جنوب البتراء أي في قلب الحجاز الشمالي. وجود هذا الفيلق إضافة إلى وجود آثار كنيسة في مدائن صالح أيضاً باسم "مركوريل" أي الإمبراطور الروماني، هذا يدلّ على أن السلطة الرومانية كانت تضع يدها على هذه المناطق. فالآثار اليوم تؤكد الارتباط الإداري ما بين أراضي الحجاز والإمبراطورية الرومانية ثم الإمبراطورية البيزنطية. لكن في رواية عثمان بن الحويرث، هنا نربط: لماذا قريش رفضت أن تتبع قيصر وبالتالي الإمبراطورية البيزنطية؟ في ذلك الوقت بالذات قويت قريش خصوصاً بعد حادثة الفيل. أصبحت قوية وتمرّدت على هذا الوضع وأصبحت هي التي تحكم المجموعات العربية، وقويت شوكتها في الجزيرة العربية. يمكن أن نعتبر هذا التاريخ، أي قُبيل المبعث، هناك بُعد، هناك ضعف الحضور البيزنطي الإداري على الحجاز العربي.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> ولكن عثمان بن الحويرث هو في مكة. كندة في مكان يمكن أن تكون أبعد. مع ذلك، هناك هذا الجسر مع بيزنطة. ألا يدعو هذا إلى قراءة معكوسة لتاريخ المنطقة؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: لا، الأمر نفسه. كلها أراضي الجزيرة العربية، وأراضي كندة كانت أقرب إلى بيزنطة من مكة لأن مكة في أقصى جنوب الحجاز.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> تسمحين لنا بفاصل؟ <o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">أعزائي، نتوقف مع فاصل لنعود بعده إلى الجزء الثاني من هذا الحوار مع الدكتورة سلوى بن حاج صالح من مدينة الحمّامات في تونس. انتظرونا إذا أحببتم.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">&nbsp;</span></p><h2 align="center" dir="RTL" style="text-align:center"><span lang="AR-LB" style="font-family: &quot;Times New Roman&quot;, serif;">المحور الثاني<o:p></o:p></span></h2><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">&nbsp;</span></p><h3 align="center" dir="RTL" style="text-align:center"><span lang="AR-LB" style="font-family:&quot;Times New Roman&quot;,&quot;serif&quot;;mso-ascii-font-family:Cambria; mso-hansi-font-family:Cambria;mso-bidi-language:AR-LB">التقرير<o:p></o:p></span></h3><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">&nbsp;</span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">وصلت المسيحية إلى سواحل شبه الجزيرة العربية باكراً، وبدأت بالانتشار في القرن الرابع الميلادي. ونجد حضورها في اليمن ونجران في القرن السادس. وقد اكتُشفت عام 2014 في جبل كوكب مجموعة من الصلبان نُقشت على الصخور، ورموز يعود بعضها إلى ما قبل التاريخ، هي صوَر لبشر وحيوانات إضافة إلى جمل وعبارات شعرية بالعربية والثمودية والنبطية. <br> ووصف العالم فريدريك أمبرت المكان بأنه أقدم كتاب للعرب نقشه على الصخر أشخاص عاشوا في فترة من التاريخ بدأت خلالها في الظهور ديانة موحّدة، أثار ظهورها النزاعات والمذابح والحروب.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">تبدو الصلبان قليلة الوضوح، وكذلك الكتابات التي يبدو أنها تروي حدثاً ما. وقد تكون من اللغة الآرامية المتأخّرة أو النبطية العربية. ويرى الباحثون أن الصلبان التي عُثر عليها في الموقع ليست الوحيدة في جنوب أو شرق جزيرة العرب، لكنها أقدم صلبان المسيحية وهي تعود إلى سنة 470 بعد الميلاد. فيما أعلنت البعثة السعودية الفرنسية أنها سجّلت في موقع "عان هالكان" أي جبل كوكب رسوماً صخرية ونقوشاً قديمة تتناول عملية إخضاع لسكّان نجران للدخول في الديانة اليهودية وعدد الذين قُتلوا خلال المعارك وإحراق كنيسة نجران وظُفار والمخا. كما ترك الحميريون في آبار حمى وفي كوكب نقوشاً تاريخية مهمة من القرن السادس الميلادي.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">&nbsp;</span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> أهلاً بكم في "أجراس المشرق".<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">دكتورة بن حاج صالح، هذا موقع في نجران يعود إلى القرن الخامس. قبله كان هناك موقع في تبوك، منطقة تدعى كلوة اكتُشفت في الثلاثينات ولكن نامت حتى جاءت بعثة أثرية سعودية فرنسية قادتها، أعتقد، باحثة من أصل سوري تدعى صبا الفارس، وكشفت عن هذا الموقع. هذه أدلّة أثرية كما أسلفتِ تقول بوجود مواقع أثرية مسيحية. ولكن أيضاً في المرويات الإسلامية، مثلاً الخليفة الأول أبو بكر قال لجنده: إنكم ستمرّون على رهبان، لا تقربوا منهم؛ بمعنى: لا تؤذوهم. وإلى ما هنالك. هذه الصورة التي بدأت تتشكّل عن المسيحية قبل الإسلام في شبه جزيرة العرب بماذا تشي؟ ما العلاقة بين الإسلام ونبيّه مع رهبان وصولاً إلى الراهب بحيرة؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: فعلاً، كل هذه المكتشفات الجديدة تؤكّد أهمية الحضور المسيحي وتؤكّد طبيعة العلاقة بين المسيحيين والعرب في الجزيرة العربية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. ومسألة الرهبان الذين كانوا منتشرين خصوصاً في وادي القرى وكانوا يجوبون الطرق التجارية التي تقطع الجزيرة العربية تؤكّدها الآثار، تؤكّدها ليس فقط المرويات الأدبية وإنما تؤكّدها حتى الاكتشافات الأثرية. المدينة نفسها أي يثرب، والباحثون العرب المسلمون أنفسهم يهتمّون حالياً بالحضور المسيحي النصراني في يثرب. وهناك كتاب، أعتبره جدّيّاً، لابن ساراي أكّد فيه أن الحضور المسيحي موجود. صحيح أنه لم يكن بأهمية الحضور اليهودي، لكنه موجود ولا يمكن إنكاره. وليس فقط استناداً إلى معطيات أدبية، وإنما إلى معطيات أثرية. والآثار نفسها تؤكّد وجود الرهبان والأديرة، عندما نقول الرهبان نقول الأديرة، والرهبان كانوا يحضرون الأسواق العربية، ولا ننسَى أن قسّ بن ساعدة وغيره من الرهبان، الأسواق العربية في الحجاز لنشر أفكارهم ومعتقداتهم. وأعتبر أن ما جاء حديثاً في كتاب بيتشيريلو الإيطالي جدير بالذكر وجدير بأن يعرفه الناس، هو كُتب بالإيطالية ثم تُرجم إلى الفرنسية. وهو كتاب مدعوم بالوثائق وبالصوَر لأنه اعتمد على الاكتشافات الأثرية. أهم ما جاء فيه أنه ركّز على مقاطعة العرب التي تشمل المملكة النبطية السابقة وشرق الأردن، وفيها بصرى وجرش وفيلادلفيا أي عمّان.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> أي بمعنى إقليم العربية كما في العهد الروماني، أي بتقسيم دوكليسيانوس.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: سنة 106، أكبر مملكة نبطية، أي فيها المملكة النبطية وفيها شرق الأردن وفيها مدن هامة جداً ذكرتها. الحفريات الأخيرة أي في أواخر القرن العشرين لأنه كتاب صدر في سنة 2000، أي أن الحفريات تمّت في التسعينات والثمانينات من القرن العشرين تبيّن أن العرب كانوا موجودين بكثافة. العنصر العربي، العرق العربي، المنطقة العربية أي أن سكّانها عرب. وكانوا مسيحيين وكانوا مندمجين في المجتمع المسيحي، وكانوا يبنون الكنائس والأديرة. مثلاً الغساسنة كانوا هم الذين نشروا عبادة القديس سرجيوس.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> سرجيوس. في لبنان يدعى سركيس.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: الكتب العربية تقول سرجيوس. نشروها، ... .... المثير في هذا الأمر أن الاكتشافات الأثرية لا تدعم فقط وإنما تصحّح المعلومات الأدبية. من بين التصحيحات أن المصادر الأدبية تقول إن الهرطقات والمذاهب الهرطقية المسيحية كانت منتشرة بكثرة في المقاطعات العربية. الحفريات الأثرية والنقائش لا تؤكد ذلك ولا توافق المصادر الأدبية. هذا على مستوى .... على المستوى الثاني، الحفريات بيّنت أن العرب المسلمين بعد وقعة اليرموك سنة 639 ميلادية وبعد هزيمة البيزنطيين لم يغيّروا شيئاً في الحياة اليومية وفي حياة الناس في هذه المقاطعة. الهزيمة كانت عسكرية. الحاكم تغيّر؛ كان بيزنطيّاً فأصبح مسلماً. الوضع القانوني للمسيحيين تغيّر: فرضوا عليهم جزية. لكن حياتهم اليومية وحياتهم الدينية وبناؤهم الكنائس وبناؤهم الأديرة استمر. لم تكن هناك قطيعة بين القرون السابقة والفترة الإسلامية. والدليل على ذلك أن العرب والمسيحيين في المقاطعة استمروا ببناء الكنائس إلى منتصف القرن الثامن الميلادي.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> ولكن بعض المؤرّخين يقول إن إقليم العربية </span><span dir="LTR">The Arabia</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-LB"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> هو نفسه إقليم أورنتس أو الحورانية. فهو يختلف تماماً عن شبه الجزيرة العربية. المدن العشر، الديكابوليس، هي من إقليم العربية. أنا أتحدّث عن شبه الجزيرة العربية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: لكن هناك امتداد، هناك تواصل بين القبائل العربية. سكان العربية أصلهم من الجزيرة العربية. <br> وهناك تواصل وليست هناك قطيعة بين شمال الحجاز...<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> لا حدود.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: لا حدود. وحتى الآن يصعب رسم الحد لجنوب المقاطعة لأنها شرقا مفتوحة على البادية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> والدليل مدائن صالح على سبيل المثال.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: مدائن صالح .... أهم نقطة أريد أن أثيرها هنا هي أن المسلمين لمّا دخلوا إلى هذه المناطق المسيحية لم يمسّوا شيئاً من حياة الناس. أبقوهم على عقائدهم وعاداتهم واستمروا ببناء الكنائس. ما الذي حدث في منتصف القرن الثامن الميلادي؟ ليست سياسة الحكّام هي التي تغيّرت. لأن منتصف القرن الثامن الميلادي يوافق تماماً سقوط الدولة الأموية ونشأة الدولة العباسية. ليس الحدث السياسي هو الذي غيّر، وإنما التاريخ يبيّن أن هذه المدن وهذه المناطق خُرّبت واعتُقد أن المسلمين هم الذين خرّبوها، وإنما خُرّبت بسبب زلزال سنة 747 ميلادية. أسباب طبيعية هي التي أدّت إلى الخراب.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> بالعودة إلى مكة، تقول المرويات إن القس ورقة تحنّف أو تحنّث في غار حراء هو والنبي العربي محمّد&nbsp;بن&nbsp;عبد&nbsp;الله. ما العلاقة بين الحنيفية كدين، لأن الكثير يقول إنها دين موجود، والمسيحية؟ وما العلاقة بين الحنيفية والإسلام؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: هذه إشكالية معقّدة. طرحها العديد من الباحثين واهتمّ بها العديد من الباحثين أهمهم وات وجفري، وأهتمّ بها أنا أيضاً. ماذا بيّنت الدراسات الجدّيّة؟ بيّنت أنه أولاً تحنّفاً وليس تحنّثاً.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> بالثاء غير بالفاء.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: تحنّثاً أمرها سهل، هي كلمة أصلها عبري تعني التقوى في الإيمان وممارسات التقوى؛ أي كما نقول التزهّد.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> التعبّد.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: التعبّد. التحنّث هو التعبّد والتزهّد. بينما التحنّف أو الحنفية أو الحنفاء أمر آخر. لا يمكن فهم هذه القضية إلّا من خلال دراسة تاريخية ومن خلال استعمالات مختلف الأطراف لهذه الكلمة. الاستعمال الإسلامي أصله من القرآن، أي استناد القرآن لأنه يتحدث عن الحنفية. في القرآن، حنفي يعني الدين الحق والتوحيد. وهذا مفهوم إسلامي للحنفية. أي الحنفية هي التوحيد. وجاء بها القرآن. بينما في المفهوم المسيحي واستناداً إلى المصادر السريانية واستعمالات المسيحيين لكلمة حنيف وحنفاء لأنهم يستعملونها، الحنفية أو الحنفاء هم عبدة الأوثان. أمر مختلف تماماً. وحتى بالنسبة للعرب قبل الإسلام، استعمالهم في الشعر لحنفي بمعنى وثني. إذاً، كيف نفسّر استعمال المرويات الإسلامية لكلمة حنيف؟ هناك خطأ. لم يميّز المؤرخون المسلمون القدامى بين الحنيف والوثني والمسيحي. هناك خلط، وهذا الخلط مع هذا الخطأ قد يكون مقصوداً. هو تفسير أو مفهوم بعدي إسلامي استناداً إلى القرآن، استناداً إلى المفهوم القرآني. أي أن المؤرخين المسلمين أخذوا المفهوم القرآني فقط وتركوا مفهوم المسيحيين. وبالتالي، على حدّ استنتاج وات، يقول: ليس هناك حنيف بمعنى دين التوحيد قبل الإسلام. كلمة حنيف تعني وثني فقط، حتى بالنسبة للعرب قبل الإسلام.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> هذا كلام جديد، بالمناسبة، يُطرح. هل توافقين على هذا التوصيف من قِبل وات؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: طبعاً. لماذا أوافق؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> يحتاج إلى شرح أكثر إذا سمحت.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: لأن نص الرواية يقول: الأربع أشخاص الذين ذكرناهم: ورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث وزيد&nbsp;بن&nbsp;عمرو وعبيد الله بن جحش رفضوا عبادة الأصنام وخرجوا يبحثون عن الحنيفية، فتنصّر ورقة بن نوفل. ما معنى هذا؟ يعني أنه كان من المستحسن أن كلمة حنيفية تغيّر بكلمة دين.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> أن يقولوا: فتحنّف.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: قالوا: فتنصّر.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> لم يقولوا تحنّف، قالوا تنصّر.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: فقالوا تنصّر، لأنه فعلاً كان نصرانياً. وعلى المستوى الاصطلاحي، كلمة حنيف أصلها سرياني وليس عربيا. فمن حيث الاصطلاح والجذر، بالنسبة لـوات الفرضيات التي تقول إن كلمة حنيف جذرها عربي أو عبري أو حبشي غير مقنع، لأن أصل الكلمة سرياني. وفي السريانية حنيف تعني عبدة الأوثان. وبالتالي لا يستقيم. تركوا عبادة الأوثان فتحنّفوا؛ المعنى لا يستقيم. هناك خلط. وكل المعطيات تؤكد أن ورقة نصراني. كذلك عثمان بن الحويرث كان نصرانيا. إذاً لا ذكر لحنفية في ما بعد. هذا علامَ يدلّ؟ هذا يدلّ على أن هناك وجودا نصرانياً هامّاً إلى جانب هؤلاء الأشخاص الأربعة النصارى في الكعبة نفسها. هناك حضور نصراني. المرويات تقول إنه يوم فتح مكة، لمّا دخلوا الكعبة لمحو الصوَر، وضع محمّد النبي يده على صورة وقال: امحوا كل الصوَر إلّا هذه. فرفع يده فكانت صورة عيسى وأمه مريم. أبقاها. هذا يدلّ على أن الكعبة ذاتها كانت مكاناً لممارسة طقوس المسيحيين.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> كغيرهم.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: كغيرهم. لماذا ننكر هذا الحضور؟ وحتى على مستوى الشكل وعلى مستوى التذويق داخل الكعبة يشبه الكنائس.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> هذا كلام جديد جداً. هناك جزء من الاستشراق قال هذا الكلام. ولكن بالمعنى العام للكلمة، إذا لم تكن هناك حنيفية، ماذا يعني هذا؟ كيف تقرأينه؟ وماذا تقولين لمن اتّكأ على وجود دين حنيف قبل الإسلام؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: هو وُجد بَعديّاً. الدين الحنيف وُجد بعديّاً في إطار الجدل بين المسلمين واليهود والنصارى. <br> المسلمون للدفاع عن ديانتهم أرجعوها إلى ديانة أقدم من المسيحية واليهودية هي الديانة الحنيفية، اختُلقت بعديّاً. قبل الإسلام لم يكن هناك شيء اسمه حنيفية. ليس لدينا دليل على ذلك. فهي اختلاق بعدي، جاء مع القرآن في إطار دفاع المسلمين عن ديانتهم. فمحمّد النبي أراد أن يُرجِع بعد القطيعة مع اليهود ومواجهة اليهود له، أراد أن يُسنِد الدين الإسلامي إلى أصل سامي قديم جداً الذي هو دين إبراهيم. ثم الدليل على أن الحنيفية هي إسلامية المنشأ، كلمة إسلام ومسلم لم تظهر تقنياً إلّا في السنة الثانية للهجرة. قبل ذلك كان أتباع محمّد يُسمَّون بالحنفاء. أي أن الكلمة مرتبطة بديانة محمّد فقط، وليس لها أصل قديم.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> ذهبتِ قليلاً إلى المدينة. إلامَ تَعْزين الحضور اليهودي الواسع في المدينة التي انتقل إليها النبي بعد ما حصل في مكة، وتفوّق اليهود على النصارى في المدينة؟<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: المدينة أولاً كانت مركزاً زراعياً، لم تكن مركزاً تجارياً، وكانت أقرب إلى الشمال، أقرب لسوريا. وتاريخياً، الدراسات تقول إن الحضور اليهودي هناك مرتبط بقبائل يهودية الأصل هاجرت من الشمال إثر طرد اليهود من فلسطين ... من بابل. وهناك قبائل عربية تهوّدت.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> أي عرب اعتنقوا اليهودية.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: نعم، هناك نوعان: قبائل يهودية أصلية أي غير عربية، وقبائل عربية تهوّدت. وحضورهم كان لأنهم هم كانوا العامل الاقتصادي الفاعل والناشط في المدينة ولديهم تاريخ لأن حضورهم قديم جداً. والحضور النصراني كان ضعيفاً أو لأنها كانت أبعد، ليست مثل مكة في الطريق اليمني.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> ليست على الطريق التجاري.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: ليست على الطريق التجاري، وكانت منطقة صعبة جغرافيّا. الحضور النصراني لم يكن غائباً ولكن ليس بقيمة الحضور اليهودي.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> بعد هذه الجولة الواسعة في هذه الجغرافيا، ومن منظور التاريخ المقارن، كيف يمكننا قراءة العلاقات الإسلامية المسيحية الأولى؟ في الإسلام الأول، أي قبل ظهور الدعوة الإسلامية وبعد ظهورها بقليل.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: كمؤرخة، من مقاربة تاريخية وليس من مقاربة عقدية، العلاقة بين المسيحيين والمسلمين على مستوى المعاملات كانت ليّنة وغير متوتّرة. كان هناك نوع من التقارب. التشدّد بان على المستوى العقدي، وهذا يبرز من خلال القرآن الذي تشدّد في الردّ على عقيدة المسيحيين خصوصاً العلاقة بوفد نجران الذي تمسّك بمسيحيته المتشدّدة في الطبيعة...<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> الطبيعة الواحدة للسيّد المسيح.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: المخالفة تماماً والمقابلة تماماً للفكرة الإسلامية والموقف الإسلامي من المسيح.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> وللفكرة الأريوسية أيضاً.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: بعيدة جداً. حتى في فترة بعد الإسلام، وحتى في فترة النبوءة لم يكن هناك توتّر أو حرب أو معاداة بين المسيحيين والمسلمين. في فترة الخلافة الراشدة، في فترة أبي بكر ليست هناك معاداة. لكن مع عمر بن الخطّاب، لأسباب سياسية طرد خصوصا نصارى نجران...<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> إلى الكوفة.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">سلوى بن حاج صالح</span></b><span lang="AR-LB">: إلى أقصى جنوب العراق. والإشكال هنا، المصادر هنا تقول إنه لأنه اختار ألّا يكون دينان في المدينة. لكن في الوقت نفسه بقي نصارى عُمان موجودين. بنو ... بقوا حتى فترة خلافة علي بن أبي طالب. التحليل يقول إنه خافهم. كانوا قوة عسكرية وقوة اقتصادية. خاف على الإسلام من هذه القوة في نجران.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><b><span lang="AR-LB">غسان الشامي:</span></b><span lang="AR-LB"> شكراً جزيلاً. هو الوقت على الوقت.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">أعزائي، دائماً الحوار مع الدكتورة سلوى بن حاج صالح يغني. أمر جميل أن تجد في بلد عربي في شمال أفريقيا أكاديميّاً يهتمّ بالمسيحية لأنها غابت عن شمال أفريقيا.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">شكراً للدكتورة سلوى بن حاج صالح على تلبيتها دعوة "أجراس المشرق" إلى الحمامات على هامش ندوة عن الإصلاح في المجال الديني، أقامها مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الإسكندرية.<br> شكراً للزميلة نيكول كماتو على متابعتها، وللزملاء في مكتب "الميادين" في تونس فرداً فرداً، ولجميع المصوّرين والتقنيين على مساعدتهم وتعبهم.<br> شكراً لكم أيضاً أنتم في بيوتكم على متابعتكم.<o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">ومن هذه البقعة البهيّة من تونس التي ستبقى خضراء: <o:p></o:p></span></p><p> </p><p class="MsoNormal" dir="RTL"><span lang="AR-LB">سلام عليكم وسلام لكم.<o:p></o:p></span></p>