جدلية الروح والمرافئ

حديثُ المرافىء عميقٌ كمَحْجر كهلٍ، شجيٌ كتهويمة الطفل بين الأساطيرْ.

  • جدلية الروح والمرافئ
    جدلية الروح والمرافئ (Claude Joseph Vernet)

تقولُ المرافئُ 

إن اشتباك المساراتِ

غدرٌ بهذي الحياة ْ

وأن الشواطئ

بعض خياناتها

تقول جزافاً:

تأمّل إلى المدّ

كيف سيطوي

على الرمل

آمال بحّارةٍ أتقياءْ

كيف سينبذ

أحلامهم

في العراءْ

فلا تبتئسْ !

سوف تأتي

البحارُ بقربانها..

متى يغلب

الموتَ

بعضُ اشتهاء

الخلودْ؟

وكم حدّثتني المرافئُ

عن حال العشق ِ

في قصة الروح والشكّ

في ثمرات الغِوايةْ.

إذا مالتِ الروح يوماً

إلى الظلِّ صاح المُنادي :

خذوها بعيداً

إلى وحدة الكون 

شدّوا على بطنها

تمتمات الجياعْ،

لعلّ النوايا

تُساقط من خصرها

وتنبتُ تفاحتانْ

إذا عزّها ذنبُها

في الخطابْ،

لعلّ قُراها

ستمسح خوفَ

التلالِ بمقدار

ما هرولته الذئابْ!

وهذا أنا...

أرتّب في هدأة

قصّتي

فلن تغفل الريحُ

كفر الحكايا 

ولن يعبر الموجُ

هذا الرصيف. 

سأنظرُ في الأفـْـقِ

علـّي أرتّبُ بعض

طلاسم

هذي المرافىء

لعلـّي أرى سبباً للنوارِسِ

في هجرة البرِ نحو المحيطْ!

وهذا أنا...

أسافرُ لا أستخير الطريقْ

ومن أجل ساعةِ

حظٍ تخون المصيرْ

ستبدأ روحي

تذيب الصلاةْ

أنادي المرافىء

دعيني إلى

الأرض أصغي

دعيني هناك

أصلّي

لعلّي إذا تُهت في غابتين

سأخلق

فـأساً وناي!

حديثُ المرافىء

عميقٌ كمَحْجر كهلٍ

شجيٌ كتهويمة الطفل

بين الأساطيرْ،

لطيفٌ كنية ماءٍ الى الثلج ِ

أو قبلةٍ بامتلاء الشفاهْ

وحين تقول المرافىء

تهجُّ قوافل صدري

إلى النورْ

تفتّش قاع المحيطْ

تجوب السواحلْ

وتنبش تحت تراب المدائن ِ

عن وجهها!

وحين تعودُ

تغنّي المرافىء لها

كي تنامْ: 

لماذا تخافين؟!... أنت 

تلوحين كالمئذنة ْ 

فلا قلب سوف يغالب 

أشواقكِ المُزمِنة ْ

ولا عُذْر للتيه

حين تجوب

قبائلك المؤمنة،

غداً سوف تذوي

الندوبُ

وتلتئم الأزمنة ْ

وتـُنحت

كل الأحاديث 

"قولا ً"

وتختصر العنعنة