انفصام
قدمان ضالعتان في اجتياز الجسور، ويدان يلكز إحداهما الصحو
حيث لا أطماع في خزائن القلب
ولا جيوب للرجاء
ولا تذاكِر تُقْطَع للرحيل
يرقد الطفل في قماط الطمأنينة
مثل نواة في بيضة
وتمدّ الريح خيوط الزعفران
برائحة الياسمين
يهبط الملاك ليبذر السلام
في ثرى وطنٍ رثته السماء
يزرع في قذاله وردة بيضاء
قطفها من سموات "الغارديني"
هداياه إرثاً للطيّبين
يشتلها فوق مهود وردية
للصغار
وينثرها على رؤوس العجز
كواثر المطر
يُطفىء جرائم الألم
وجراحات الضمير
وحمى الكهولة
أراجيح الذِكرى
تُهَدْهد الحلم الآبق من جفن اليباس
سقيا لمزرعة الطفولة
دعاءٌ ينتظر الإجازة
ليحبوَ على أرصفة الحقيقة
وزلال الذاكِرة
يسيل على جبين الطوايا
رافعاً راية الانتصار
على سواري سفن الضياع
مُدَمْدِماً
على زواحف الانطفاء
فوق أوجه القمر
لا وَسْم في عَضَد الغريب
ولا سبب
في مُنْزَلَق الرماد
يُتشبث بالريح من عصف النصال
وليس هناك
في الأُفق القريب
سوى
عينان ترتجلان البراق
قدمان ضالعتان في اجتياز الجسور
ويدان يلكز إحداهما الصحو
ويجذب يسراهما انفصامْ