كيمياء الشعر وفصوله
لعلَّ الشعر، نسيان، لا يتعب من قلب تمرَّن على سماء وفضاء.
-
كيمياء الشعر وفصوله (فنسنت فان غوخ)
ما الشعر؟
هل هو خاطِرة كريستالية
تمشي بين شِعاب دورتنا الدموية..
تحتفي بالإنشاد
وكأن الشعر بعض قطرات الندى النائمة
تتقشَّف على إيقاع نبتةٍ صغيرة
على جانب طريق الجميلات
***
ما الجهات التي تمتد في استعارات مُفرداته
وهل تنتصر بمجازات
تُراهِن على الأوج
والوادي السحيق للعاديات..
***
أم أن الشعر قصيدة تنثر
القليل من الكلام
لتتماهى مع نسر المعنى
لعلَّه عدو خاص نحو سلَّم موسيقي
لا ينكشف إلا للعاشقين
ولا يسبق رايات تحلِّق في الدَهشة
ورفّ حمام
***
لعلَّ الشعر، نسيان
كأنه يطيع ما استطعنا ان نعبره
ولا يتعب من قلب
تمرَّن على سماء وفضاء
وهواء على الرصيف
***
كان الشعر على مهله
يرصع
فسيفساء قباني الشام..
ينسج سجّادة فارسية من التبريزي
إلى الشيرازي والخيَّام
كان يقطر عطر درويش أورشليم
ويُدوِّن هيروغليفيات المقاومة في مصر
ضدّ الهكسوس الصهاينة الغُزاة..
ويحمل في سحابه
نهراً مُتدلّياً
تنهض على جانبيه
أشجار دفلى
ونخيل
***
ما الشعر؟
هل هو استغراق بفكرةٍ رمادية
أو ناصِعة
وربما بضَّة تتربَّص بالهواء
والمطر كي تشحنه
بأعذب ألوان النَضارة والكلام
***
أم أن الشعر،
غد
يتربَّص بغيبوبة الفرح
فيشرق منها
وإليها
ولا شيء يوثّق رحيله
أو مكوثه في اليوم والغد أو على مقعد
لأيّ سبب كان
***
مَن يختار المُفردات الطازِجة
العابِثة
وإشارات النرجس
وجهات تبتدئ منها المنافي
ولا تزول
والسؤال عن أمرٍ وجودي ما..
وحيادٍ جميل
يسترسل في خبز الصباح
وبتفاصيل سيِّدة تحتسي نبيذها
وهي توقِظ ذكريات المارَّة
إلى الحياة النابِضة
في كل خلّية بالكائنات
إنه الشعر
ولا شي آخر
غير الشعر.