القدس مُرضعة الشّمس
هكذا هي، نيازكُ تخفقُ فوقَ مسامِ البحار.
أتوارى بها عن الغروب
أجفّف مُستنقع الأسى واللجوء
متزِلّفاً، متأمّلاً لانعكاسِ عينيها
على لازورد المساء
وتسابق حجارتها الراصدة كالشهب
لترجم الصّهاينة وحدائقهم الخلفية خلف الخارطة
هكذا هي
نيازكُ تخفقُ فوقَ مسامِ البحار
شقائق نعمانٍ تتوهّجُ على امتداد السّماءِ والقدس
لتفرش الثّرى,
كي يكمل شيخٌ صلاته في الفردوس
وينهي تلميذٌ شطيرته في فسحة سحاب
وتمتزج بحليب ثكلى مقدسية
تُرضِع الشّمس كي لا يسوس الدّجى البلاد
ويضرب أطنابه ويهوده في الأرض المقدّسة
تجدّفُ بأقصى أمنياتها وذراعين مشلولتين
ومركبها العربي يتحالفُ مع الفيضان
وما فتئ يقين أجراس كنيسة القيامة
يشقُّ أمواج الهجير والفولاذ
لعلّها كانت ذات كسوفٍ
ورقاءَ تسجعُ على مئذنة الأقصى
عشبةً بزغت على عتباته مسافرةً توضّأت بغيماته
ثكلى تشيّع ابنها بالزّغاريد والتّرضي
وتتسلّق منحدراتِ الأعاصير
لتنضح على روحه الياسمين والدّعاء
تسربلُ قوس قزحٍ بالسّواد
وتنسج الأصيل ثوباً لقبّة الصخرة
هي ما زالت كما عهدتها الأساطير
وقد أوتيتْ شهيقاً ساحقاً يصل
لأطرافِ أصابعها ولحدودِ لحودِ أطفال الدّرر
ورحمٍ كالمخيم يحتضن
الجوع والمقلاع
والقرَّ والوميض
أنّى لها كلُّ ذلك
ولم يتبقَّ من ترياقنا
سوى بصماتِ قطراتٍ
بجوفِ جرّةٍ متصدّعة
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]