أنشودة الطرب
أَبْلِغْ سَليلَةَ أَهْلِ الخَيرِ أنَّ فَتَىً .. مِنْ خيرةِ النّاسِ يَهْوى خِيرةَ النُّجُبِ
إنْ ضامَكَ الدَّهرُ أَطلِقْ شِيمَةَ الأَدَبِ .. واعتَبْ على الدَّهْرِ واتْرُكْ سِيْرَةَ الرُّتَبِ
فقَدْ يَجُرُّكَ حُكْمُ الحادِثاتِ بِما .. يَأْتيكَ مِنْ سَبَبٍ مِنها إلى سَبَبِ
خَلَتْ بِيَ الدَّارُ مِنْ أَهْلٍ تَعَوَّدَهُمْ .. جَوُّ الرَّواحِ وجَوُّ اللَّهْوِ واللَّعِبِ
وكانَ عَهْدي بِمَلْهى رَبْعِها صَخَباً .. واليومَ غابَ فما بالرَّبْعِ مِنْ صَخَب
إنّي لَمُخُبِرُهُمْ والشَّوْقُ مُبْتَعِدٌ .. أَنّي لَواصِلُهُمْ بالشَّوْقِ عَنْ كَثَبِ
يُطيلُ مَسْعاكَ نَحْوَ القَوْمِ مَأْرَبُهُمْ .. وما لِمَسْعاكَ دونَ القَوْمِ مِنْ إرَبِ
رَمَتْ هواكَ بِسَهْمِ الحُسْنِ بِنْتُ صِباً .. وغيرَ قَلْبِكَ هذا السَّهْمُ لَمْ يُصِبِ
إنْ كانَ يُفْلِتُ مِنْها في غُضونِ رِضىً .. فَلَيْسَ يُفْلِتُ مِنْها ساعَةَ الغَضَبِ
أَوْ كانَ يُحْجِمُ عَنْها سِرُّها عَجَباً .. فالشِّعْرُ يُفْصِحُ عَنْ أُعجُوبَةِ العَجَبِ
أَبْلِغْ سَليلَةَ أَهْلِ الخَيرِ أنَّ فَتَىً .. مِنْ خيرةِ النّاسِ يَهْوى خِيرةَ النُّجُبِ
لَمْ يسْأَلِ اللهَ غَيْرَ الحَقِّ مَسْأَلَةً .. وإنْ أَجابَ بِغَيْرِ الحَقِّ لَمْ يُجِبِ
إنْ كانَ يُقْلِقُها مِمّا جَرى عَتَبٌ .. فَلَيسَ يُقْلِقُها مِمّا جَرى عَتَبي
مَنْ ذا سَيُخْبِرُها عَنْ كُلِّ نائبَةٍ .. تُهْدى إليَّ مِنَ الأَهْوالِ والنُّوَبِ ؟
يَسْتَمْتِعُ الدَّهْرُ بِي قَهْراً ويُتْعِبُني .. ما مَرَّ بي تَعَبي إلّا تَمَتَّعَ بِي
تَشابَهَ الأَمْرُ بالأَقْوامِ واتَّصَلَتْ .. عَيْنُ اليَقينِ بِعَيْنِ الشَّكِ والرِّيَبِ
فالدَّهْرُ مُكْتَئبٌ في وَجْهِ مُبْتَهِجٍ .. والدَّهْرُ مُبْتَهِجٌ في وَجْهِ مُكْتَئبِ
ويُجْمَعُ النّاسُ والأَرباحُ خالِصَةً .. في مَوْضِعِ الصِّدقِ لا في مَوْضِعِ الكَذِبِ
أُخْتَ اليَراعِ وما انْفَكَّتْ بَراعَتُهُ .. تُومي إلَيْكِ بِعَيْنِ الخَوْفِ والتَّعَبِ
لا طابَتِ العَيْنُ نَوْماً إنَّ أَعيُنَنا .. غَداةَ هَجْرِكِ لَمْ تَهْنَأْ ولَمْ تَطِبِ
ما سَرَّها النَّوْمُ إلا نَوْمَ مُنْسَلِبٍ .. وما السُّرورُ سِوى في نَوْمِ مُنْسَلِبِ
ما كانَ أَقْرَبَ خَلْقِ اللهِ مِنْكِ ولا .. بِبِنْتِ أُمٍّ إلَيْنا أَوْ بِبِنْتِ أَبِ
*****
أَقْصِدْ فَمَدحُكَ لا يَرقى بِمَعرِفَةٍ .. إلى كَريمَةِ بَيْتِ المَجْدِ والحَسَبِ
بَيْتٌ مِنَ العِزِّ لَمْ تَخْشَعْ دَعائمُهُ .. إلّا إلى اللهِ تَعزو أَمْرَ مُحتَسِبِ
بَيْتٌ مِنَ النَّجْمِ لا بالشُّهْبِ مِنْهُ فَما .. بَيْتُ النُّجومِ وما بَيْتٌ مِنَ الشُّهُبِ؟
بَيْتٌ مِنَ الشَّمْسِ لَمْ تَبْخَلْ مَضارِبُها .. يَوْماً على النّاسِ لَمُ تَأْفَلْ ولَمْ تَغِبِ
قَوْمٌ تَرامى على أكْتافِهِمْ ذَهَبٌ .. مِنَ الشَّمائلِ فاجْمَع رَمْيَةَ الذَّهبِ
أْحسابُهُمْ عَرَفٌ، أَنْسابُهُمْ شَرَفٌ .. أَنْفاسُهُمْ أنَفٌ مِنْ أَنْفِ كُلِّ أَبِي
مَضى الزَّمانُ عَلَيْهِمْ واسْتَتَبَّ على .. عَهْدِ الشَّبابِ ولَمْ يَهْرَمْ ولَمْ يَشِبِ
لَمْ يَذْهَبِ النُّورُ بالآفاقِ قَبْلَهُمُ .. والنُّورُ بَعْدَهُمُ الآفاقَ لَمْ يَجُبِ
أَنْشَدْتُ فيهِمْ وفي أَيّامِهِمْ طَرَباً .. عسى تُقَرِّبُهُمْ أُنْشودَةَ الطَّرَبِ
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]