جدران الأفق الفلسطينيّ
أأنا اللاجئ طريدُ الأحلام؟ أم أنّ فلسطين تنتقل بين أزقّة المخيم بلا أقدام؟
ضاعَ النّبض . .
وقضيتُ أسيراً
في غرفةٍ بأربعةِ آفاق
لا تزالُ تلك القبلةُ /القنبلة
على بعدِ رعدةٍ مني . .
ولا أزال مُتثاقلاً للسكون
2
سأخطُّ بكل ما أوتيتُ من اللامبالاةِ
وأسوّرُ بأسرابِ السحاب
ما نزف كفّاي وعناقنا من أشعار ويتامى ..
وأحاذر التجسّس ثانيةً بيني وبينها
فلغدائرها حصاد وردٍ أسود
ورذاذ اليقين تربةُ المُقلتين ..
توليبٌ أحمرٌ يقف بطابورٍ ممشوق
ليغترِف من شفاه مُخضلةٍ بالغزل
والأرضُ تشدّه / تشدّني نحو قاعِ القصيدة
فلحضورها بصحبتي حقيقةٌ خافِقة
لا تجاريها أيّ ظبيةٍ بلا كِناس .
3
أراكِ قد أسكتِ المغزل والمخاض
وتمعنين الفكر في بقعةٍ ما
على امتداد دربِ التبانة ...
تسرّحين النظر في أخاديد المطر
على محيا المخيم الكهل ...
وتستنبتين الجّوري من خوذ عابري المستنقعات
مقطّرةَ المُهّج على سراج الجّدار
وتحفرين خارطتكِ في كلس الأشقاء،
كنا انتهينا من قبل بلا بداية
نصحو / نثملُ من معاقرة الشّوقِ والعطش
ولا نتذمّر من حدباتٍ قطنيةٍ
اعتلت ظهورنا من بعد النزوح
ولا من أحذيةِ الوحل والشوك
وتشرئّب أيادي صغارنا وصرخاتهم من بين الركام ...
قدماي هناكَ وهناكَ وهناك ...
في دمشق وكاراكاس وأكواخ القصب وقباب الثلج
أأنا اللاجئ طريدُ الأحلام؟!
أم أنّ فلسطين تنتقل بين أزقّة المخيم بلا أقدام؟!
أنتِ مازلت عصيّة عن اللقاء
وعناقيد العصافير
تهفو كما شفاه الشفقِ إليك
ويعبق صدري برائحةِ أنفاسكِ
لكني الآن أختنق ..
وأنا على حافةِ الحرورِ والطوفان ..
فهلا ملأت بعض القوارير
بشيء من زفيركِ العبير
لكي أصطحبها معي . .
كما لَثمتكِ وخيمتكِ دوماً بصحبةِ الرياح.
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]