كثبان الكتابة المتحرّكة
ينشقُّ جسدي عني، ليلقي التحيةَ عليكِ.
عيناكِ تنسجان القصائد
والياسمينُ جاريتكِ
لو أن لديكِ بعض الوقت وبعض الفرح الفائض
لدعوتك إلى وطني الجريح الجسور
وربيعه المُقعد النّرجسي
كي تبلسمي كل الحروق الرّطبة
على ظهرِ الأثير المدبوغ بسياطِ التبغ
وسغب الشعب المتلّهف لقافلة المساعدات.
ينشقُّ جسدي عني
ليلقي التحيةَ عليكِ
في كل مسيرة عودة
ثمّ يؤوب بلا ذراعين،
ويعاود نفس الألم الممض
من أين هطلت؟
"أنا الفلسطيني إبن الأساطير،
قريتي كانت تتسامر الغزلان حول نبعها
فسمّاها التاريخُ (عين غزال)،
وأبي أسير المسجد اليوم
وأسير لدى الكيان الخارج من التاريخ في الأمس
فأسموني بإبن الأسير،
وبيتي المتصدّع في مخيم درعا
أجهزت عليه الحرب،
وتركتني بلا فلسطين وبلا مخيّم
لم ولن ولا تتعبني الحرب يا حبيبتي
فالسمك وإن فار التنور لا يغرق".
لا زلت تتبرجين برحيق أوراقي في حضرة الإناث
وتراوديني عن رسائلي،
كي أقفز لغاية قطوف الأوكسجين المنسابة
من وادي بني عُذرة حتى هودجكِ
على امتداد جدائل عفراء
وزفرات عروة بن حزام,
وأقف مشدوهاً في محراب البرتقال
على أرض فلسطين
التي تشخبُ دماً وعبقاً وماءً نميراً.
من قال لكِ إنني سأختم هذه القصيدة
أو أني سأتراجع نحو نيسان
أني عالقٌ فيكِ
في كثبان الكتابةِ المتحرّكة،
فشدّي ذاكرتي للأعلى
لأغمس قلمي في الخريف الواهن
وأَلقي وهقاً ثانياً ليختنق القلق
وأظل أتسكع في غرفةٍ جدرانها الرّماد/
أثيرها قميصكِ/ مفتاحها شفاهك
وأصطاد النّار من ثقبٍ في المتجمّدِ إن لثمتكِ ,
أعراسكِ المزوّرة المتشبثة
في قتامةِ جفون الغجريات
عافت اللاجئون بلا قروحٍ تغزل مواويلهم،
وعافتني دون أن أنفطم
وأنضح من الأبجدية طيفكِ
ف ل س ط ي ن
وأقلّكِ على متن فمي وهلعي
كما تحمل ظبية وليدتها
لتقف على الضّوء المفتت
والعشب الأشعث المنتشي
بإيقاعِ عاصفةِ خلخالكِ.
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]