فلسطينيون يستعيدون طبرية في جولة ل"حقوق المهجرين"
في إطار الحفاظ على الهوية والذاكرة الفلسطينيتين، وضمن هموم ومخططات العودة التي تحتفظ بها، نظمت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" جولة إلى مدينة "طبرية"، وجوارها من قرى مدمرة، ومهجرة، رافق الجولة معمرون شرحوا تاريخ المنطقة من الذاكرة الحية.
شارك العشرات في جولة تعليمية أقامتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في مدينة طبرية. وتطرقت الجولة الى تاريخ طبرية، ومنطقتها منذ أقدم عصورها، وحتى احتلالها من قبل الصهاينة، وتهجير سكانها الفلسطينيين.
بدأت الجولة في تل معون الأثري، مرورا بقرية ناصر الدين المهجرة الواقعة على بعد 3 كلم إلى الجنوب الغربي لمدينة طبرية، وتعلو 75 مترا عن سطح البحر، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى ولي له مقام في شمالي القرية، واسمه "ناصر الدين"، وهو من شهداء الحروب الصليبية.
تحيط بها أراضي بلدة لوبيا، دمرها الصهاينة عام 1948، بعد ارتكاب مذبحة بحق سكانها على يد عصابات "الهاغاناه" والتي كان من أهدافها التأثير النفسي على سكان طبرية، وقراها، وترويعهم كما جرى في مجزرة دير ياسين.
يقع جزء من مدينة طبرية على موقع القرية. وتذكر القرية عادة مقرونة مع جارتها، فيقول أهالي المنطقة: (المنارة وناصر الدين). كان فيها 672 نسمة عام 1948.
والمنارة هي قرية شبه توأم مع ناصر الدين، وهي قرية عربية تقع على بعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي لمدينة طبرية، وتعلو 239 مترا عن سطح البحر. ويعتقد أن اسم القرية هو تحريف "كفار منوري" الرومانية، التي كانت قائمة في موضعها، وعرفها الفرنجة باسم "منان".
وفي اللغة، "المنارة" ما يوضع عليه المصباح، موضع إصدار النور، والضوء.
تضم القرية مجموعة كبيرة من الخرائب التي تحتوي على مواقع أثرية، وتقع بجوارها مستعمرتا "منوراه" و"بوريا"، وتحيط بها أراضي قرية "لوبيا"، وكان فيها 580 نسمة عام 1945.
ورافق الجولة أيضًا المهجران من طبرية، علي الطبري، وحسن طوافرة اللذان تحدثا عن تاريخ ومعالم طبرية، وعن الحياة الاجتماعية فيها قبل النكبة.
كما تحدث محمد كناعنة عن الحراك الجماهيري لحماية مسجد البحر من المخططات الإسرائيلية لتحويله الى مركز تجاري، وعن أهمية استمرار هذا النضال الجماهيري لحماية المسجد ومعالم فلسطينية أخرى.
تعود نشأة مدينة طبرية بموقعها الحالي إلى العام 20 م عندما بناها الحاكم الروماني هيرودوس أنتيباس. وقد بناها على موقع مدينة “رقة” الكنعانية، وتعرف اليوم بخربة القنيطرة الموجودة شمالي المدينة الحديثة. وقد سميت طبرية في حينه بهذا الاسم تكر يما للإمبراطور الروماني طيباريوس.
يشار إلى أن طبرية هي أول مدينة فلسطينية يتم احتلالها، وكانت مركز القضاء الذي بلغت مساحته 440,969 كم مربع، وبلغ عدد قراه ما يقارب 26 قرية، إضافة إلى العشائر البدوية.
ونظًرا لأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية،انصبت أطماع الحركة الصهيونية نحو طبرية باكرا، فتوالت عليها الهجرات الصهيونية، إلى أن تجاوز عدد السكان اليهود عدد السكان الفلسطينيين العرب عام 1945.
وقد نعم اليهود في المدينة بالمساواة والحرية المطلقة، وكانت العلاقات بين السكان طيبة حتى اندلاع أحداث النكبة. وكانت طبريا أول مدينة فلسطينية يتم استهدافها، حيث استهدفت عصابة “الهاغاناه” سكان المدينة العرب الذين قاوموا رغم عتادهم الشحيح.
هجر الصهاينة كافة سكان المدينة الفلسطينيين، وساهم الانجليز في تهجيرهم، وسلموا طبرية للقوات الصهيونية مع سقوطها في 19 نيسان 1948.
وتم التطرق الى منطقة طبرية كإحدى أقدم المناطق المسكونة في فلسطين، فقد وجد فيها علماء الاثار جمجمة لامرأة تعود الى 30000 عام قبل الميلاد، ووجدت آثار لـ 12 مدينة بنيت على ضفاف بحيرة طبرية، وعلى مقربة منها.
وقد تأسست طبرية بموقعها الحالي عام 20م وكانت على مدار تاريخها مركزًا للحكم في العديد من الحقبات التاريخية.
وتم التعرف الى المعالم التي بناها ظاهر العمر في طبرية كقصر الصقرية، والسرايا، والأسوار، والمسجد الزيداني، ومسجد الجسر، ويعرف أيضا بمسجد البحر.