جولة "في البصة النا حصة": حقائق تدحض يهودية الكيان وتؤكد الهوية الفلسطينية
نظمت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" جولة في بلدة البصة المهجرة والمدمرة بمشاركة عدد من أبناء البلدين والضيوف المهتمين بشؤون العودة من فلسطينيين وعرب وأجانب.
نظمت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" جولة إلى قرية البصة المهجرة قضاء عكا، بمشاركة العشرات من أبناء البلدة والجوار المهجرين، وقد استقبلهم عدد من فاعليات البلدة الفكرية والثقافية ورموزها الصامدين في الداخل الفلسطيني رمزا للمقاومة السلمية الأهلية التي تؤكد حق الفلسطينيين في أرضهم رغم كل الأضاليل الاسرائيلية، والتضليل الإعلامي الغربي الداعم بطريقة عمياء للكيان الصهيويني.
في مقدمة المستضيفين، المحامي سليم واكيم، ابن قرية البصة المهجرة، والمربي حبيب زريق الذي عاش في القرية، وزاول مهنة التدريس فيها.
وعلق فتحي مرشود -مدير عام جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين المُنظِمة للجولة- أن ما جرى من أحاديث خلال الجولة في البصة، وما تلي من روايات فيها، يؤكد الهوية الفلسطينية للأرض، وأن الشعب الفلسطيني هو أصل فلسطين، وما قانون يهودية الدولة إلا حلقة من حلقات العدوان على الشعب الفلسطيني، وفصل جديد من فصول "الأبارتهايد" التي قام بها العدو الصهيوني، بدعم الغرب الاستعماري، وتأتي الجولة، والجولات الأخرى التي يقوم بها أهلنا في مختلف مناطقهم، لتؤكد زيف القانون، وسقوطه، كما تؤكد على حق شعبنا في العودة إلى قراه وبلداته المهجرة”.
تاريخ البصة
استهل المحامي سليم واكيم، ابن قرية البصة، الجولة فتطرق الى تاريخ البلدة الذي يمتد إلى غابر العصور، متحدثا عن أهميتها حيث ارتبطت بالطريق العام الساحلي بين عكا وبيروت، كما تميزت بموقعها، وأراضيها الخصبة التي تمتد حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط”.
وقد قُدّر عدد سكان البصة عام 1948 بأربعة آلاف نسمة، ويتجاوز عددهم اليوم أكثر من 40 ألفًا، 300 منهم تقريبًا في البلاد، والباقون موجودون في لبنان وكندا. كما بلغ عدد منازلها ما يزيد على 700 منزل مبنية بالحجارة، وبقي من معالم القرية لغاية اليوم، مسجد، وكنيستان، ومقام الخضر، وبيت لعائلة الخوري، وفندق استولت عليها دائرة اراضي "اسرائيل"، ويمنع الدخول اليها وترميمها.
وتناول واكيم الحياة الاقتصادية في البصة التي قامت على الزراعة أساسا، واشتهرت بالعديد من الزراعات مثل القمح، والخضار، والفاكهة التي كانت تُصدّر إلى المدن الفلسطينية، وإلى لبنان. وقد اشتهرت بشكل خاص بزراعة الكوسا.
وعرض واكيم الاجراءات القانونية التي تقوم بها اليوم لجنة أهالي البصة لترميم ما تبقى من معالم في القرية، وإحيائها عبر النشاطات المختلفة.
طيب عيش وعلاقات
ثم تولى الحديث عن البصة المربي حبيب زريق، البالغ من العمر 96 عاما، وفق معايشته لأوضاعها وحياتها، وهو الذي سكنها بهدف التدريس في مدارسها، فذكر ان "البلدة امتازت بالعلاقات الاخوية بين سكانها، وبنسبة المتعلمين العالية من النساء والرجال، حيث كانت بها مدرسة ثانوية وحيدة في المنطقة من بين مدارس ثانوية قليلة في فلسطين”.
وأفاد زريق، أن "البلدة شهدت حياة ثقافية مزدهرة، واعتاد سكانها على الجلوس في المقاهي، وتبادل الاحاديث الثقافية والسياسية”.
واشتهر في البصة منتزه "المشيرفة" على شاطئ البحر، والذي كان يضم عدة مقاهٍ، بحسب زريق الذي اضاف إن "المنتزه قصده المتنزهون من البلدات الفلسطينية واللبنانية، فكانت البصة محطة للمسافرين، والقادمين نظرا لموقعها، ومكانتها، وما تحتويه من ثراء خاص".
زريق لفت الى ميزة أهالي البلدة ورقيهم، وتعبيرا عن ذلك، "احترام اهل البصة الضيوف الذين كانوا يسكنون القرية، ومنهم المعلمين في المدارس، ومشاركتهم أهل القرية أفراحهم واتراحهم”
وقال زريق إن "الحياة الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين امتازت بالأخوة والشراكة في جميع المناسبات، ولم تعرف التفرقة أو الضغينة، فكان جميع أهل القرية يتشاركون الأفراح والأعياد والطقوس الاجتماعية المختلفة”.
مكانة المرأة في البصة واحترامها، كانت محطة من محطات حديث زريق الذي افاد إن "النساء كن يشاركن الرجال في الدبكة، وفي والمهرجانات الشعبية، ولم يكن هناك أي فصل أو تفرقة بين الجنسين”.
وتناولت رنا عوايسة، مركزة مشروع الجولات في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، أهمية مشروع الجولات الى القرى المهجرة، ورأت إنها "تكمن في أنه يعرفنا في كل مرة على حقائق حول البلدات الفلسطينية، تدحض الرواية الصهيونية حول تاريخنا، والمأساة التي حلت بشعبنا، وأن قرية البصة تشكل نموذجًا للقرية الفلسطينية المزدهرة بثقافتها، فكانت فيها إضافة لأربعة مدارس، عدة نوادٍ ثقافية وجمعيات تُعلم الطلاب فنون الخطابة والإلقاء وتحدث اللغات الأجنبية”.
أضافت: من المؤسف القول إنه حلت محل كلية البصة الوطنية، التي قصدها طلاب العلم من البلدات الفلسطينية واللبنانية، حظيرة للأبقار تابعة لمستعمرة شلومي التي أقيمت على أراضي القرية، والتي تعتبر بلدة فقيرة من الناحية العلمية والتطويرية، وهذا مثال بليغ لما فعلته الحركة الصهيونية بشعبنا من تدمير واقتلاع، لا ما تدعيه من أكاذيب تاريخية".