انتصارات انتخابية تفاقم الحملات الصهيونية ضد المناضلين العرب

في ضوء فوز قائمة "الجبهة الحيفاوية" في الانتخابات البلدية الشهر الفائت، شن اليمين الصهيوني المتطرف حملات تعبئة ضد المناضلين العرب، وفي مقدمهم رجا زعاترة الذي فاز في المعركة بمنصب نائب رئيس البلدية، ويستخدم الصهاينة في حملاتهم مواقف زعاترة، وآخرين، مؤيدة لسورية وللمقاومة.

"حماس ليس تنظيمًا إرهابيًا" "داعش تعلّمت من الصهيونية" "اعتقال رجا زعاترة بشبهة تهديد موظفة بلدية حيفا التي عارضت المظاهرات ضد الدولة" "رجا زعاترة رفع على الفيسبوك صورة لحسن نصرالله مع مقولة "أعدكم بالنصر دائمًا".

أثار فوز الصحافي الفلسطيني رجا زعاترة في الانتخابات بلدية مدينة "حيفا" الأخيرة حفيظة سلطات الاحتلال، فتضافرت حملات تحريض صهيونية متطرفة استهدفته، ومناضلين آخرين، مستخدمة ذرائع دعمهم للمقاومة، وسوريا، وفي طليعة المستهدفين زعاترة الذي انتخب مؤخرًا عضوًا في بلدية حيفا عن "الحزب الشيوعي في الداخل" وعن "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة".

زعاترة رافعا العلم الفلسطيني

وتأتي الحملة بالترافق مع تعيين زعاترة المرتقب مساء اليوم، الثلاثاء - نائبًا لرئيسة البلدية، حيث يشكّل الفلسطينيون في حيفا حوالي 11% من السكان (نحو 35 ألف مواطن)، كما تستقطب المدينة الساحلية ألوف الشباب والعائلات الفلسطينية من الجليل والمثلث (كفرقاسم، وأم الفحم، والطيبة)، كمركز حضاري، ثقافي واقتصادي، يضم مرافق صحية، وثقافية، وتعليمية كبيرة، ويشكّل الأطباء الفلسطينيون ما نسبته حوالي ثلث الأطباء العاملين في المستشفيات العامة في حيفا، وتصل نسبة الطلاب الجامعيين الفلسطينيين في جامعة حيفا إلى 40%، وفي معهد الهندسة التطبيقية (التقنيون) إلى حوالي 25% من طلاب الهندسة والتخصّصات العلمية، وتعجّ حيفا بالمسارح، والمقاهي الثقافية، والأنشطة الفنية.

وكانت الحملات الانتخابية قد شهدت تصعيداً ملموساً في التحريض ضد العرب الفلسطينيين القاطنين في مدن الساحل (حيفا، عكا، يافا، اللد والرملة) التي يقطنها نحو 120 ألف فلسطيني. ففي مدينة الرملة تم نشر صورة فتاة محجّبة لترويع السكان اليهود من العرب.

 

 

وفي مدينة يافا (الملحقة من الناحية الرسمية بمدينة تل أبيب) كان "الليكود" قد اختار شعاراً لحملته الانتخابية بعنوان "إما نحن وإما هم" (في إشارة إلى الفلسطينيين في يافا).

رجا زعاترة: طالبنا بشطب قائمة البيت اليهودي الحيفاويّة من الإنتخابات‎

وفي مدينة حيفا أعلن أحد أحزاب اليمين عن حملة لمقاطعة التجار العرب في أحد أسوق الخضار الشعبية، مما دفع زعاترة إلى تقديم شكوى رسمية ضد الحملة فارضاً على أصحابها الإعتذار، والتراجع عنها في جلسة رسمية للجنة الانتخابات.

وكانت قائمة "الجبهة الحيفاوية" برئاسة زعاترة قد حصلت في الانتخابات التي أجريت يوم 30 تشرين الأول الفائت على 6715 صوتاً، من أصل حوالي 126 ألف صوت في حيفا، من بينهم حوالي 12 ألف صوت عربي. وتتمثل كتلة زعاترة بمقعدين اثنين من أصل 31 مقعداً في المجلس البلدي، وهي الكتلة الوحيدة التي تمثل الفلسطينيين في المدينة، بعد أن أخفقت قائمة "التجمع الوطني" في عبور نسبة الحسم.

الحملة الصهيونية ضد المناضلين العرب تركز على مواقفهم المؤيدة لسوريا، ومحور المقاومة:

فعلى سبيل المثال، جاء في منشورات شبيبة حزب "الليكود"، ومنظمات فاشية صهيونية، أن زعاترة "من أبرز محبّي (الرئيس السوري) بشار الأسد و(السيد) حسن نصر الله"، وأنه "ينظم مظاهرات لدعم غزة" في إشارة إلى "مسيرات العودة" التي شهدت مدينة حيفا في أعقابها مواجهات محتدمة بين الشباب الفلسطيني والشرطة الإسرائيلية، في شهر أيار الفائت.

كما لفتت الحملة إلى رفض زعاترة اعتبار حركة "حماس" حركة إرهابية، وقوله إن تنظيم "داعش" يقلّد جرائم الحركة الصهيونية عام 1948، وإلى دعمه لحركة المقاطعة (BDS) وإلى ملاحقته عدة مرات من قِبل السلطات الإسرائيلية بسبب مواقفه السياسية، لا سيما مناهضة استدراج الشباب الفلسطينيين من أبناء الطوائف المسيحية للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ودعم الشباب العرب الدروز، والشباب اليهود الرافضين للخدمة في جيش الاحتلال، وتنظيم مظاهرات إسناد للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتنظيم حافلات من حيفا إلى مسيرات العودة السنوية إلى القرى، والمدن الفلسطينية المهجّرة في الداخل.

 

الحملة الصهيوينة تستهدف المناضلين العرب الرافعين للعلم السوري

ونشرت الحملات الإلكترونية المختلفة صوراً لزعاترة رافعاً الإعلام السورية، والفلسطينية، ومنشورات تنحاز إلى الحق في المقاومة، وإلى رموز المقاومة. ودعت أخرى إلى ترحيله إلى سوريا أو إلى غزة.

 

مسيرة عربية في حيفا أيار (مايو) الماضي دعما لغزة

زعاترة (رافعاً العلم السوري) وإلى يساره الأديب الفلسطيني محمد نفاع (الأمين العام السابق للحزب الشيوعي في الداخل) والمحامي عمر سمريه، في مسيرة الأول من أيار في الناصرة عام 2015.

وينظم نشطاء اليمين الصهيوني، وبعض عائلات قتلى جيش الاحتلال، مساء اليوم الثلاثاء، تظاهرات أمام مبنى بلدية حيفا، للمطالبة بإقصاء زعاترة من البلدية، ومن إدارتها.

يذكر أن رجا زعاترة (مواليد حيفا عام 1978) درس الحقوق في جامعة حيفا، هو سكرتير منطقة حيفا لـ"الحزب الشيوعي" في الداخل، وعضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، ورئيس لجنة الإعلام في لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الـ48. وقد شغل منصب رئيس الاتحاد القُطري للطلاب الجامعيين الفلسطينيين في الداخل في الأعوام 2000-2001 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعمل محرراً سياسياً وثقافياً في صحيفة "الاتحاد" التي تصدر في حيفا، وناطقاً بلسان لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في الناصرة. له مئات مقالات الرأي وعشرات الدراسات السياسية والثقافية المنشورة بالعربية وبلغات أخرى.