نصب غسان كنفاني أرعبهم فقرروا إزالته.. ودعوة للاعتصام

أقدم مستوطنون اسرائيليون مدعومون من شرطة بلدية مدينة عكا على تكسير نصب للشهيد غسان كنفاني، ابن مدينة عكا وذلك بعد اقل من شهرين على رفع النصب في المقبرة الإسلامية. ودعت "اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية"، ألتي اقامت النصب، إلى التظاهر أمام المقبرة يوم الجمعة المقبل.

نصب غسان كنفاني في المقبرة الإسلامية قبل هدمه

أقل من شهرين مضيا على إزاحة الستارة عن نصب الكاتب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني في المقبرة الإسلامية في مدينته عكا، لكن وزير الداخلية أريه درعي، ووزيرة الثقافة ميري ريغيف، طالبا "لجنة أمناء الوقف الإسلامي" بإزالة النصب التذكاري من المقبرة، وما هي إلا أيام قليلة حتى أقدم مستوطنون اسرائيليون على التسلل إلى المقبرة، وتدمير النصب، في خطوة علقت عليها عضو القائمة المشتركة النائبة عايدة توما سليمان، ابنة مدينة عكا، وهي أيضا عضو "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” بأن الاسرائيليين يظنون بأن تدمير النصب التذكاري، ووصمه بالارهاب، والتلويح بتهديدات مختلفة، سوف يساعدهم في الاستمرار بإنكار الرواية الفلسطينيّة، وطمس قضية الشعب الفلسطيني وتاريخه”.

النائبة عايدة توما سليمان

ودعت "اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية" في فلسطين، إلى التظاهر أمام المقبرة يوم الجمعة المقبل، وقالت في الدعوة إن "٤٦ سنة مرت على استشهاده ولا يزال غسان كنفاني يرعب حكومات الاحتلال، فقاموا بهدم النصب". وأردفت: "الأرض أرضنا، وغسان أديبنا، والارهاب حكومتكم، وأنتم إلى زوال".

أزاء قيام أطراف صهيونية بإزالة النصب، اصدرت توما بيانا تحدثت فيه عن "غسان كنفاني، ابن مدينة عكا، قائلة إنه اسم نعتز به، ولد في مدينتي عكا، وهجّر من وطنه مع عائلته خلال النكبة، ومن خلال قلمه، وأدبه، قاوم الاحتلال، والاضطهاد، وسجل الذاكرة الفلسطينيّة الشّاهدة على الجرائم، ومعاناة أبناء شعبه. وتم اغتياله قبل أكثر من 46 عام”.

الدعوة لحفل إزاحة الستارة

وتناولت توما محاولات وزراء حكومة اليمين الاجراميّة، قائلة أنهم في سباقهم نحو الشّعبوية الرخيصة، قرروا بأن النصب التذكاري لذكرى غسان كنفاني الذي تم نصبه داخل المقبرة الاسلامية في مدينة عكا، يشكل خطرًا، وأمروا بازالته”.

أضافت توما: "علينا أن نثبت أمام هذه الهجمة أيضًا، إنه ستبقى يدنا ثابتة، بينما يد الظالمين مرتجفة، ومقابرنا، وما فيها، أو عليها ليس من صلاحيات وزراء حكومة نتنياهو.

هذه الحكومة التي لا تستثمر في الوقف الاسلامي، وتحجب الميزانيات عنه، وعن أبناء الطائفة الاسلاميّة، تهدد الآن بحجب الفتات أيضًا، وأي انجرار خلف مطالب الوزراء غير القانونيّة او الخضوع لتهديداتهم، من شأنه أن يشكّل مقدمة، وتمهيدًا لمطالب أخرى عنصريّة، وغير منطقيّة، كما سيستمرون بربط جنونهم هذا بالميزانيات التي هي أصلًا حق لنا، وليست منّة ولا صدقة من أحد”.

 

 

نصب غسان كنفاني في المقبرة الإسلامية في عكا

لك شيء في هذا العالم ..فقم

إزاحة الستارة عن النصب جرت في حفل أواخر تشرين الأول (أوكتوبر) الفائت، في حضور عدد كبير من الضيوف من خارج مدينة عكا، تمت دعوتهم من قبل "اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية، وتخلل المناسبة كلمات للمطران عطالله حنا، ولعائلة الشهيد غسان كنفاني، والكاتب محمد نفاع، وسكرتير اللجنة الشعبية للتضامن مع سوريا وصفي عبد الغني، ورئيس لجنة أمناء الوقف الاسلامي في عكا سليم نجمي.

أما الدعوة فتمت تحت عنوان "عائد إلى الديار" وعرفت بكنفاني إنه ولد في عكا سنة١٩٣٦، وعاش في يافا إلى أن اختطفته يد النكبة إلى أصقاع اللجوء في لبنان وسوريا والكويت.

وقال التعريف إن كنفاني السياسي والروائي عاش القضية الفلسطينية، وعبر عن آلامها وآمالها، وهو بامتياز كاتب الثورة لاسترداد الحق والعودة إلى فلسطين. ألٌف ١٨ كتابا، وترجمت كتبه إلى ١٧ لغة، واغتيل على يد الموساد الاسرائيلي في بيروت سنة١٩٧٢.

وختمت: “من أشهر مقولاته "لك شيء في هذا العالم ..فقم".