التجميل بلا جراحة: العلاج بتقنية "Ultherapy" لمحاربة الشيخوخة
يعتبر علاج مشاكل البشرة بتقنية "Ultherapy" من أهم الإجراءات الحديثة التي توصل إليها العلم أخيراً لشد البشرة المترهلة، لتعطيها مظهراً شاباً ونضراً، عن طريق تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين للجلد، لتأخير العمليات الجراحية.. فكيف تعمل هذه التقنية؟
يتناول "الميادين نت" في سلسلة تقارير موضوع "التجميل بلا جراحة"، ويعرض تقنيات حديثة ومتطورة تعالج مشاكل بشرة الوجه والبشرة في 14 حلقة، لإلقاء الضوء على أبرز هذه التقنيات التي أحدثت ثورة في عالم التجميل، من دون جراحة، مع الطبيبة اللبنانية رمزية العنان*.
في الحلقة الأولى، نتعرف إلى تقنية العلاج بالـ"Ultherapy"، التي لا تعتبر بديلاً من العمليات الجراحية، لكنها تعمل على تأخيرها لسنوات، كوسيلة فعّالة لتأخير شيخوخة البشرة.
توضح الدكتورة رمزية أن تقنية "Ultherapy" تمكنت من محاربة التجاعيد المزعجة، وأوجدت حلولاً مختلفة للتجاعيد، من حيث مكان وجودها ومظهرها.
وأشارت الدكتورة العنان إلى أن من المعلوم أنّ شيخوخة الجلد مبرمجة وراثياً، وتبدأ بشكل مستتر أو شبه مرئي بين عمر 25 و30 عاماً، إذ يفقد الجلد مرونته وتماسكه، ويتباطأ عمل تجدد الخلايا والكولاجين فيها، فتظهر التجاعيد الدقيقة، وخصوصاً حول العينين، ثم الوجه والرقبة.
تترافق العوامل الوراثية المسؤولة عن شيخوخة البشرة مع عوامل أخرى خارجية كالتدخين، والشمس، والبرد، والهواء، والجفاف. تساهم هذه العوامل في صناعة الخلايا المؤكسدة Free radicals، وهي جزيئات تسبب خللاً في عملية نمو الخلايا، وتوقف إنتاج الكولاجين، وتؤدي إلى شيخوخة الجلد، إذا ما أنتجت بكميات كبيرة.
العلاج بالـ"Ultherapy"، وفقاً للدكتورة العنان، يؤخر العمليات الجراحية لسنوات، إذ تعمل هذه التقنية على تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين (مرونة الجلد) في أعماق البشرة، وتعطي نتائج طبيعية لمظهر الجلد، من دون جراحة، وتدوم بين عام أو عامين، بحسب نسبة التجاعيد في البشرة.
ما هو "Ultherapy"؟
العلاج بالـ"Ultherapy" هو التقنية الوحيدة غير الجراحية التي تمّت الموافقة عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وفقاً للدكتورة العنان، إذ تعمل على شد ورفع الرقبة والذقن والحاجب، كذلك تحسين الخطوط والتجاعيد الصغيرة في الجزء العلوي من الصدر.
وتشرح الدكتورة العنان أنّ تقنية "Ultherapy" تعتمد على العلاج بالموجات فوق الصوتية، وهي تعمل أكثر من غيرها من العلاجات غير الجراحية الأخرى، عن طريق التعمّق داخل طبقات الجلد لتحفيز عملية إنتاج الكولاجين الذي يعطي النضارة والشباب للبشرة. كما أنّ البشرة تستفيد من الموجات فوق الصوتية، إذ يتمكن الشخص الذي يتعالج بهذه التقنية من رؤية طبقات الأنسجة المترهلة التي تتم معالجتها.
وبحسب الدكتورة العنان، إنّ الموجات الصوتية المركزة تضمن إيصال طاقة العلاج إلى الطبقات التي يجب أن تستفيد من هذه التقنية أكثر من غيرها، إذ تعمل على رفع الجلد تدريجياً وشدّه من دون أي فترة نقاهة. وبفضل قدرة الموجات فوق الصوتية الفريدة على تجاوز الطبقة العليا من الجلد، يمكن لجهاز "Ultherapy" أن يستهدف تحديداً الأسس العميقة تحت الجلد، التي تعالجه عادة الجراحة التّجميلية، لكن من دون إحداث أي شق في الجلد.
هناك بعض الأشخاص الذين لا يرغبون في إجراء عملية جراحية لشدّ بشرتهم، فيلجأون إلى تقنية "Ultherapy" التي تعطي نتائج فعّالة ومثبتة من خلال جلسة علاج واحدة عند معظم الأشخاص.
بواسطة "Ultherapy"، يمكنك التعرف إلى كيفية معالجة بشرتك المترهلة من دون جراحة، ومن دون أن يتأثر سطح البشرة بأيّ أذى، وبفعالية مضمونة ومستمرة.
لماذ نحفّز الكولاجين في جلدنا؟
مع تقدم الإنسان في العمر، يتفكك الكولاجين أو بمعنى آخر يتحلل ويذوب، ما يؤدي إلى فقدان البشرة صلابتها ومرونتها. وتؤكد الدكتورة العنان أن تقنية Ultherapy تساعد على عملية تحفيز وإنتاج كولاجين جديد في البشرة، من خلال تقنية الموجات فوق الصوتية التي تمّ اختبارها عبر مرور الوقت.
يبقى أنّ المعيار الأساس في هذه التقنية هو شدّ الجلد وإعادة الشباب والنضارة إلى البشرة من دون جراحة، وفقاً لفريق من الخبراء الاختصاصيين الذين عالجوا مشاكل عديدة بهذه التقنية، التي باتت الآن الأكثر مصداقية وأماناً من حيث طريقة العلاج والنتائج المبهرة التي تحققها.
إقرأ أيضاً: التجميل في العيادات.. شباب دائم بلا عمليات جراحية
* الدكتورة رمزية العنان:
دكتواره في الصيدلة السريرية، مرخصة ومعتمدة من المجلس الأميركي، متخصصة في الطب التجميلي، ومحاضرة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.