"عبود" الذي "يهدينا" كوميديا "سوداء" من غزة!

أصبح "عبود بطّاح"بكلّ ما يحمله من عفوية وخطابٍ بسيطٍ يلامس قلوب متابعيه، فيضحكهم أحياناً ويبكيهم أحياناً أخرى، فتصيبك حيرةٌ في مشاعرك، فهو يقصف "شغاف القلب" بكلماته ويعزف على أوتار الروح.

  • "عبود" يبثّ رسائله من غزة الصامدة

في اليوم الـ 96 من العدوان الإسر ائيلي على قطاع غزة، يواصل "الناشط الحربي"  صاحب "الكوميديا السوداء"، عبد الرحمن بطاح، الملقب بـ "عبود بطاح"، بثّ رسائله من غزة الصامدة، التي بات ينتظرها الملايين حول العالم، للاطمئنان على شخصه باعتباره أصبح جزءاً من يومياتهم، ولسماع أخبار أهل غزة وما يعانونه من آلام.

اقرأ أيضاً: معكم من تحت القصف "المراسل عبود" من غزة!

وأصبح "عبود بطّاح "بكل ما يحمله من عفوية وخطابٍ بسيطٍ يلامس قلوب متابعيه، فيضحكهم أحياناً ويبكيهم أحياناً أخرى، فتصيبك حيرةٌ في مشاعرك، فهو يقصف "شغاف القلب" بكلماته ويعزف على أوتار الروح، فيشدّ المتلقّي حتى سماع آخر كلمة من المشاهد التي يبثّها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 مراسل حربي من نوعٍ خاص

الإعلامي خالد صافي، سعى لـ "فهم رسالة عبود"، وعلّق على الفيديو الأخير الذي بثّه بالقول: "حتى تفهم شو اللي بيعمله عبود بهيك فيديوهات"، ليؤكد في الوقت ذاته أنّ عبود يضرب إعلام الاحتلال بقوة من خلال رسالته التي يطلقها من شمال قطاع غزة بشكل دوري، يزعم الاحتلال أنه هجّر المواطنين من الشمال وعبود بابتسامته المعهودة من سطح بيتهم يقول عكس ذلك.. فيصدّقه الناس!".

ويلفت صافي إلى أنّ "عبود بجوّاله الشخصي وإنترنت منزله المتهالك وإمكانياته التي تقترب من الصفر وموارده المعدومة يخرج بكلمات عفوية ومقطع لا يزيد عن 90 ثانية يطمئن ملايين المتابعين على أخبار صموده مع مئات الآلاف من الذين بقوا معه في الشمال".

ويستدرك بالقول: "على عكس الاحتلال الذي لا تقدر ماكينته الإعلامية أن تطمئن المستوطنين على حال جنودهم، ولا تسمح الرقابة بنشر أي معلومات عنهم على مدار الساعة".

ويختم صافي بالقول: إنّ عبود بطاح مراسل حربي من نوع خاص يخاطب جيلاً لا يمكن لدولة الاحتلال أن تصل إليه ولا أن تتقن أدواته".

 واشتهر بطاح إعلامياً باسم "عبود" وهو من النشطاء الذين جذبوا الأضواء والتأثير مع استمرار الحرب على غزة، وما سبّبته من أهوال ومآسٍ لأكثر من 2.3 مليون نسمة يقطنون القطاع الصغير المطل على البحر الأبيض المتوسط.

يقول بطاح (16 عاماً) لوكالة سند الفلسطينية للأنباء: "إنه يعيش مثل جميع الناس الذين قرّروا الصمود في منازلها وعدم النزوح رغم القصف والتدمير والحصار".

ويوضح الفتى الفلسطيني أنه وجد في ظروف الحرب فرصة كبيرة لإبراز موهبته من خلال تسليط الضوء على أهوال ومآسي الحرب ضد الشعب الفلسطيني.

ويضيف أنه "يحاول من خلال عمله أن يوضح للعالم أن جميع الفلسطينيين الأطفال والنساء والمسنين يعانون من جرّاء سيل القصف والتدمير والترويع والحرمان من الماء والغذاء".

 وللشهر الرابع على التوالي تشنّ "إسرائيل" واحدة من أقسى الحروب في القرن الواحد والعشرين ضد قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاماً.

 وبحسب وزارة الصحة في غزة استشهد أكثر من 23 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان الإسرائيلي بينهم أكثر من 9200 طفل.

 كما تسبّب العدوان بنزوح 1.9 مليون شخص من مناطق سكنهم في قطاع غزة، وسط دمار ضخم قدّرته الأمم المتحدة بأكثر من 60% من المنازل السكنية والبنى التحتية.